الرؤية السعودية في محطة التفاؤلية الواقعية
الجمعة / 23 / شعبان / 1438 هـ الجمعة 19 مايو 2017 01:32
عماد الدين حسين
@emadexcellence
لعلّ وصول الحلم السعودي التنموي الواعد إلى ميدان الواقعية شكّل أروع المحطات التي خطّط لها القادة من أصحاب الهمة والمعنيين من «شركاء الوطن» بثقة متبادلة، ولعلّ السعادة الحقيقية التي تعم أرجاء الوطن، هو ما يشهده من نقلة نوعيّة في رحلته الزاخرة والعامرة بالفكر الحداثي والعمل التطويري المنهجي والتغيير الشمولي التكاملي والرهان على عبقرية رأس المال البشري السعودي وصناعة الأمل، وما يعتمل في قلوب أبنائه من صدقٍ وانتماء وشفافيةٍ وروحٍ وثّابة وهمّة عالية نحو غد أفضل.
بالأمس القريب وصل قطار رؤية المملكة الطموحة 2030 إلى محطة مفصلية يقينية وحاسمة تُعد الأكثر أهمية بعد مرور عام على انطلاقه، لنرى المأمول بالأمس البعيد يحطّ رحاله تدريجياً في محطات اليوم والغد القريب بإرادة «ولاة الأمر» وحزمهم وعزمهم وحسمهم، لننعمَ بوطنٍ طموح، متنوعٍ اقتصادياً، مزدهرٍ معرفياً، استباقيّ في ساحة التنافسية والريادة العالمية بهوية عنوانها: المملكة العربية السعودية الجديدة الزاهرة.
لم تَفُت الملايين فرصة متابعة لقاء سمو وليّ وليّ العهد الأمير مُحمد بن سلمان مع الإعلامي المُتميز داوود الشريان، ذلك اللقاء الذي شغل وسائل التواصل بالعديد من التحليلات والقِراءات حول البرامج التي تم إطلاقها وما وصلت إليه مسيرة رؤية حداثية تُواكب أفضل الخطط الاستراتيجية العالمية في رحلتها نحو مستقبل مستدام؛ إلا أن عين المشاهد المنصف بإصغائه وواقعيته وموضوعيّته لحديث سموّه يمكن أن ترصد أربع وقفات جديرة بالتحليل والمشاركة:
الوقفة الأولى: تناول سموّه للموضوعات السياسية والاقتصادية والأمنية الشائكة بكلمات اتسمت بالدقة وعبارات انسيابية عفويّة ومباشرة وتلقائية، لتصل الرسالة بِأمانة إلى المتابعين دون الحاجة الى تفسير أو تبرير أو تأويل؛ وتلكَ إحدى أهم سمات القيادة التحفيزية والملهِمة التي تطرح الواقع بأبعاده وتستشرف المستقبل بتحدياته وتتبنى الحلول من خارج الصندوق بأبسط الأدوات الفعالة التي تؤسّس لعلاقة مستدامة بين القيادة والمواطن.
الوقفة الثانية: لا يعلو صوتٌ على صوت النتائج في تعزيز الثقة والمضي قُدماً مع شركاء الوطن نحو مرفأ تنموي آمن وازدهار حضاريّ متنوع وغير مسبوق في الاستثمار وترشيد الإنفاق وخلق فرص العمل لمجتمع شبابه يشكلون نحو 70% من المواطنين، لتطرق الأرقام التفاؤلية بوابةً واقعيةٍ تُنبئ عن خفض نسبة البطالة لتصل إلى 7% بحلول 2030، وضمان ألا يزيد الدّين العام للمملكة على 30% من الناتج الاجمالي المحلي، وتطوير صناعة السياحة والترفيه محلياً لجلب نحو 22 مليار دولار يُنفقها السعوديون حالياً في الخارج. ولدى إطلالته على موانئ البحر الأحمر، يستشرف أصحاب القرار آليات وسبل الاستفادة من 13% من حجم التجارة العالمية التي تصل إليها، كما أفصحت البرامج عن موعد استلام منتظري الإسكان لأكثر من مليون وحدة سكنية بأسعار مُيسرة. كما أفصحت الأرقام عن ارتفاع الإيرادات غير النفطية من 111 مليار ريال إلى 200 مليار ريال في غضون عامين، واستحقاق نحو 10 ملايين مواطن لتلقي الدّعم؛ مما يعكس حجم الجهود وفاعليّة الإجراءات وعوائد القرارات الصائبة في أجل زمني قصير لم يتجاوز العام؛ وبرصد رحلة النتائج وتحديد الاحتياجات وتجاوز التوقعات بمجهر الاستراتيجية الدقيق، فإن المملكة بلا شك تمضي قدما في خريطة الطريق التنموي المستدام زماناً ومكاناً وعوائد وفوائد لصالح المواطن والأجيال القادمة.
