رياضة

خوقير: لن تقوم للوحدة قائمة إلا بـ «الخصخصة»

في ليلة «كب العشاء» قال إن الشللية علامة تجارية مسجلة للنادي

خوقير (تصوير: عبدالغني بشير)

حاوره: (عبدالله الثبيتي)

1000Duke@

حمل مدير الكرة السابق بفريق الوحدة النجم عبدالله خوقير المتسلقين وأعضاء الشرف المزيفين، ما يحدث للوحدة من هبوط وصعود على مدار عقدين من الزمان. وقال في حوار لـ«عكاظ» بأن الرئيس السابق جمال تونسي كان يستشيره، لأن كرة القدم -كما يقول- مهنته بالتخصص والممارسة، كاشفا أن هناك من هدموا الوحدة بأفكار بالية، وسيستمر على هذا المنوال هبوطا وصعودا إلى ما لا نهاية، حتى يفرجها الله بالخصخصة، أو بكبير يلجم أفواه المتسلقين ويوقفهم عند حدهم. كما تحدث عن جوانب أخرى كثيرة تخص الشأن الوحداوي، تجدونها في ثنايا هذا الحوار.

• دعنا نبدأ حوارنا معك من نقطة هبوط الفرسان، ما هي أبرز العوامل الرئيسية التي أدت إلى السقوط هذا العام؟

•• تغيير طاقم اللاعبين دفعة واحدة، وعدم التوفيق في اختيار الأجانب أو المحليين، وذلك لقلة المال الذي يمثل عصب الحياة في الأندية، إذ كان مفقودا في نادينا، ولكن مضوي لم يوفق في اقتراحه بتغيير طاقم اللاعبين، وكان من المفترض أن يكون هناك تدرج في عملية التخلص من اللاعبين الذين لا يمكن الاستفادة منهم، والإدارة نفذت طلب مضوي لأنها كانت تبحث عن مركز متقدم حسب خطتها.

• وماذا عن عادل عبدالرحمن؟

•• الظروف التي استلم فيها دفة القيادة الفنية كانت أكبر منه، ولكنه يتحمل جزءا كبيرا من مسؤولية الهبوط بنسبة 50 %، لأنه كانت لديه فرصة كبيرة مع بداية القسم الثاني من الدوري لإعادة صياغة خطوط الفريق بشكل أفضل، من خلال جلب محترفين أجانب يصنعون الفارق، لكنه أحضر لاعبين عاديين جدا.

• برأيك، هل كانت خطوة إدارة النادي صحيحة باستقطاب 18 لاعبا دفعة واحدة؟

•• الخطة بشكل عام كانت في الاتجاه الصحيح، بأن يتم في العام الأول الحفاظ على البقاء، وقد حصل، والعام الثاني التقدم إلى منطقة الدفء، وحصل العكس وهو الهبوط، وهذا دليل على أن الخطة على أرض الواقع لم تنفذ بالشكل السليم، لأن الإدارة أعطت مضوي الضوء الأخضر لتغيير أكثر من نصف الفريق، واستعجل المدرب منذ بداية الموسم في تحقيق نتائج على الأرض من خلال فتح الملعب أمام الخصوم، ليتلقى نتائج قاسية بالستة والخمسة والأربعة والثلاثة، وهذه النتائج كانت بسبب طرقه الفنية.

• لماذا لم تقدم المشورة لرئيس النادي الذي تربطك علاقة قوية به؟

•• هشام مرسي أخ وصديق وزميل دراسة، وهو كما يعلم الجميع كان لاعبا بالنادي، ولكن أنا تركت النادي منذ ست سنوات، وابتعدت نهائيا عن الأجواء الوحداوية حضوريا أو حتى لإبداء الرأي، فأنا تركت النادي في عهد إدارة جمال تونسي، والفريق في المركز الثالث.

• الوحدة حاضر في الألعاب المختلفة، ولكنه منتكس في كرة القدم، ما السبب؟

•• كرة القدم احتراف بكل ما تعنيه الكلمة من عمل إداري وفني، والمال والفكر هما من يصنع الإنجازات، والمال مع الأسف، مفقود في الوحدة، وأنا كما يعرف الجميع عملي احترافي، ولو كان المال متوفرا في الوحدة لما ذهب منه النجوم، ولما أصبح الفريق في ذيل القائمة. لعبة كرة القدم تقول «أعطوني المال أعطيكم الإبداع».

