هواة بمرتبة فرسان.. يروضــون الخيل ويعشقون «صهيلها»
هجروا منازلهم وسكنوا في مرابط الخيل.. يتحدثــــــون عن إهمالهم ويطالبون الجهات المعنية بدعمهم
الاثنين / 05 / شعبان / 1438 هـ الاثنين 01 مايو 2017 03:22
عمرو سلام (جدة)
AMROSALLAM2@
رغم ندرة الخيل وغلاء ثمنها، إلا أن الكثير من الشباب جعلها هوايته المفضلة، وراح يجوب العالم بحثا عن الخيول الأصيلة ويفتش عن جمالها، هواة الخيل برغم قلتهم إلا أنهم موجودون هناك في أطراف المدن والمناطق الترابية، أنشأوا «إسطبلاتهم» وسكنوها تاركين العالم الآخر لكل من لا يعرف عن الخيل شيئا، تبدأ تلك الهواية بامتطاء فرس من باب الصدفة، ثم البحث عبر فضاء الإنترنت عن معلومة أو أخرى، ثم امتلاك فرس، ثم تعلم ركوبها.
«عكاظ» رافقتهم في «إسطبلاتهم» وجمعت قصصهم ورصدت شغفهم بالخيل، وسمعت بعض معاناتهم مع الجهات المعنية.
ففي مدينة جدة وتحديدا في منطقة «الخمرة» يكون تجمعهم، حيث أطلق عليها فرسان العروس ومنتجو الخيل «أرض الأمل»، فهي نقطة بداية عشاق الخيول، لأنها الأرض التي قدمت لهم الأمل في امتلاك مربطهم الخاص، تجدهم من وقت لآخر يتجمعون بخيولهم يركضون بها الأراضي الفضاء.
عبدالله عقيلي كغيره من هواة الخيل، بدأ عشقه بعد أن اشترك مع أحد أصدقائه بشراء خيل بلدي وأطلق عليها اسم «سكرة»، وكانت العشق الأول والمفتاح الذي فتح له هذا العالم المليء بالحب والمغامرة والحزن أحيانا.
يقول عبدالله، هناك تواصل محسوس بين الخيال والخيل ولا يستطيع أحد آخر أن يشعر بذلك التواصل، «فمنذ أن بدأت ركوب الخيل وإتقان الفروسية وقعت في حبها وأعطيتها كل وقتي، وفي كل يوم أعود إلى «الإسطبل» أقابل خيولي، أحس بمدى شوقهم لي وأنه حان وقت اللعب والخروج من المرابط والإحساس بالحرية.
فبعد الخيل الأولى «سكرة» بدأت بدراسة الخيول ومعرفة الأنواع والأنساب، وقررت أن أبدأ مشواري بالرقي، فكنت أبيع خيلا أو استبدلها بخيل أفضل، وذلك بهدف التحسين وليس التجارة، وكان حلمي هو تحسين النسل وانتقاء الخيول العربية الأصيلة، وهذا ليس بالأمر السهل، فهناك شهادات نسب وتسجيل الخيول إلى الأب والجد والسلالة، وغيرها الكثير من المعلومات التي تثبت نسبها، ومركز الملك عبدالعزيز للخيول العربية الأصيلة هو الجهة المصدرة لتلك الشهادات.
ولم يكن ذلك بالمجان، فقد كلفني ذلك الكثير من المال والجهد، ونظرا لقلة الموارد اضطررت إلى مشاركة عدد من محبي الخيل، وذلك بهدف شراء فحل مميز وباهض الثمن، حيث قمت أخيرا بمشاركة 35 فارسا للحصول على خيل مميز من الكويت يساهم في تحسين الإنتاج، كما أن الخيل مكلف جدا من ناحية التغذية والعلاج والدواء والتدريب والكثير من الأموال تصرف بسبب عشق الخيول فقط.
