بنيوية «أنا عليّ اللوم» تؤنسن مواقف سلطان الهاجري
( بيوت تسكن الناس )
الجمعة / 16 / شعبان / 1438 هـ الجمعة 12 مايو 2017 02:53
قراءة: علي الرباعي
Al_ARobai@
لم يكن الشعر الشعبي بمعزل عن المناهج النقدية والفلسفية، ذلك أن أصل البناء اللغوي للشعر عند الشعوب (شعبي) وسلطان الهاجري أحد الرموز الشعرية الملامسة نصوصه نظريات التفكيك والبنيوية، فالهاجري يمتلك مركزية صوتية لا يصل إلى عمقها إلا من رصد مساره الشعري، وتعقب المعاني المخبوءة تحت ظلال رؤيته الاستقصائية المؤنسنة كل ما حولها من أشياء.
وفي نص «عليك الفرج يا الله يا حي يا قيّوم // إلهٍ عباده كلها تلتفت يمه»، يعالج الهاجري العلاقات البشرية من منظور أخلاقي ويحمّل الذات أمام ( الصديق) كامل المسؤولية فيما وقع من إخلال بعهد أو قصور في واجب (ألا يا رفيقي والله أنه عداك اللوم // أنا اللي عليّ اللوم في ذمتي ذمه) ولكي تتسق جمالية الاعتذار مع لوم النفس يعود لتوضيح ما حدث برمزية يستوعبها من كان على مستوى الصداقة (ولكن سامحني ترى العلم فيه علوم// ولا يفرح اللي بيننا ينقل النمّه) وليس غائباً عمن يقرأ القصيدة التوجه الديني للنص. (حصل ما حصل والعبد يصبر على المقسوم // يدور الزمان ويخلف العزم والهِمّة) هذه السيرورة للنص تحمل بنية التحليل وتفسير الوقائع ومحاورة الذات مع شيء من الإدانة لتفريغ شحنات إنسان عاتب أو غاضب:
طراة الرجل لا لحقه من الزمان هموم
لا يدري بسده كود خيرة بني عمه
وسيع البنايد في الشدايد قوي عزوم
لعضّك زمانك شال همك مع همه
وفي منتصف التعبير عن مدلول متعالي لا يغفل الشاعر مثاليته في التعامل مع الأصدقاء:
وأنا والله إني ما تهنى بحلو النوم
ورفيقي عليه هموم الأيام ملتمه
أشيل الحمل منه واحطه عليّ واقوم
مقام يورّد ظامي الما على الجمّه
وفي خضم السجال الفني مع ذات مغايرة تمارس دور الادعاء العام في محاولتها إدانة الصديق تصحو الذاتية لتبرئة موقفها والبحث عن مشجب يليق به تحمل المسؤولية:
لكن الزمان الشين ظالم وأنا مظلوم
على الهون يا للي تمدح الوقت وتذمه
وبحكم سعة الاطلاع والتعرف على التجارب ينحو الهاجري إلى محاكاة الشاعر الفصيح القائل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن:
تهب الهبايب والسفن في البحور تعوم
وتقفي بها صلف الهبايب عن اليمّه
ومن هنا ندرك أن الرياح الصلفة تغير المسارات وكذلك صروف الدهر مع الإنسان.
لم يكن الشعر الشعبي بمعزل عن المناهج النقدية والفلسفية، ذلك أن أصل البناء اللغوي للشعر عند الشعوب (شعبي) وسلطان الهاجري أحد الرموز الشعرية الملامسة نصوصه نظريات التفكيك والبنيوية، فالهاجري يمتلك مركزية صوتية لا يصل إلى عمقها إلا من رصد مساره الشعري، وتعقب المعاني المخبوءة تحت ظلال رؤيته الاستقصائية المؤنسنة كل ما حولها من أشياء.
وفي نص «عليك الفرج يا الله يا حي يا قيّوم // إلهٍ عباده كلها تلتفت يمه»، يعالج الهاجري العلاقات البشرية من منظور أخلاقي ويحمّل الذات أمام ( الصديق) كامل المسؤولية فيما وقع من إخلال بعهد أو قصور في واجب (ألا يا رفيقي والله أنه عداك اللوم // أنا اللي عليّ اللوم في ذمتي ذمه) ولكي تتسق جمالية الاعتذار مع لوم النفس يعود لتوضيح ما حدث برمزية يستوعبها من كان على مستوى الصداقة (ولكن سامحني ترى العلم فيه علوم// ولا يفرح اللي بيننا ينقل النمّه) وليس غائباً عمن يقرأ القصيدة التوجه الديني للنص. (حصل ما حصل والعبد يصبر على المقسوم // يدور الزمان ويخلف العزم والهِمّة) هذه السيرورة للنص تحمل بنية التحليل وتفسير الوقائع ومحاورة الذات مع شيء من الإدانة لتفريغ شحنات إنسان عاتب أو غاضب:
طراة الرجل لا لحقه من الزمان هموم
لا يدري بسده كود خيرة بني عمه
وسيع البنايد في الشدايد قوي عزوم
لعضّك زمانك شال همك مع همه
وفي منتصف التعبير عن مدلول متعالي لا يغفل الشاعر مثاليته في التعامل مع الأصدقاء:
وأنا والله إني ما تهنى بحلو النوم
ورفيقي عليه هموم الأيام ملتمه
أشيل الحمل منه واحطه عليّ واقوم
مقام يورّد ظامي الما على الجمّه
وفي خضم السجال الفني مع ذات مغايرة تمارس دور الادعاء العام في محاولتها إدانة الصديق تصحو الذاتية لتبرئة موقفها والبحث عن مشجب يليق به تحمل المسؤولية:
لكن الزمان الشين ظالم وأنا مظلوم
على الهون يا للي تمدح الوقت وتذمه
وبحكم سعة الاطلاع والتعرف على التجارب ينحو الهاجري إلى محاكاة الشاعر الفصيح القائل تجري الرياح بما لا تشتهي السفن:
تهب الهبايب والسفن في البحور تعوم
وتقفي بها صلف الهبايب عن اليمّه
ومن هنا ندرك أن الرياح الصلفة تغير المسارات وكذلك صروف الدهر مع الإنسان.