• على طاري هروب النجوم، يقال بأنك كنت عاملا أساسيا في هروب النجوم إلى الأندية الكبيرة أمثال المحياني وناصر الشمراني وأسامة هوساوي، والجماهير تتهمك بتسويق أبناء النادي للأندية الكبيرة، ما تعليقك؟

•• يجب أن يفهم الجميع أنه ليس هناك في عالم كرة القدم للمحترفين شيء اسمه أبناء النادي، الولاء للوطن ولأمك وأبيك، أما في كرة القدم فهناك شيء اسمه وظيفة محترف، بعد نهاية عقدك تذهب لمن يدفع أكثر، وأنا كما يعرف الجميع كنت لاعبا ومدرس تربية رياضية، وأتعامل بفكر احترافي مهني بحت، أنا حافظت على حقوق النادي ببيع عقود اللاعبين كي لا يذهبوا دون مقابل، لأن المال الكافي لا يوجد في خزينة النادي، فكانت الخيارات إما أن يذهب اللاعب ببلاش أو نبيع عقده وتستفيد خزينة النادي، وهذا هو العمل الاحترافي. تمتلك المال جدد للاعبك أو بع عقده كي تضمن حقوق ناديك.

• ولكن سبحة النجوم انفرطت بعد هؤلاء؟

•• هذا هو احتراف كرة القدم، يجب أن يعرف الجميع هذا الأمر، ومع الأسف هناك إدارات أتت بعدنا لم تحافظ على حقوق النادي، من خلال تجديد العقود المنتهية للاعبين، فذهبوا لأندية أخرى دون أن تستفيد خزينة النادي منهم شيئا. زمن الولاءات انتهى في عصر الاحتراف والمهنية، ولكن متسلقي الرياضة لا يزالون يتشدقون بأفكار بالية، ويطلقون التهم جزافا دون الإلمام بالفكر الكروي، وكيفية التعامل على أرض الواقع، وهؤلاء المتسلقون هم نكبة الوحدة وسبب تأخره عن تحقيق النتائج والمراكز المرجوة.

• هناك سياسة متوارثة في الوحدة هي أن الإدارة لا تسمع إلا نفسها، أما الأصوات من خارج النادي فلا تسمع لها، لماذا؟

•• المتسلقون يأخذون الوحدة جسر عبور للظهور الإعلامي، وكل إدارة تأتي لا يتركونها في حالها، فتضطر للسماع لهم، لأنها تعتقد أنهم أصوات صديقة وناصحة، وأما الأصوات التي تظهر عبر الإعلام مع كل إدارة فهي سبب نكبة الوحدة، ليس لديها فكر ولا مال ولا فهم في الرياضة، ولا في طريقة التعامل مع الأشخاص ذوي الاختصاص، نصبوا أنفسهم أوصياء على الوحدة باسم أهل مكة، وأنا أحترم أهل مكة من الصغير حتى الكبير، ولكن هؤلاء ليسوا أوصياء على الوحدة، هم متسلقون ولا قيمة لهم عند العاقل، فمن هنا يجب على إدارات الوحدة أن تسمع للمقربين لأنهم أصدق من المتسلقين.

• هناك من يقول إنك كنت مستشارا لجمال تونسي؟

•• هذا صحيح، جمال تونسي كان يستشيرني حينما كنت مديرا للكرة، أنا لا أقبل أن أكون على الهامش، فقد كان جمال يأخذ برأيي لأنه رئيس لا يحب أن يكون الرأي انفراديا، وجلبنا أفضل اللاعبين محليا وكذلك الأجانب والمدرب بوكير، الذي حقق نتائج مبهرة، ووصلنا إلى نهائي كأس ولي العهد بعد سنوات من الجفاف، فشيء طبيعي حينما تمارس تخصصك على أرض الواقع أن يستشيرك من يقدر مهنتك.

• في الوحدة، لماذا الإدارة وحدها هي المسؤولة عن الفشل؟

•• لأن المتسلقين والمفلسين فكريا وماليا يطاردون الإدارة في أي لحظة عقب تنصيبها، ولا يؤمنون بالعمل المهني والجماعي. المطالبات مستمرة منذ عقدين من الزمن، الصبان وعبدالسلام والكعكي وجمال وأحمد دهلوي وعلي داود واللحياني ومرسي وما بعد مرسي، لن يتركوه في حاله، هذا موال سنوي وعلامة تجارية مسجلة للمتسلقين، لن يتركوا أي إدارة قادمة في حالها لأنهم لا يريدون أن يعيشوا في الظلام، ففي الهجوم على إدارة النادي شهرة وأضواء.

• ما الحل إذن؟

•• لابد من الخصخصة، فهي التي ستلجم المتسلقين، وحينما أعلنت خصخصة الأندية، الكثير من التجار توقف عن الدعم، الكل كان يتحرى موعد الخصخصة لأنها السبيل الوحيد لإنقاذ النادي من المشكلات الموسمية.