الوقفة الثالثة: فقد باحت أسارير الحوار بـإعادة «اكتشاف كنوز الوطن وتفعيلها» في رحلة التنوّع والاستدامة، بدءًا من الكنز الوطني الإستراتيجي المحوري «أرامكو»، التي ستمنح خصخصتها سيولة للحكومة مع بقاء ملكيّة الحقول والآبار والقرارات والأسعار للدولة وفق البرامج المستهدفة، مروراً بالاستثمار الواعد بمواسم «الحجّ والعمرة» التي قلّدت المملكة وسام الشرف الذي تبذل من أجله المملكة الغالي والنفيس ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فمنحت الحاجّ والمعتمرَ ميزات مجانيّة لا تخلو من تحمّل أقل التكاليف للمرة الأولى، ويتم احتساب الرسوم لمن يرغبون في تكرار الحج والعمرة وهذا منطق العقلانية.
وعلى غِرار الأطروحات الواقعيّة التي تفضل بها سمو الأمير، واقتداءً بالتجربة الناجحة في وجود رؤساء شركات ألمانية من القطاع الخاص ضمن وفد الزيارة الأخيرة لمستشارة ألمانيا، في إشارة إلى دعم حكومتهم لهم وصولاً إلى عوائد واستثمارات تصبّ في صالح الدولة؛ يتّجه سموّه للاستثمار في كنوز الوطن من خلال تحويل أفضل مِئة شركة سعودية من الريادة المحلية إلى الريادة الإقليمية والعالمية، لتكون الحكومة هي الداعم والمساند والمُسوّق لهم. وعلى غرار ما قام به طيران الإمارات وقطر، يظهر التوجّه في الاستثمار بحجم السوق السعودية في قطاع السفر والطيران، لِيصبح فكر «اكتشاف وتفعيل» الكنوز الاقتصادية والمجتمعية هو رِهان المملكة الاستراتيجي نحو التنوع الاقتصادي والاستدامة التنموية والاستعداد لأية تحديات أو تقلبات في أسعار النفط والتفكير خارج الصندوق.
أما الوقفة الرابعة والأخيرة: فتتشكل أمام المواطن من واقع معطيات اللقاء الاستثنائي الذي رسم مسار المملكة الجديد المتفرد الذي سنشهده عبر محطات متتالية تبدأ بـ2020 و2025 وصولاً إلى 2030، مملكة جديدة أقوالها أفعال وأرقامها حقائق وحروفها استشرافية، «السعودية»، حاكها حُب المَليك وأُولو العزم للبلاد في حلّة فريدة، فـ (ألفها): القيادة الاستباقية الاستثنائية؛ و(اللام) لا مستحيلَ أمام تحديات أو عقبات تُولد منها الفرص ويُصنعُ الأمل ولا بديل عن التطوير والتحسين المستمر؛ والـ (سين) سعي نحو وطن طموح ومزدهر، فخور بقادتهِ وشعبهِ ورسالتهِ ونهجه الريادي؛ والـ (عين) عزيمة لا تلين يؤيدها الحسم والحزم في كل ما من شأنه أن يهدد أمن المملكة ويزعزع استقرارها، وعزيمة في الدفاع عن الثوابت؛ والـ (واو) وضوحٌ في رؤية لها بدايات ومحطات زمنية وبرامج ومشاريع ومبادرات ومؤشرات وأثر منشود؛ والـ (دال) دعم لا يعرف حدودا للتنوع والابداع والابتكار والاقتصاد المعرفي؛ والـ (ياء) يقين وطن يقيم صُلبه الدين الحنيف والقيم والتاريخ والولاء والإنتماء؛ والـ (تاء) تميزٌ مُستدام لِوطنٍ يستحق كل حب ووئام بين قيادة استباقيَّة مُلهمة ومواطنين يستحقون كل خيرٍ وعطاء ونَماء.