وليس المال فقط هو العقبة الوحيدة، فعشق الخيل يأخذ كل الوقت أحيانا، فتمر علي أيام لا أرى فيها أهلي أو أصدقائي لفترات طويلة بسبب تواجدي مع الخيل، ومن خلال ذلك التواجد تتولد مشاعر حب وعشق وحزن، فأذكر أن من أسعد مواقفي هي حين ولدت فرسي الأولى مهرة صغيرة كانت فرحتي بها عارمة وكأنها ابنتي، ومن المواقف المحزنة أنني اضطررت لبيع أحد الخيول المقربة جدا إلى قلبي، ورغم أن الصفقة كانت جيدة إلا أنني حزنت كثيرا وافتقدتها كثيرا.
ويوضح عبدالله أن هناك تواصلا بين عشاق الخيل، يتم من خلال ذلك التواصل تبادل الخبرات وحل بعض العقبات التي تواجههم، ولكن هناك الكثير من المشكلات التي لا يستطيعون حلها وتحتاج إلى تدخل من المراكز الحكومية المتخصصة كمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية أو الفروسية أو الزراعة وغيرها، مؤكدا أن هناك تزايد الشباب من محبي الخيول بجميع أنواعها ولكن لا يزال هناك الكثير أمام الجهات المختصة عمله لخدمة هذه الفئة من الهواة.
ولعشاق الخيل والفروسية أسباب مختلفة، فهناك من يهوى السباق، وهناك من يرغب الوصول إلى إنتاج الخيل العربية الأصيلة، وهناك من يستخدمها في القفز، وأخيرا (الشو) جمال الخيل.
أما محمد المالكي فأول عشقه وتعلقه بالخيل كان بسبب خيل اشتراها مع أخيه عبدالرحمن، وكانت من الخيول البلدية الرخيصة ومن خلالها بدأ يتاجر بالتعاون مع شقيقه بالخيول البلدية واكتسب خبرة في تلك الهواية آنذاك.
ويقول: «استلمت دعوة من أحد الإسطبلات المجاورة لمربطي وهي عن مسابقة في جمال الخيل وحينها لم تكن عندي أي خلفية عن تلك الأنواع من المسابقات أو ما هي بطولة جمال الخيل، وكان لدي خيل يدعى «الفارس» وكان جميل المنظر فشاركت به في تلك المسابقة وكانت هي نقطة البداية في عشقي لجمال الخيول بعد أن توجت بالمركز الخامس من الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز، حينها أدركت بوصلتي تجاهها وواصلت التقدم في الحصول على الخيول الجميلة والمشاركة بها في المسابقات».
ويضيف، أن للخيل الجميلة شروطا بدأ بمعرفتها وأدرك كيف ينتقي الخيول العربية الأصيلة التي تناسب ذلك النوع من المشاركات، فلا بد أن تكون صغيرة الرأس قصيرة الأنف وتقف بشكل متناسق وجميل.
وقد شاركت في الكثير من المسابقات في الرياض، ودبي، وقطر، وأسعى أن أحقق حلمي وهو المشاركة في المسابقات العالمية في أوروبا وأمريكا.
واستطرد المالكي، أن هناك إقبالا متزايدا من الشباب على امتلاك الخيول، ولكن ما تزال المسابقات المقامة هي مسابقات ذاتية من خلال التجار، ويطالب بتوفير مسابقات موسمية حتى يتسنى للشباب المشاركة فيها، وذلك بمختلف المجالات وليس مسابقات جمال الخيل فقط.
وقال الشاب خالد البسام إنه يعشق الخيل منذ أن كان صغيرا، حيث كان هناك عدد من الخيول في مزرعة والده وقد فرق بينه وبين الخيل مشاغل الحياة والدراسة ورسم مستقبله، وبعد استقرار أموره بدأ بالتفكير بالعودة إلى عشقه القديم بعد أن جذبته تلك الخيول المشاركة في مهرجان الجنادرية.
يملك البسام خيلا عربية يقضي وقته معها في عطلة نهاية الأسبوع، ويشير إلى أن ضيق الوقت ومشاغله تقف بينه وبين تحقيق حلمه في الحصول على عدد كبير من الخيول وإنتاج السلالة الجيدة. ويقول إنه يرى نفسه بعد التقاعد محاطا بالكثير من الخيول، ولا بد من تحقيق حلمه وإرضاء شغفه للخيول يوما ما.
