أخبار

«إلى الأمام».. ومصالح العرب الإستراتيجية

فرنسية ترفع علم بلادها وتحتفل بفوز ماكرون أمس. (أ. ف. ب)

زياد عيتاني (بيروت)

ziadgazi@

إيمانويل ماكرون رئيسا لفرنسا، تنفس العالم الصعداء، وخصوصا القارة الأوروبية، ففوز الرئيس الشاب أعاد الحياة والأمل للاتحاد الأوروبي وهو ما ترجم بتصريحات الزعماء الأوروبيين فور صدور النتائج في العاصمة الفرنسية باريس. إلا أن السؤال الذي يهمنا نحن العرب ماذا يعني فوز ماكرون بالنسبة لنا؟

مما لا شك فيه أن كل عاقل عربي كان يتمنى فوز ماكرون بالسباق ولكن الإجابة عن التساؤل الأول تكون عبر الإجابة عن تساؤل آخر هو تساؤل معاكس يقول ماذا لو انتصرت ماري لوبان وهُزم ماكرون؟

عداء لوبان للعرب وللجاليات العربية في فرنسا ليس أمرا سريا بل هو واضح في كل مواقفها وفي برنامجها الرئاسي، إلا أن ما يمكن الاستدلال به على ما يمكن أن يكون الحال لو فازت لوبان هو العودة إلى الحادثة التي حصلت بين لوبان ومفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان عندما زارت بيروت أخيرا، إذ افتعلت إشكالا مع دار الإفتاء برفضها وضع منديل على رأسها احتراما للمفتي ولدار الإفتاء رغم الاتفاق المسبق على ذلك مع قسم البروتوكول في السفارة الفرنسية ببيروت، لتأتي إلى باب دار الإفتاء محدثة جلبة ونقاشا ورافضة الدخول بمنديل، ليُلغى اللقاء. لوبان هي العدو المباشر للعرب ووصولها إلى الأليزيه كان سيكون النهاية للعلاقات الفرنسية العربية التاريخية وبداية لمرحلة صعبة على هذا الصعيد، أولها التنكيل بالجاليات العربية في فرنسا وإطلاق رحلة التهجير المعاكس لهذه الجاليات. صفحة جديدة تعد بالكثير، يمكن للعرب أن يفتحوها مع الرئيس الفرنسي الجديد. صفحة تحمل الخير للعرب والفرنسيين الذين تجمعهم قواسم مشتركة عدة على صعيد القيم الإنسانية والهم المشترك في ترسيخ الاستقرار الدولي. كما قيل إن أوروبا انتصرت بفوز ماكرون يمكن القول أيضا إن العرب انتصروا بفوز ماكرون، وليس أدل على ذلك إلا صورة أعلام الثورة السورية جنبا إلى جنب مع الأعلام الفرنسية وهي تحتفل بالفوز الكبير.