اختيارات المانع ترجح بالموضوعي على الذاتي
بيوت تسكن الناس
الجمعة / 23 / شعبان / 1438 هـ الجمعة 19 مايو 2017 02:58
قراءة: علي الرباعي
لا يتأخر الشاعر المخضرم سليمان المانع عن موعده في إزاحة الستائر عن عين الشمس ليصل الوهج إلى وجوه محبيه، وتنبعث جمرة روحه الشعرية في شرايين المتأبطين جراحهم إلى مستقبل مجهول. يكفي أن يلهج لسانك بـ(يا شينها لا صرت بين اختيارين) حتى يوافيك السامع (مستقبلك وإلا حبيب توده) في هذا النص المليء بزين الكلام، والمفتتح بالاحتجاج على الخيارات غير المتكافئة (يا شينها لا صرت بين اختيارين، مستقبلك والا حبيب توده) يفتح المانع أبواب السجال مع الذات فالبراءة الأولى والاختيار الذاتي تغليب العاطفة على العقل والذهاب مع الحبيب المحتل شغاف القلب إلى الهاوية دون تروٍ أو انتصار لحياد ذهني كون الإنسان المتحضر لا يتاجر بالجمال، بل ينحاز له كلياً خصوصاً إذا كان الجمال محبوباً والمحبوب جميلاً.
يهمس المانع مجدداً ويجهر في الوقت ذاته (ويا شينهـا لا صرت محروم الاثنين، وضاع الأمل وشلون تقدر ترده) وهنا يبتعد بالمؤمل عن أمله ويبني بين عاشق وبين معشوق ستاراً حديدياً من كلمات، ليفتح المغرم عينيه على سراب لا حبيب يواسي ولا مستقبل كاسي.
ينتمي المانع إلى منهج شعري حواري، يضع الاحتمالات، ويعدد الخيارات، ويصنع بمهارة باباً من سنديان لا حديقة خلفه ولا سكن وإنما باب مفتوح على التأويل (ويا شينهـا لاخترت واحد بالامرين، حبيب قلب ثم بيتك تهده. و يا شينهـا لا باع حبك ويا شين، حبك يهينك. اقطعه لا تمده).
غاية الشعر صياغة فتنة الكلمات، وإعادة إيقاظ كلمات الفتنة غير الملعونة، والمانع مفتتن بمطاردة النحلة، لا ليعرف من أي العناقيد والورود تصنع لذة العسل، وإنما ليقف إجلالاً ويعطي تحية احترام للمصادر النابضة بالحلا (مستقبلك هو غايتك للأسف وين، مستقـبلك بابه حبيبك يرده).
ليس بالضرورة أن يكون المستقبل أمامنا كما يرى الشاعر، ربما كان فيما وراء الوراء، ولا يتبرم المانع من التحول لناصح نفسه (انس الحبيب ولو هو اغراك بالعين، ترى المحبه تنجلي والموده. وغيّر مكانك واخلفـه بالعناوين، وقله صبرت وزاد بالصبر حده، وقله عطيتك حب روض البساتين، واسمع خلاص الحب لا لا تعده، واكمل طموحك لو يجي عام واثنين، مستقبلك قدام والحب مده).
الواقعية هنا أن يكون الشاعر موضوعياً وهو يعلن وجهة نظره (وجهة نظر واقولهـا لـك مـن الحيـن، مستقبلك.. مستقبلك لا لا تهده)، وكأنما هو يتقاطع مع (اللي مفارق محب يمكن سنة وينساه. بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه)، لعل من أجمل الردود على هذا النص (مستقبلي والله لاخليه بعدين، وامشي ورا اللي ضيّع القلب صده).
يهمس المانع مجدداً ويجهر في الوقت ذاته (ويا شينهـا لا صرت محروم الاثنين، وضاع الأمل وشلون تقدر ترده) وهنا يبتعد بالمؤمل عن أمله ويبني بين عاشق وبين معشوق ستاراً حديدياً من كلمات، ليفتح المغرم عينيه على سراب لا حبيب يواسي ولا مستقبل كاسي.
ينتمي المانع إلى منهج شعري حواري، يضع الاحتمالات، ويعدد الخيارات، ويصنع بمهارة باباً من سنديان لا حديقة خلفه ولا سكن وإنما باب مفتوح على التأويل (ويا شينهـا لاخترت واحد بالامرين، حبيب قلب ثم بيتك تهده. و يا شينهـا لا باع حبك ويا شين، حبك يهينك. اقطعه لا تمده).
غاية الشعر صياغة فتنة الكلمات، وإعادة إيقاظ كلمات الفتنة غير الملعونة، والمانع مفتتن بمطاردة النحلة، لا ليعرف من أي العناقيد والورود تصنع لذة العسل، وإنما ليقف إجلالاً ويعطي تحية احترام للمصادر النابضة بالحلا (مستقبلك هو غايتك للأسف وين، مستقـبلك بابه حبيبك يرده).
ليس بالضرورة أن يكون المستقبل أمامنا كما يرى الشاعر، ربما كان فيما وراء الوراء، ولا يتبرم المانع من التحول لناصح نفسه (انس الحبيب ولو هو اغراك بالعين، ترى المحبه تنجلي والموده. وغيّر مكانك واخلفـه بالعناوين، وقله صبرت وزاد بالصبر حده، وقله عطيتك حب روض البساتين، واسمع خلاص الحب لا لا تعده، واكمل طموحك لو يجي عام واثنين، مستقبلك قدام والحب مده).
الواقعية هنا أن يكون الشاعر موضوعياً وهو يعلن وجهة نظره (وجهة نظر واقولهـا لـك مـن الحيـن، مستقبلك.. مستقبلك لا لا تهده)، وكأنما هو يتقاطع مع (اللي مفارق محب يمكن سنة وينساه. بس اللي مضيع وطن وين الوطن يلقاه)، لعل من أجمل الردود على هذا النص (مستقبلي والله لاخليه بعدين، وامشي ورا اللي ضيّع القلب صده).