كتاب ومقالات

ثلاثون اسما لجامعة واحدة

ولكم الرأي

سعيد السريحي

كان من مستطرف القول قبل حقبة من الزمن أن يقال إن لدينا جامعتين، إحداهما جامعة البترول والمعادن والأخرى بقية الجامعات الأخرى، وهذا القول رغم طرافته إلا أنه دال من حيث إننا أمام جامعة كانت تتميز بتخصصاتها ومناهجها ومخرجاتها التعليمية بينما بقية الجامعات تكاد تتطابق من حيث المناهج والتخصصات ومخرجات التعليم كذلك، وعلى الرغم من أن السنوات الأخيرة شهدت نشأة عديد من الجامعات إلا أنها شهدت كذلك تغييرا في مناهج ومخرجات جامعة البترول والمعادن، على نحو أوشك فيه أن يتغير ذلك القول المستطرف ليصبح أن لدينا جامعة واحدة تمد أفرعها في مختلف المناطق وتتغير بتغير أسمائها فحسب.

لقد كان الأولى استلهام تميز تجربة تأسيس جامعة البترول والمعادن مذ كانت كلية وذلك من حيث تخصصها، ومن ثم الحرص على أن تتمايز الجامعات تمايزا يستند إلى طبيعة المنطقة التي توجد فيها، وإذا كان ثمة ما يمكن أن يوحد بين الجامعات فإنما ينحصر في المتطلبات العامة، بينما يبقى لكل جامعة تميزها عن غيرها، فتكون لدينا جامعات تعنى بعلوم البحار على سبيل المثال، وجامعات أخرى تعنى بالدراسات الدينية أو الدراسات البيئية وما إلى ذلك، وهي تخصصات تميز كلياتها المختلفة.

ما حدث هو أن تعدد الجامعات إنما جاء لتحقيق هدف واحد هو توفير فرص التعليم العالي لأبناء المناطق المختلفة في مناطقهم، وهو نفس الهدف من إنشاء المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية، وذلك ما أدى إلى تراجع القيمة العلمية للجامعات باعتبارها مراكز أبحاث ترتبط بالمناطق التي توجد بها، كما تسعى مجتمعة لتغطية كافة فروع العلوم تغطية ترتكز على التخصص الدقيق لكل جامعة على نحو يجعلها مرجعا في التخصص الذي تأسست من أجل دعمه ومن أجل تحقيق تميزها عن غيرها بما تقدمه من أبحاث وما تخرجه من مختصين في ذلك التخصص.

الاكتفاء بهدف تيسير التعليم الجامعي لأبناء المناطق انتهى بالتعدد المفترض للجامعات كي تصبح جامعة واحدة بأسماء مختلفة فحسب.