• إدارات الوحدة هل فعلا تتشكل من البشكة الواحدة؟

•• أوافقك الرأي 80%، لأن الظروف السائدة تحتم على أي إدارة أن يكون أعضاؤها منصهرين في قالب واحد من أصحاب معرفة سابقة، حتى تكون لغة التفاهم بينهم عالية، لأن هناك من يتربص بهم ويسعى إلى إسقاطهم منذ اللحظة الأولى.

• لماذا لا تعمل مع الإدارات بغض النظر عمن هو الرئيس؟

•• عملت مع حاتم عبدالسلام وعبدالمعطي كعكي، وعرضت خدماتي على علي داود، ولكن المتربصين أبعدوني عن العمل معه، وأنا رجل صاحب مهنة ولا أشخصن الأمور طالما وسائل النجاح موجودة ومتوفرة، وقادر على العمل في أجواء صحية، وسأعمل ولن أتوقف عن العطاء وخدمة نادي الوحدة، الذي يعتبر بيتي الأول رياضيا.

• ولماذا علي داود تحديدا؟

•• علي داود صاحب فكر رياضي عال، ومعروف كرياضي وإعلامي ومثقف، وكانت هناك عوامل تساعد على النجاح، إذ كان المال متوفرا بدعم رجل الأعمال الوحداوي المعروف صالح كامل، فأنا وجدت الإمكانات متوفرة، ونسبة النجاح مرتفعة، ولكن هناك من أبعدني عن العمل، ومع ذلك لم يسلم داود من الهجوم والمطالبة بالرحيل قبل نهاية فترة التكليف.

• هل هبوط الوحدة هذا العام جاء بطعم الهبوط في السنوات الماضية؟

•• العوامل مشتركة في الهبوط، من جفاء وتجاهل أثرياء مكة وأعضاء الشرف المزيفين، وحرب المتسلقين ضد إدارة هشام مرسي، ولكن الطعم مختلف لأننا كنا نريد بقاء الفريق من أجل أن يشمله ويحضنه قانون الخصخصة، وقد عملت إدارة النادي حسب ما اطلعت وفق إمكاناتها على إبقاء الفريق ضمن الكبار، ولكن الشق كان أكبر من الرقعة.

• لماذا تقول أعضاء شرف مزيفين ومتسلقين، ومنهم من يطالب بمستقبل مبهر للوحدة، أليس من حقهم النقد؟

•• أنا مسؤول عن كلامي، نعم هناك جماهير تنكوي قلوبها بنتائج ومراكز هزيلة لا تتناسب مع مكانة وعراقة ناديها، أعطني عضو شرف تكفل بتجديد قيمة لاعب أو جلب مدربا أو لاعبا محترفا، أو تبرع مثل شرفيي الأندية الأخرى. التبرعات بالقطارة لا تسمن ولا تغني من جوع، والمتسلقون الذين يظهرون عقب تنصيب الإدارة لم نلمس منهم عمل خير على أرض الواقع، ويجب أن يستوعب الجميع أن مهنة كرة القدم صناعة واحتراف مهني، فالعقود المالية تنظم سياسة هذا العمل، واللاعب اليوم معك وغدا يلعب ضدك.

• هناك من يتهمك بصناعة الشللية في الوحدة، بماذا ترد؟

•• هذا الكلام تصفية حسابات من أشخاص يريدون الظهور على حساب الآخرين، اسألوا جميع رؤساء الأندية وكل من عمل معي، أنا رجل أحب المواجهة والمناقشة العقلانية، حينما أستطيع العمل سأعمل، وحينما أرى أن الظروف لا تسمح سأبتعد، والتاريخ يثبت ذلك. لا أحد ينكر بأن الشللية موجودة، وأنها أنهكت نادينا، ويجب التصدي لأي شخص لا يحمل فكرا ومالا ويريد الظهور فقط.

• وكيف تصف بيئة الوحدة حاليا؟

•• منفرة وغير صحية، اختلط الفالح بالطالح، وهذا لعدم وجود كبير، فبعد وفاة الأمير عبدالمجيد والدكتور محمد عبده يماني والوحدة يعيش فراغا كبيرا في منصب الكبير.

• أخيرا.. هل تتوقع أن يجلس الوحداويون على طاولة واحدة بعد هذا الانقسام الحاد؟

•• صعب جدا، الوحدة يحتاج إلى معجزة لحل مشكلاته، والحال سيظل كما هو صعودا وهبوطا حتى موعد الخصخصة.