صوت المواطن

«الهنداوية».. حين ينحني التاريخ للعشوائية

الحي العريق يعاني الإهمال

العشوائية تطغى على الهنداوية. (عكاظ)

أنس اليوسف (جدة) 20_anas@

لم يشفع لحي الهنداوية (جنوب جدة) تاريخه العريق والشخصيات البارزة التي أنجبها، في حصوله على اهتمام الجهات المختصة، خصوصا أمانة جدة، إذ يرى ساكنوه، أن منطقتهم المحصورة بين شارعي الملك خالد (الميناء) والذهب، تعاني نقصا حادا في الخدمات التنموية، فضلا عن تدنى مستوى النظافة فيه.

ومن يتجول بين أروقة الحي الذي استمد اسمه من ساكنيه الهنود، يصطدم بعشوائية طاغية عليه، فضلا عن تكدس النفايات وتدفق الصرف الصحي، في مناظر مقززة. ويستغرب أن تلك الأطلال خرّجت مبدعين كثرا في الرياضة والأدب والثقافة والفن، ولا يسع المجال لذكرهم.

وطال الإهمال الهنداوية بقسميه؛ الأول الذي يقابل البحر وميناء جدة الإسلامي، والآخر الحي الشعبي، ويفصلهما الشارع العام (الذهب) الذي ينطلق من شركة عبدالله هاشم، عابرا جسر الستين، مروراً بباب شريف، وينتهي إلى نهاية باب البنط (باب جديد) الكائن عند المنطقة التاريخية لمدينة جدة. أما الجزء الشعبي الذي يغص بالسكان والعشوائية، فيمتد من شارع الذهب، إلى حي البخارية، وحي السبيل من جهة سوق الخيمة، وفي تلك المنطقة يتجلى تدني مستوى الإصحاح البيئي وتكدس النفايات، فضلا عن تزايد أعداد مخالفي أنظمة العمل والإقامة، مستغلين العشوائية المسيطرة هناك.

وطالب الأهالي الجهات المختصة -لا سيما أمانة جدة- بالالتفات لحيهم، ورفده بالخدمات المختلفة، وإزالة المخلفات التي تنتشر في أروقته.

وانتقد علي سلمان تكدس النفايات في أجزاء واسعة من حي الهنداوية، خصوصا في شارع البخارية جوار مسجد بازهير، ملمحا إلى أنها تحولت إلى بؤر للروائح الكريهة والحشرات والأمراض.

وأفاد سلمان أن معاناتهم لم تقتصر على انتشار النفايات، بل تتدفق مياه الصرف الصحي في شوارع الحي، متمنيا الاهتمام بالهنداوية ورفده بما يحتاجه من خدمات.

وتذمر سالم بن سعيد من الإهمال الذي يعانيه حي الهنداوية، مشيرا إلى أن عراقته وتاريخه لم تشفع له لدى الجهات المختصة في الحصول على الخدمات، مبينا أن النفايات تنتشر في زواياه محدثة تلوثا بيئيا وبصريا، دون أن تتحرك الأمانة لإزالتها.

وقال: «للأسف أصبحنا لا نستطيع السير في أروقته، خصوصا في شارع البخارية خلف سوق خيمة، بعد أن طغت النفايات على المكان، وتدفقت مياه الصرف فيه»، مناشدا أمانة جدة بالتدخل وإنقاذ الهنداوية من الملوثات التي تكالبت عليه.

ورأى خالد عبدالله أن من يتجول في أزقة الهنداوية يخالجه شعور بوجود العراقة في المكان، وأن تلك الأزقة احتضنت بين زواياه كثيرا من الشخصيات البارزة في يوم من الأيام، إلا أنه للأسف سرعان ما يصطدم بالنفايات والعشوائية الطاغية على كل شيء في الهنداوية.