*خبير دولي في التميز المؤسسي والتحكيم
emadkna@gmail.com
لعلّ وصول الحلم السعودي التنموي الواعد إلى ميدان الواقعية شكّل أروع المحطات التي خطّط لها القادة من أصحاب الهمة والمعنيين من «شركاء الوطن» بثقة متبادلة، ولعلّ السعادة الحقيقية التي تعم أرجاء الوطن، هو ما يشهده من نقلة نوعيّة في رحلته الزاخرة والعامرة بالفكر الحداثي والعمل التطويري المنهجي والتغيير الشمولي التكاملي والرهان على عبقرية رأس المال البشري السعودي وصناعة الأمل، وما يعتمل في قلوب أبنائه من صدقٍ وانتماء وشفافيةٍ وروحٍ وثّابة وهمّة عالية نحو غد أفضل.
بالأمس القريب وصل قطار رؤية المملكة الطموحة 2030 إلى محطة مفصلية يقينية وحاسمة تُعد الأكثر أهمية بعد مرور عام على انطلاقه، لنرى المأمول بالأمس البعيد يحطّ رحاله تدريجياً في محطات اليوم والغد القريب بإرادة «ولاة الأمر» وحزمهم وعزمهم وحسمهم، لننعمَ بوطنٍ طموح، متنوعٍ اقتصادياً، مزدهرٍ معرفياً، استباقيّ في ساحة التنافسية والريادة العالمية بهوية عنوانها: المملكة العربية السعودية الجديدة الزاهرة.
لم تَفُت الملايين فرصة متابعة لقاء سمو وليّ وليّ العهد الأمير مُحمد بن سلمان مع الإعلامي المُتميز داوود الشريان، ذلك اللقاء الذي شغل وسائل التواصل بالعديد من التحليلات والقِراءات حول البرامج التي تم إطلاقها وما وصلت إليه مسيرة رؤية حداثية تُواكب أفضل الخطط الاستراتيجية العالمية في رحلتها نحو مستقبل مستدام؛ إلا أن عين المشاهد المنصف بإصغائه وواقعيته وموضوعيّته لحديث سموّه يمكن أن ترصد أربع وقفات جديرة بالتحليل والمشاركة:
الوقفة الأولى: تناول سموّه للموضوعات السياسية والاقتصادية والأمنية الشائكة بكلمات اتسمت بالدقة وعبارات انسيابية عفويّة ومباشرة وتلقائية، لتصل الرسالة بِأمانة إلى المتابعين دون الحاجة الى تفسير أو تبرير أو تأويل؛ وتلكَ إحدى أهم سمات القيادة التحفيزية والملهِمة التي تطرح الواقع بأبعاده وتستشرف المستقبل بتحدياته وتتبنى الحلول من خارج الصندوق بأبسط الأدوات الفعالة التي تؤسّس لعلاقة مستدامة بين القيادة والمواطن.
الوقفة الثانية: لا يعلو صوتٌ على صوت النتائج في تعزيز الثقة والمضي قُدماً مع شركاء الوطن نحو مرفأ تنموي آمن وازدهار حضاريّ متنوع وغير مسبوق في الاستثمار وترشيد الإنفاق وخلق فرص العمل لمجتمع شبابه يشكلون نحو 70% من المواطنين، لتطرق الأرقام التفاؤلية بوابةً واقعيةٍ تُنبئ عن خفض نسبة البطالة لتصل إلى 7% بحلول 2030، وضمان ألا يزيد الدّين العام للمملكة على 30% من الناتج الاجمالي المحلي، وتطوير صناعة السياحة والترفيه محلياً لجلب نحو 22 مليار دولار يُنفقها السعوديون حالياً في الخارج. ولدى إطلالته على موانئ البحر الأحمر، يستشرف أصحاب القرار آليات وسبل الاستفادة من 13% من حجم التجارة العالمية التي تصل إليها، كما أفصحت البرامج عن موعد استلام منتظري الإسكان لأكثر من مليون وحدة سكنية بأسعار مُيسرة. كما أفصحت الأرقام عن ارتفاع الإيرادات غير النفطية من 111 مليار ريال إلى 200 مليار ريال في غضون عامين، واستحقاق نحو 10 ملايين مواطن لتلقي الدّعم؛ مما يعكس حجم الجهود وفاعليّة الإجراءات وعوائد القرارات الصائبة في أجل زمني قصير لم يتجاوز العام؛ وبرصد رحلة النتائج وتحديد الاحتياجات وتجاوز التوقعات بمجهر الاستراتيجية الدقيق، فإن المملكة بلا شك تمضي قدما في خريطة الطريق التنموي المستدام زماناً ومكاناً وعوائد وفوائد لصالح المواطن والأجيال القادمة.
