أخبار

سائق: زحفت داميا لنصف ساعة.. ومواطن: تحملت رصاصتين لإنقاذ أسرتي

مصابو الأربعاء الدامي يروون لـ «عكاظ» لحظات الموت تحت وابل رصاص الغدر

حسن آل أحمد

«عكاظ» (الدمام) okaz_online@

روى عدد من المصابين في الحادثة الإرهابية التي وقعت الأربعاء الماضي بحي المسورة بالعوامية لـ«عكاظ» تفاصيل لحظات الرعب ودقائق الموت التي عاشوها قبل وبعد إصاباتهم، مؤكدين أن الإرهابيين كانوا يستهدفون المارة الأبرياء بعشوائية، حتى أنهم لم يتوقعوا أن يخرجوا أحياء من تحت وابل الرصاص، مشيدين بدور الطواقم الطبية في مستشفى القطيف المركزي، التي بذلت جهدا كبيرا في إيقاف نزيف الدماء منهم وإجراء الجراحات العاجلة التي أنقذت حياتهم بعد فضل الله تعالى عليهم.

زحف لعشرات الأمتار

وأوضح سائق مركبة الأجرة حسن آل أحمد (60 عاما) أنه كان في طريق عودته لمنزله بعد انتهاء عمله في حدود السابعة والنصف مساء، ليجد نفسه أمام دوي رصاص لم يتوقف، وقال «حاولت الهرب لكن الطلقات العشوائية كانت تلاحقني، ولم تميز أحدا، فبدأت في الزحف والدماء تنزف مني لعشرات الأمتار ولمدة تصل إلى نصف ساعة تقريبا حتى وصلت إلى موقع يقيم به عدد من العمال الذين بدأوا في إسعافي، وتواصلوا مع أبنائي حتى وصلوا بعد أكثر من نصف ساعة؛ نظرا لاستمرار الطلقات، وتم نقلي إلى المستشفى». وأشار إلى أنه وجد هناك استعدادات متكاملة وعناية بالغة لعلاجه، إذ أصيب بخلع كامل في كتف اليد اليسرى، وتمت إعادة الكتف لوضعه، فيما سيتم لاحقا تحديد موعد لعملية جراحية لعلاج تهشم العظم في الكتف.

إصابة في الكتف

كما أصيب أحمد شويهين (في العقد الثالث) برصاصة في الكتف الأيمن وهو أمام منزله في بلدة القديح، وقال: «كنت أمام منزلي ولم أشعر إلا بطلقة تصيبني، إذ اخترقت الصدر بشكل سطحي قبل أن تستقر في الكتف الأيمن»، لافتا إلى أنه وجد رعاية مميزة في المستشفى، وتمت السيطرة على النزيف بتدخل جراحي، إلا أن الرصاصة لا تزال باقية في الجزء العلوي من الكتف، على أن يحدد لاحقا موعد العملية لاستخراجها.

رصاصتان في الفخذ

أما مرتضى آل زكريا (27 عاما) فكان في طريقه إلى بلدة العوامية لتوصيل زوجته وبرفقتهما خالته وابنتها، عندما سمع دوي الرصاص، وشعر بأن الرصاص اخترق باب المركبة التي كان يقودها لتستقر رصاصتان في فخذه الأيسر، كما طالت إصابة طفيفة خالته وابنتها الطفلة التي لم يتعد عمرها ثلاث سنوات، فيما نجت زوجته بفضل من الله. وقال: «أصابتني رصاصتان، ومع شدة الألم تحملت، وقدت المركبة وسط دوي الرصاص حتى وصلت لمستشفى القطيف المركزي، وهناك سارع الأطباء لاستخراج رصاصة، فيما الثانية انفجرت في الفخذ، ولم يكن هناك أي تدخل لاستخراجها»، مشيرا إلى أنه بدأ في التعافي بفضل من الله تعالى، مشيدا بدور أطباء مستشفى القطيف المركزي على العناية الطبية التي وجدها منذ وصوله.