جدل أسلمة «الأدب» يستيقظ.. أحجية نفيه أو إثباته
أكدوا أنه قدم نماذج هزيلة وأمسى مرتهناً للتقليدية
الاثنين / 19 / شعبان / 1438 هـ الاثنين 15 مايو 2017 02:45
علي فايع (أبها)
alma3e@
أعاد الشاعر حسن عبده صميلي الجدل حول مصطلح الأدب الإسلامي إلى الساحة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً لـ«عكاظ» أنّ الأدب الإسلامي لم يغب، لكنه لم يجد طريقه للقارئ الواعي ليؤمن به؛ فظل مرتهنا عبر زمن طويل لتشييد قلاعه في نفوس الجيل القادم عبر مناهج الدراسة الأكاديمية، و«عبر أسلمة كل شيء بما فيها الأدب؛ فربطوا الأدب الإسلامي بالإسلام -دينا وعقيدة- ومارسوا الترهيب للمجتمع من خلال إخفاء ورفض الحداثة تداولا وقراءة وكتابة».
وأضاف صميلي «كل رافض للأدب الإسلامي يُتهم من قبل مدعيه بمحاربة الإسلام وتجييش عامة الناس عليه؛ وهو ما مورس ضدي في اليومين الماضيين بتويتر؛ ففي ردود عامتهم خفوت للعقل وفهم قاصر لأدوات الأدب الإسلامي الفقيرة باعتراف كل متخصصي الأدب، لقد ثبت لي أنهم يتاجرون باسم الدين في كل شيء بما في ذلك الأدب، وإن كانوا قد حاولوا اختطاف الأدب قديما وفشلوا؛ فربما ينجحون هذه المرة من خلال مؤسسات ثقافية تملك أدوات جديدة».
فيما رأى الدكتور عبدالله السفياني أنّ «مشكلة الأدب الإسلامي ليست إشكالية جديدة في الساحة فهي إشكالية فلسفية قديمة تتمثل في الصراع بين قيم الجمال وقيم الحق والعلاقة بين الحق وبين الجمال وهل الجمال يجب أن يكون حقاً وهل الحق يجب أن يكون جميلاً؟ وأنّ كل شاعر منحاز وكل أديب منحاز وكل مثقف منحاز لسلسلة من القيم التي يؤمن بها سواء أكانت هذه القيم اختياراً شخصياً أم جمعياً».
وأوضح السفياني أن «الإشكالية في مصطلح الأدب الإسلامي في نظره أن المصطلح يتكون من شقين: الشق الأول وهو كلمة أدب، والشق الثاني كلمة إسلام، ولكي تحقق المنتج الذي يمكن أن يسمى بالأدب الإسلامي يجب عليك أن تحقق الاشتراطات التي تجعل الكلمة الأولى تتحقق وتأتي بالاشتراطات التي تجعل الكلمة الثانية تتحقق، بمعنى أن المنتج يجب أن يكون أدباً ثم بعد الانتهاء من تحقق شروط الأدبية نبدأ نقيس شروط الإسلامية فيه، وهذا يعني أننا يجب أن نضع معايير للأدبية ثم معايير للإسلامية، وإذا اجتاز هذه المعايير الأدبية والإسلامية يمكن أن نختم عليه الدمغة ونقول إن هذا هو الأدب الإسلامي».
ويضيف السفياني أنّ «من حق كل أحد أن يخترع ما يشاء، لكن الإشكال الذي وقع هو أنك وأنت تحاكم النصوص إلى هذا المصطلح سيظهر لك نوع منه يحقق الشرط الأدبي والإسلامي، ونوع يحقق الشرط الإسلامي ولا يحقق الشرط الأدبي، ونوع يحقق الشرط الأدبي ولا يحقق الشرط الإسلامي، ونوع لا يحقق الاثنين معا، فأنت كيف ستحاكم هذه الأنواع؟».
