تحدث مساء الثلاثاء الماضي، ولي ولي العهد السعودي، الأمير الشاب محمد بن سلمان بثقة انتقلت لروح كل مواطن سعودي بكل فخر برسالة واضحة للوطن وللعالم أننا بالمملكة نمضي الآن على خطى واضحة ومدروسة نحو مستقبل زاهر وواعد وقوي، تحدث عن تطوير الجهات الحكومية ومبادرات التحول الوطني ومدى تأثيرها على تحقيق رؤية 2030، بكلمات متزنة قادنا سموه مع الأرقام والإحصاءات بشفافية كما تعودناه نحو خريطة الطريق التي وضعتها الدولة لكي يكون لكل فرد دور في دعم هذه الخريطة والسير بنفس الاتجاه، أيضا لم يخلُ حديث الأمير محمد بن سلمان من مبدأ أن أي عملية إصلاح لا بد أن يصاحبها بعض المراجعات، وكان ذلك متجليا في الحديث عن إعادة الدراسة سريعا وإرجاع البدلات وما لها من تأثير وأهمية على دخل المواطن، والتي تمت إعادتها فور عودة الانتعاش للاقتصاد وأسعار النفط، وذلك استشعارا من الحكومة بأهمية العناية بمدخول الفرد ورفاهيته.

نجاح المبادرات سيضمن عدم العودة لمرحلة التقشف التي عاشتها المملكة في الأشهر الماضية، وهذا الدور يتحمله كل فرد في هذا الوطن من موقعه كمسؤول أو موظف أو مستهلك مهما كان طبيبا أو مهندسا أو معلما، كلهم شريك في إنجاح المبادرات بقيامه بدوره مهما رأى هذا الدور صغيرا في نظره، واتضح جليا مدى ترابط هذه المبادرات ببعضها وكيف أن كل مبادرة تدعم الأخرى اقتصاديا ولوجستيا وفي تحقيق الأهداف التي تضمن اقتصادا قويا وتنمية شاملة للمملكة.

تأكيد سموه على محاسبة كل من يتورط في الفساد كائنا من كان وزيرا أو أميرا في رسالة واضحة أنه لا أحد فوق القانون، ومدلول ذلك أن القيادة الرشيدة في المملكة تدرك أهمية القضاء على الفساد في نجاح التنمية والارتقاء بالمستوى المعيشي والاقتصادي للوطن، وهذا مما يعطي الشعور بالأمن وقدرة الجميع على حفظ حقوقه من كل مفسد أمام قانون صارم وقضاء نزيه لا يستطيع أي شخص اختراقه.

ساعة واحدة كانت كفيلة بأن تضع النقاط على الحروف وتختزل سنوات قادمة في مستقبل المملكة بخطى واعدة، وتجعل كل مواطن ينتمي لهذا الوطن يشعر بالفخر بما وصلت وستصل له المملكة، وتركيز سموه على الأمور الاقتصادية الداخلية في أكثر من ثلاثة أرباع اللقاء ليوضح لنا كيف أن أهمية الداخل لدى القيادة ولدى سموه أكثر بكثير من الاهتمام بالسياسة الخارجية التي كان لها نصيب أيضا من حديثه، ولكنها تأتي بعد الاهتمام بالداخل السعودي أولا، وخلاصة هذه الساعة مع سموه نستطيع القول إنها كانت الرسالة، نحن بخير وسنكون بخير أكبر مستقبلا بإذن الله.

sinan_2500@hotmail.com