رغم ندرة الخيل وغلاء ثمنها، إلا أن الكثير من الشباب جعلها هوايته المفضلة، وراح يجوب العالم بحثا عن الخيول الأصيلة ويفتش عن جمالها، هواة الخيل برغم قلتهم إلا أنهم موجودون هناك في أطراف المدن والمناطق الترابية، أنشأوا «إسطبلاتهم» وسكنوها تاركين العالم الآخر لكل من لا يعرف عن الخيل شيئا، تبدأ تلك الهواية بامتطاء فرس من باب الصدفة، ثم البحث عبر فضاء الإنترنت عن معلومة أو أخرى، ثم امتلاك فرس، ثم تعلم ركوبها.
«عكاظ» رافقتهم في «إسطبلاتهم» وجمعت قصصهم ورصدت شغفهم بالخيل، وسمعت بعض معاناتهم مع الجهات المعنية.
ففي مدينة جدة وتحديدا في منطقة «الخمرة» يكون تجمعهم، حيث أطلق عليها فرسان العروس ومنتجو الخيل «أرض الأمل»، فهي نقطة بداية عشاق الخيول، لأنها الأرض التي قدمت لهم الأمل في امتلاك مربطهم الخاص، تجدهم من وقت لآخر يتجمعون بخيولهم يركضون بها الأراضي الفضاء.
عبدالله عقيلي كغيره من هواة الخيل، بدأ عشقه بعد أن اشترك مع أحد أصدقائه بشراء خيل بلدي وأطلق عليها اسم «سكرة»، وكانت العشق الأول والمفتاح الذي فتح له هذا العالم المليء بالحب والمغامرة والحزن أحيانا.
يقول عبدالله، هناك تواصل محسوس بين الخيال والخيل ولا يستطيع أحد آخر أن يشعر بذلك التواصل، «فمنذ أن بدأت ركوب الخيل وإتقان الفروسية وقعت في حبها وأعطيتها كل وقتي، وفي كل يوم أعود إلى «الإسطبل» أقابل خيولي، أحس بمدى شوقهم لي وأنه حان وقت اللعب والخروج من المرابط والإحساس بالحرية.
فبعد الخيل الأولى «سكرة» بدأت بدراسة الخيول ومعرفة الأنواع والأنساب، وقررت أن أبدأ مشواري بالرقي، فكنت أبيع خيلا أو استبدلها بخيل أفضل، وذلك بهدف التحسين وليس التجارة، وكان حلمي هو تحسين النسل وانتقاء الخيول العربية الأصيلة، وهذا ليس بالأمر السهل، فهناك شهادات نسب وتسجيل الخيول إلى الأب والجد والسلالة، وغيرها الكثير من المعلومات التي تثبت نسبها، ومركز الملك عبدالعزيز للخيول العربية الأصيلة هو الجهة المصدرة لتلك الشهادات.
ولم يكن ذلك بالمجان، فقد كلفني ذلك الكثير من المال والجهد، ونظرا لقلة الموارد اضطررت إلى مشاركة عدد من محبي الخيل، وذلك بهدف شراء فحل مميز وباهض الثمن، حيث قمت أخيرا بمشاركة 35 فارسا للحصول على خيل مميز من الكويت يساهم في تحسين الإنتاج، كما أن الخيل مكلف جدا من ناحية التغذية والعلاج والدواء والتدريب والكثير من الأموال تصرف بسبب عشق الخيول فقط.
وليس المال فقط هو العقبة الوحيدة، فعشق الخيل يأخذ كل الوقت أحيانا، فتمر علي أيام لا أرى فيها أهلي أو أصدقائي لفترات طويلة بسبب تواجدي مع الخيل، ومن خلال ذلك التواجد تتولد مشاعر حب وعشق وحزن، فأذكر أن من أسعد مواقفي هي حين ولدت فرسي الأولى مهرة صغيرة كانت فرحتي بها عارمة وكأنها ابنتي، ومن المواقف المحزنة أنني اضطررت لبيع أحد الخيول المقربة جدا إلى قلبي، ورغم أن الصفقة كانت جيدة إلا أنني حزنت كثيرا وافتقدتها كثيرا.