ويرى السفياني أن «الإشكالية الأخرى إذا لم يحقق الأدبية ولكنه ذو مضمون إسلامي فماذا يصنعون به؟ هذا المصطلح جعلهم يتغاضون عن شرط الأدبية ويدخلون ما شرطه الإسلامي من باب التكثير، وجعل التركيز على المضمون الإسلامي أكثر والعناية به أكبر، وهذه إشكالية جعلت كثيرا من الشباب المبدعين ينفرون من هذا المصطلح ومن هذه المدرسة وأربابها؛ لأنهم يقدمون لهم نماذج لا ترقى لذائقتهم العميقة».
ويؤكد السفياني أنّ «الأدب العربي منذ القدم عانى من إشكالية محاكمة الشعر إلى معيار الدين، وتحدث عنها القاضي الجرجاني في الوساطة وذكر أن الشعر لا يُحاكم إلى الدين لأنّ له مقاييسه الخاصة كما للدين مقاييسه الخاصة، وقال: فالدين بمعزل عن الشعر، وبسبب ذلك صار رواد هذا الاتجاه يقيسون النصوص بمقاييس الدين وليس بمقاييس الإبداع، فدخل في الأدب من ليس أهلاً له، الأدب في نهاية المطاف هو منتج لغوي من جهة وجمالي من جهة أخرى، والنظر إليه من هاتين الزاويتين، فاللغة تمنحه سلامة الألفاظ والتراكيب، والجمال يمنحه القبول والتأثير».
فيما يؤكد الباحث عبدالله الهدلق أنّه لا يوجد شيء اسمه «أدب إسلامي»، قائلاً «هناك أدب عربي فيه الجيّد والرديء، وأنهم خدعوا المتلقي بهذا الوصف ليخفوا ضعفهم الفني، وهذا رأي يتطابق مع رأي الدكتور سعد الدريهم الذي قال إن هذا مصطلح أو قسم من الأدب وضعه بعض المرتزقة العرب ودندنوا حوله ردحا من الزمن لأمر ما، وانساق وراءهم بعض السعوديين، ومازالوا. فيما اعترف الكاتب والباحث إبراهيم الحقيل بأنّ «تيار الأدب الإسلامي كان له دور في ظهور مواهب هزيلة ووأد مواهب أخرى سرقها هذا المسار من ذاتيتها فأصبحت مرتهنة لما يريده الجمهور».
أعاد الشاعر حسن عبده صميلي الجدل حول مصطلح الأدب الإسلامي إلى الساحة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، مؤكداً لـ«عكاظ» أنّ الأدب الإسلامي لم يغب، لكنه لم يجد طريقه للقارئ الواعي ليؤمن به؛ فظل مرتهنا عبر زمن طويل لتشييد قلاعه في نفوس الجيل القادم عبر مناهج الدراسة الأكاديمية، و«عبر أسلمة كل شيء بما فيها الأدب؛ فربطوا الأدب الإسلامي بالإسلام -دينا وعقيدة- ومارسوا الترهيب للمجتمع من خلال إخفاء ورفض الحداثة تداولا وقراءة وكتابة».
وأضاف صميلي «كل رافض للأدب الإسلامي يُتهم من قبل مدعيه بمحاربة الإسلام وتجييش عامة الناس عليه؛ وهو ما مورس ضدي في اليومين الماضيين بتويتر؛ ففي ردود عامتهم خفوت للعقل وفهم قاصر لأدوات الأدب الإسلامي الفقيرة باعتراف كل متخصصي الأدب، لقد ثبت لي أنهم يتاجرون باسم الدين في كل شيء بما في ذلك الأدب، وإن كانوا قد حاولوا اختطاف الأدب قديما وفشلوا؛ فربما ينجحون هذه المرة من خلال مؤسسات ثقافية تملك أدوات جديدة».
فيما رأى الدكتور عبدالله السفياني أنّ «مشكلة الأدب الإسلامي ليست إشكالية جديدة في الساحة فهي إشكالية فلسفية قديمة تتمثل في الصراع بين قيم الجمال وقيم الحق والعلاقة بين الحق وبين الجمال وهل الجمال يجب أن يكون حقاً وهل الحق يجب أن يكون جميلاً؟ وأنّ كل شاعر منحاز وكل أديب منحاز وكل مثقف منحاز لسلسلة من القيم التي يؤمن بها سواء أكانت هذه القيم اختياراً شخصياً أم جمعياً».
