أخبار

أهالي الطائف: هشاشة مشاريع الصرف كشفتها «أول رشة» !

«عكاظ» ترصد تداعيات السيول وفشل العبّارات في مقاومة هدير المياه

الأهالي يتحدثون لـ«عكاظ». (تصوير: محمد الزيادي)

عبدالكريم الذيابي، فيصل الحارثي (الطائف)

وقفت «عكاظ» أمس (الخميس) على آثار وتداعيات السيول التي ضربت الطائف أمس الأول، وأجمع مواطنون تحدثوا إلى الصحيفة على أن هشاشة مشاريع الصرف وتهاون أمانة المحافظة «زادا الطين بلّة»، وعجزت الأمانة عن معالجة ما خلفته الأمطار من سيول، إذ تكررت ذات الوقائع أكثر من خمس مرات خلال أربع سنوات، طبقا لأقوالهم.

ورصدت «عكاظ» سيارات جرفتها السيول وألقتها فوق بعضها، ولم تظهر حتى لحظة إعداد التقرير أي فرقة لأمانة الطائف لمعالجة الموقف أو رفع الأنقاض، وشوهدت آلية تتبع لإحدى الشركات وهي تحاول رفع سيارة غارقة في عبارة.

الأضرار بدت أكثر وضوحا في حي العقيق بعد انهيار مشروع عبارة تصريف السيول بعد أشهر قليلة من تأكيدات الأمانة الانتهاء منه، ولم يجد المشاة العابرون مسارا للتنقل بين مستنقعات المياه إلا عبر أخشاب وضعوها معابر للتنقل بين الضفتين. وحمل مواطنون تحدثوا لـ«عكاظ» المسؤولية بشدة على الجهات المقصرة، ويقول عوض الله السواط إن الخطر يحدق بالجميع مع أول «رشة» مطر، والمؤسف أن الأمانة لم تعالج الموت الرابض بين منازلنا، والمطلوب الآن توسعة الشارع. ويتفق معه سعد الشريف لافتا إلى أن الكارثة تتجدد دائما لتكشف حجم التجاوزات وإهدار المال في مشاريع هشة «كالبسكويت» كادت أن تذهب بعشرات الضحايا. ويحمل الشريف المسؤولية شركات التنفيذ وبعض الجهات الحكومية التي لزمت الصمت دون معالجة الأمر والاكتفاء بالتصريحات والوجود في الحدث لحظة الفاجعة ثم الاختفاء حتى ظهور فاجعة أخرى.

ومن جانبه، يقول عمدة الحي عبدالرحمن الغريبي: «كارثة غرق العقيق تكررت خمس مرات، ولم نر أي تحرك جاد غير إنشاء مشروع أصبح محل سخرية وتهكم كثيرين، فمع أول رشة مطر يغرق المشروع مصطحبا معه المركبات»، لافتا إلى أن السيارات المتضررة بلغت حتى اللحظة 31 مركبة.

وزير البلديات يطالب الأمانة بتقرير عاجل

وجه وزير الشؤون البلدية والقروية عبداللطيف آل الشيخ، أمانة محافظة الطائف بوجود فرقها الميدانية على مدار الساعة في المواقع المتضررة من السيول، وتوفير كافة الإمكانات والتعزيزات من المعدات والعمالة، للتعامل مع ما نتج عن الأمطار الغزيرة، ورفع تقرير عاجل عما تم اتخاذه في تنفيذ خطة الطوارئ التي أعدتها مسبقا للتعامل مع الأمطار. وطلب الوزير من أمين محافظة الطائف المتابعة الميدانية مع رؤساء البلديات و المهندسين المختصين وشركات النظافة ومقاولي الأمانة للتأكد من سير الخطط في التعامل مع تجمعات المياه في جميع أحياء الطائف.

في جانب آخر، كشف الدفاع المدني في الطائف إنقاذه ١٥ سيارة محتجزة تقل ٤٢ شخصا، ومعالجة عدد من التماسات الكهربائية التي لم تنتج عنها أي إصابات. كما نجحت فرق الدفاع المدني في إنقاذ شخص جرفته السيول في وادي جليل.

انهيارات في الشوارع.. و20 عاملا لإصلاح الخلل

خالد أبو زينة أحد المتضررين قال لـ«عكاظ» إنه ظل يبحث عن سيارته التي أوقفها قرب مبنى شركة الكهرباء، وعثر عليها على مسافة تبعد عن موقعها بنحو 300 متر وقد تحولت إلى هيكل حديدي.

ويطالب الأهالي بسرعة حل مشكلة اختلاط مياه السيول بمشروع المياه النقية وفض الاشتباك بين أسلاك الكهرباء العارية.

