ترمب والحل الهادئ للأزمة السورية
ورقة روسيا تسقط من ملف المساومات
الأربعاء / 21 / شعبان / 1438 هـ الأربعاء 17 مايو 2017 02:42
عبدالله الغضوي (إسطنبول)
اكتفى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بضربة تأديبية لبشار الأسد أرسلت في الوقت ذاته رسائل عدة إلى روسيا وإيران، وقبل أن يغادر الرئيس ترمب الملف السوري إلى ملفات أخرى على المستوى العالمي، وصف الأسد بالحيوان الذي يرتكب جرائم دون مشاعر، وبذلك يغلق ترمب الملف السوري على قاعدتين: الأولى: لا للشيطنة والقتل والانفلات والرقص على جثث المدنيين، والثانية: التعامل مع هذا الرئيس على أنه حيوان سيأتي يوم للإطاحة به، لكن هذا اليوم ليس الأولوية الوحيدة في الموضوع السوري بالنسبة للإدارة الأمريكية. رفضت الإدارة الأمريكية كل العروض الروسية لحل الأزمة السورية، وبالفعل اكتفت الولايات المتحدة بحضور مشاورات الأستانة بصفة مراقب، بينما تجاهلت دعوة روسيا لعقد مؤتمر أمريكي - روسي بحضور مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا واعتبرت أنها غير معنية بالتنسيق مع روسيا لحل الأزمة السورية.. لكن كيف تفكر أمريكا في حل هذه الأزمة؟ ثمة زاويتان تنظر من خلالهما الإدارة الأمريكية للملف السوري، الزاوية الأولى هي زاوية مكافحة التنظيمات الإرهابية وخصوصا تنظيم «داعش»، وفتح الشام (جبهة النصرة سابقا)، وهذه الزاوية هي الأولوية الأمريكية، وقد أعلنت واشنطن في أكثر من مرة هذه الإستراتيجية، أما الزاوية الأخرى هي حرمان الروس من ورقة المساومة على بشار الأسد، فبعد تسلم ترمب الرئاسة حاول الرئيس الروسي بوتين المساومة على بشار الأسد في أكثر من مرة، وقد بدأ الدعم الروسي متقدما إبان تسلم ترمب الرئاسة، إلا أن الولايات المتحدة لم تدخل في بازار سياسي مع روسيا عن الأسد، وكانت كلمة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون واضحة، أن واشنطن لم تعد ترى للأسد وعائلته مستقبلا في سورية.. نقطة انتهى. بعد ذلك، تكاثرت التصريحات الروسية أنها ليست داعمة للأسد بقدر ما هي داعمة لسورية الدولة، لكن حقيقة الأمر أن روسيا كانت ترفع سقف التمسك بالأسد حتى تجعل منه ورقة تفاوضية ومساومة مع الولايات المتحدة، لكن أمريكا لم تعد تفكر في مصير الأسد باعتباره كرتا محروقا في الخريطة السورية، وبالتالي اعتمدت الإستراتيجية الأمريكية على التفكير الهادئ في الأزمة السورية، على أن تتخلص من الإرهاب أولا ومن ثم كل ما تبقى هو تفاصيل. وتركت أطراف الصراع تقاتل على الأرض السورية التي تحولت إلى محرقة لكل من يلعب بما فيها إيران، وعلى الطريقة الأمريكية، ستتدخل واشنطن حين يتعب الجميع.. وهنا يمكن الحديث الجدي عن حل سياسي.