وأوضح السفياني أن «الإشكالية في مصطلح الأدب الإسلامي في نظره أن المصطلح يتكون من شقين: الشق الأول وهو كلمة أدب، والشق الثاني كلمة إسلام، ولكي تحقق المنتج الذي يمكن أن يسمى بالأدب الإسلامي يجب عليك أن تحقق الاشتراطات التي تجعل الكلمة الأولى تتحقق وتأتي بالاشتراطات التي تجعل الكلمة الثانية تتحقق، بمعنى أن المنتج يجب أن يكون أدباً ثم بعد الانتهاء من تحقق شروط الأدبية نبدأ نقيس شروط الإسلامية فيه، وهذا يعني أننا يجب أن نضع معايير للأدبية ثم معايير للإسلامية، وإذا اجتاز هذه المعايير الأدبية والإسلامية يمكن أن نختم عليه الدمغة ونقول إن هذا هو الأدب الإسلامي».
ويضيف السفياني أنّ «من حق كل أحد أن يخترع ما يشاء، لكن الإشكال الذي وقع هو أنك وأنت تحاكم النصوص إلى هذا المصطلح سيظهر لك نوع منه يحقق الشرط الأدبي والإسلامي، ونوع يحقق الشرط الإسلامي ولا يحقق الشرط الأدبي، ونوع يحقق الشرط الأدبي ولا يحقق الشرط الإسلامي، ونوع لا يحقق الاثنين معا، فأنت كيف ستحاكم هذه الأنواع؟».
ويرى السفياني أن «الإشكالية الأخرى إذا لم يحقق الأدبية ولكنه ذو مضمون إسلامي فماذا يصنعون به؟ هذا المصطلح جعلهم يتغاضون عن شرط الأدبية ويدخلون ما شرطه الإسلامي من باب التكثير، وجعل التركيز على المضمون الإسلامي أكثر والعناية به أكبر، وهذه إشكالية جعلت كثيرا من الشباب المبدعين ينفرون من هذا المصطلح ومن هذه المدرسة وأربابها؛ لأنهم يقدمون لهم نماذج لا ترقى لذائقتهم العميقة».
ويؤكد السفياني أنّ «الأدب العربي منذ القدم عانى من إشكالية محاكمة الشعر إلى معيار الدين، وتحدث عنها القاضي الجرجاني في الوساطة وذكر أن الشعر لا يُحاكم إلى الدين لأنّ له مقاييسه الخاصة كما للدين مقاييسه الخاصة، وقال: فالدين بمعزل عن الشعر، وبسبب ذلك صار رواد هذا الاتجاه يقيسون النصوص بمقاييس الدين وليس بمقاييس الإبداع، فدخل في الأدب من ليس أهلاً له، الأدب في نهاية المطاف هو منتج لغوي من جهة وجمالي من جهة أخرى، والنظر إليه من هاتين الزاويتين، فاللغة تمنحه سلامة الألفاظ والتراكيب، والجمال يمنحه القبول والتأثير».
فيما يؤكد الباحث عبدالله الهدلق أنّه لا يوجد شيء اسمه «أدب إسلامي»، قائلاً «هناك أدب عربي فيه الجيّد والرديء، وأنهم خدعوا المتلقي بهذا الوصف ليخفوا ضعفهم الفني، وهذا رأي يتطابق مع رأي الدكتور سعد الدريهم الذي قال إن هذا مصطلح أو قسم من الأدب وضعه بعض المرتزقة العرب ودندنوا حوله ردحا من الزمن لأمر ما، وانساق وراءهم بعض السعوديين، ومازالوا. فيما اعترف الكاتب والباحث إبراهيم الحقيل بأنّ «تيار الأدب الإسلامي كان له دور في ظهور مواهب هزيلة ووأد مواهب أخرى سرقها هذا المسار من ذاتيتها فأصبحت مرتهنة لما يريده الجمهور».