الوقفة الثالثة: فقد باحت أسارير الحوار بـإعادة «اكتشاف كنوز الوطن وتفعيلها» في رحلة التنوّع والاستدامة، بدءًا من الكنز الوطني الإستراتيجي المحوري «أرامكو»، التي ستمنح خصخصتها سيولة للحكومة مع بقاء ملكيّة الحقول والآبار والقرارات والأسعار للدولة وفق البرامج المستهدفة، مروراً بالاستثمار الواعد بمواسم «الحجّ والعمرة» التي قلّدت المملكة وسام الشرف الذي تبذل من أجله المملكة الغالي والنفيس ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، فمنحت الحاجّ والمعتمرَ ميزات مجانيّة لا تخلو من تحمّل أقل التكاليف للمرة الأولى، ويتم احتساب الرسوم لمن يرغبون في تكرار الحج والعمرة وهذا منطق العقلانية.
وعلى غِرار الأطروحات الواقعيّة التي تفضل بها سمو الأمير، واقتداءً بالتجربة الناجحة في وجود رؤساء شركات ألمانية من القطاع الخاص ضمن وفد الزيارة الأخيرة لمستشارة ألمانيا، في إشارة إلى دعم حكومتهم لهم وصولاً إلى عوائد واستثمارات تصبّ في صالح الدولة؛ يتّجه سموّه للاستثمار في كنوز الوطن من خلال تحويل أفضل مِئة شركة سعودية من الريادة المحلية إلى الريادة الإقليمية والعالمية، لتكون الحكومة هي الداعم والمساند والمُسوّق لهم. وعلى غرار ما قام به طيران الإمارات وقطر، يظهر التوجّه في الاستثمار بحجم السوق السعودية في قطاع السفر والطيران، لِيصبح فكر «اكتشاف وتفعيل» الكنوز الاقتصادية والمجتمعية هو رِهان المملكة الاستراتيجي نحو التنوع الاقتصادي والاستدامة التنموية والاستعداد لأية تحديات أو تقلبات في أسعار النفط والتفكير خارج الصندوق.
أما الوقفة الرابعة والأخيرة: فتتشكل أمام المواطن من واقع معطيات اللقاء الاستثنائي الذي رسم مسار المملكة الجديد المتفرد الذي سنشهده عبر محطات متتالية تبدأ بـ2020 و2025 وصولاً إلى 2030، مملكة جديدة أقوالها أفعال وأرقامها حقائق وحروفها استشرافية، «السعودية»، حاكها حُب المَليك وأُولو العزم للبلاد في حلّة فريدة، فـ (ألفها): القيادة الاستباقية الاستثنائية؛ و(اللام) لا مستحيلَ أمام تحديات أو عقبات تُولد منها الفرص ويُصنعُ الأمل ولا بديل عن التطوير والتحسين المستمر؛ والـ (سين) سعي نحو وطن طموح ومزدهر، فخور بقادتهِ وشعبهِ ورسالتهِ ونهجه الريادي؛ والـ (عين) عزيمة لا تلين يؤيدها الحسم والحزم في كل ما من شأنه أن يهدد أمن المملكة ويزعزع استقرارها، وعزيمة في الدفاع عن الثوابت؛ والـ (واو) وضوحٌ في رؤية لها بدايات ومحطات زمنية وبرامج ومشاريع ومبادرات ومؤشرات وأثر منشود؛ والـ (دال) دعم لا يعرف حدودا للتنوع والابداع والابتكار والاقتصاد المعرفي؛ والـ (ياء) يقين وطن يقيم صُلبه الدين الحنيف والقيم والتاريخ والولاء والإنتماء؛ والـ (تاء) تميزٌ مُستدام لِوطنٍ يستحق كل حب ووئام بين قيادة استباقيَّة مُلهمة ومواطنين يستحقون كل خيرٍ وعطاء ونَماء.
*خبير دولي في التميز المؤسسي والتحكيم
emadkna@gmail.com