ويوضح عبدالله أن هناك تواصلا بين عشاق الخيل، يتم من خلال ذلك التواصل تبادل الخبرات وحل بعض العقبات التي تواجههم، ولكن هناك الكثير من المشكلات التي لا يستطيعون حلها وتحتاج إلى تدخل من المراكز الحكومية المتخصصة كمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية أو الفروسية أو الزراعة وغيرها، مؤكدا أن هناك تزايد الشباب من محبي الخيول بجميع أنواعها ولكن لا يزال هناك الكثير أمام الجهات المختصة عمله لخدمة هذه الفئة من الهواة.
ولعشاق الخيل والفروسية أسباب مختلفة، فهناك من يهوى السباق، وهناك من يرغب الوصول إلى إنتاج الخيل العربية الأصيلة، وهناك من يستخدمها في القفز، وأخيرا (الشو) جمال الخيل.
أما محمد المالكي فأول عشقه وتعلقه بالخيل كان بسبب خيل اشتراها مع أخيه عبدالرحمن، وكانت من الخيول البلدية الرخيصة ومن خلالها بدأ يتاجر بالتعاون مع شقيقه بالخيول البلدية واكتسب خبرة في تلك الهواية آنذاك.
ويقول: «استلمت دعوة من أحد الإسطبلات المجاورة لمربطي وهي عن مسابقة في جمال الخيل وحينها لم تكن عندي أي خلفية عن تلك الأنواع من المسابقات أو ما هي بطولة جمال الخيل، وكان لدي خيل يدعى «الفارس» وكان جميل المنظر فشاركت به في تلك المسابقة وكانت هي نقطة البداية في عشقي لجمال الخيول بعد أن توجت بالمركز الخامس من الأمير عبدالعزيز بن أحمد بن عبدالعزيز، حينها أدركت بوصلتي تجاهها وواصلت التقدم في الحصول على الخيول الجميلة والمشاركة بها في المسابقات».
ويضيف، أن للخيل الجميلة شروطا بدأ بمعرفتها وأدرك كيف ينتقي الخيول العربية الأصيلة التي تناسب ذلك النوع من المشاركات، فلا بد أن تكون صغيرة الرأس قصيرة الأنف وتقف بشكل متناسق وجميل.
وقد شاركت في الكثير من المسابقات في الرياض، ودبي، وقطر، وأسعى أن أحقق حلمي وهو المشاركة في المسابقات العالمية في أوروبا وأمريكا.
واستطرد المالكي، أن هناك إقبالا متزايدا من الشباب على امتلاك الخيول، ولكن ما تزال المسابقات المقامة هي مسابقات ذاتية من خلال التجار، ويطالب بتوفير مسابقات موسمية حتى يتسنى للشباب المشاركة فيها، وذلك بمختلف المجالات وليس مسابقات جمال الخيل فقط.
وقال الشاب خالد البسام إنه يعشق الخيل منذ أن كان صغيرا، حيث كان هناك عدد من الخيول في مزرعة والده وقد فرق بينه وبين الخيل مشاغل الحياة والدراسة ورسم مستقبله، وبعد استقرار أموره بدأ بالتفكير بالعودة إلى عشقه القديم بعد أن جذبته تلك الخيول المشاركة في مهرجان الجنادرية.
يملك البسام خيلا عربية يقضي وقته معها في عطلة نهاية الأسبوع، ويشير إلى أن ضيق الوقت ومشاغله تقف بينه وبين تحقيق حلمه في الحصول على عدد كبير من الخيول وإنتاج السلالة الجيدة. ويقول إنه يرى نفسه بعد التقاعد محاطا بالكثير من الخيول، ولا بد من تحقيق حلمه وإرضاء شغفه للخيول يوما ما.