ورصدت «عكاظ» نحو 20 عاملا بمعدتين يعملون على إصلاح الخلل الكبير في الموقع.

وفي شارع الجيش، أحد أهم شوارع المحافظة، والذي شهد مشروع تطوير بدأ قبل خمس سنوات، ضربت الانهيارات أجزاء منه، واضطر ما يقارب أربعة من العمالة التابعين للشركة لوضع لافتات تنبيهية للسائقين لتفادي منطقة الانهيار، الذي جاء بعد أيام قليلة من الانتهاء من العبارة المنكوبة الممتدة من دوار المئوية.

عبّارة «وج» لم تصمد أمام السيول

على طريق وج والمثناة جاءت الأضرار والفواجع متطابقة، إذ لم تصمد عبارة الوادي الشهير التي نفّذ قبل عامين جزءا منها من ناحية المثناة بـ ٣٠ مليونا فظهرت هزيلة، استحثت عيون المشفقين وأصحاب المركبات وظل الشارع - حتى إعداد التقرير- يغوص في الطين وسط المركبات المعطوبة.

ويعد وج أهم شوارع الطائف وأكثرها استنزافا لمشاريع تصريف مياه الأمطار غير أنه شكّل بحيرة ليلة أمس الأول دفع البعض لاستخدام مقاعد منازلهم وأخشاب لوضعها والاستمتاع بالإبحار في المياه الهادرة وانشغل بعض هواة التصوير بالتقاط مقاطع العبور بالقوارب الخشبية في أنهار الشارع !

وتسببت السيول أمس في إغلاق نفق وجسر الأمير منصور، الذي يعد من المشاريع المليونية وكلف إنجازه قرابة الـ ٤٣ وأعلن الانتهاء منه في العام الماضي وجاء الإغلاق جزئيا لسحب المياه المتراكمة بعد فشل التصريف عنها.

«الكهرباء»: غيرتم مسار المشروع.. «الأمانة»: أعقتم أعمالنا!

أكدت الشركة السعودية للكهرباء حرصها على التنسيق مع كافة الجهات في تنفيذ المشاريع الكهربائية. وجددت لـ«عكاظ» أمس أنها ملتزمة بالتعاون مع كل الجهات لضمان تنفيذ المشاريع الخدمية، وفقا لأعلى معايير السلامة. كما أكدت تعاونها مع أمانة مكة المكرمة بشأن مشاريع الصرف ومشروع عبارة العقيق، بتحديد نقاط التقاطع مع كيابل الخدمة الكهربائية، إذ التزمت بتنفيذ المشروع وحماية الكيابل لكي تأخذ العبارة المسار الجديد بعد تحمل الأمانة للتكاليف المالية.

وأضافت الشركة أن الأمانة غيرت مسار المشروع، وبالتالي تغيير نقاط التقاطع مرة أخرى، والتي بلغت 3 نقاط، وأوضحت أنها نفذت المشروع بناء على التغيير الجديد في المسار، حرصا على التعاون والتنسيق مع الأمانة، بالرغم من أن تلك النقاط لم يتم الاتفاق عليها من قبل. وأوضحت «الكهرباء» أنه في الفترة الأخيرة ظهر تعارض جديد لمسار المشروع بسبب وجود خدمات مياه وصرف صحي في نفس الشارع، ما أدى إلى تغيير جديد في المسار، لكن الأمانة لم تخاطب الشركة حتى الآن بالتطورات والمسار الجديد للمشروع، لكي تقوم بدراسة الحلول الفنية وتحديد التكاليف المالية اللازمة.

وأكدت الشركة استعدادها للتعاون مع الأمانة عند إبلاغها بأي تعديلات جديدة بالمسار، وجاهزيتها لتنفيذ أي مشاريع كهربائية لحماية الكيابل الخاصة بالشركة، وشددت على أن برامج السلامة العالمية التي تطبقها تُلزمها بالتنسيق مع الجهات البلدية والخدمية المختلفة، وبذل أقصى الجهود لتحقيق التعاون في تنفيذ المشاريع، وهو ما يؤدي إلى تكامل الخدمات وموثوقيتها في جميع المناطق.

وكانت مصادر في أمانة الطائف أوضحت لـ«عكاظ» أن شركة الكهرباء لم تمكنهم من العمل بذريعة أن لها خطوط خدمات، الأمر الذي أعاق مشاريع التصريف، خصوصا في العقيق وشارع الجيش. وأضاف المصدر أن الأمانة لن تتوانى عن رصد مسببات ما حدث ورفع تقرير بذلك إلى إمارة مكة المكرمة.