مثقفون: الرؤية مستقبل يحفّز على الأسئلة ورفض الركود
السبت / 24 / شعبان / 1438 هـ السبت 20 مايو 2017 02:35
علي الرباعي (الباحة)
al_robai@
أجمع مثقفون على أن رؤية المملكة ثقافية معنية بتعزيز الهوية الثقافية الإنسانية من خلال إتاحة الفرصة للتعبير عن الذات والتطلعات وتحقيق الشراكة مع الدولة في تبنيها للرؤية وتنفيذها.
من جهته، يرى الدكتور الغذامي أن الرؤية في سياقها الثقافي تمتد إلى 30 عاماً ماضية، إذ أنتجت قلقاً متصلاً بسبب تعلق أذهان السعوديين «بسعر برميل النفط الذي إذا ارتفع ارتفعت معه معنوياتنا ودرجة السعادة الاجتماعية عندنا. وإذا انخفض وقع العكس»، ما دفع السيكولوجية «ترتبط بهذا المؤشر».
ويؤكد الغذامي أن «ثقافة الادخار تكاد تكون انعدمت مع وفرة مردود النفط وارتبط الإنفاق الشعبي بالتذبذب صعوداً وهبوطاً فيما كان الخطاب الثقافي يريد ويطمح لمعالجة هذه الإشكالات»، لافتاً إلى أن الدولة غدت «أسبق من الناس في طموحها تجاه المستقبل»، إذ يتأمل أن «ترتقي آمال وتطلعات الناس إلى مستوى آمال وتطلعات الدولة».
ويرى الغذامي أن الرؤية وسيلة إلى تحويل الشخصية السعودية إلى «فاعلة ومنتجة وقادرة على التخطيط والطموح مواكبة لطموح الدولة كونه أعلى بكثير من طموح الناس بعامة ما يحدث فجوة، يمكن أن تشتغل فيها وعليها الثقافة لكي تجعل الرؤية مشروعاً ثقافياً فكما ينظر إليها الاقتصاديون على أنها مشروع اقتصاد وأرقام».
ويقر الغذامي أن النخب الثقافية لم تكن تحلم أن تقدم الدولة هذه الرؤية التي كانت مخزونة في أذهان البعض لعقود. ولم تكن تتصور كيف ستكون آلية الدولة في الرؤية حتى تم الإعلان عن التوازن في 2020. وعد الرؤية مساراً للانضباط الرقمي ما يحتم على النخب تعزيز الوعي الذهني والارتقاء لذات المستوى الانضباطي للغة الأرقام لنخلق توازناً وانضباطاً على مستوى السلوك وترشيد الإنفاق والخروج من دائرة الإسراف وإطار الاعتماد على الدولة كلياً في التفكير والعمل وتسيير كل أمر من أمورنا.
وأشار الغذامي إلى أن الكل ينبغي أن يندرج في الرؤية على أن نشتغل ثقافياً في هذا الاتجاه، مستعيداً (تويتر) كمضرب مثل على موقف المغردين من الفساد فالجميع مهتم وحركة التغريدات أعطت نتائج إيجابية وحقق الموقع مفهوم الشراكة وبأن الجميع جنود للرؤية، مؤملاً اشتغال الثقافة على محاربة الفساد وصياغة ردود أفعال على شكل أسئلة هل نحن بمنأى عن الفساد. ودعا الغذامي المتفاعلين مع الرؤية من النخب لعدم الاقتصار على النقد بل مع النقد لابد من تقديم شيء. وشدد على أن المرحلة تقتضي أن يدخل الجميع حلبة الميدان وسماع وجهات نظر الناس. والإسهام عبر تقنية توصل الصوت سريعاً. مجدداً دعوة الأسر على خلق موازنة ترشيد في البيوت وفي التفكير والذهنية ونكون عيوناً للرؤية ونضع كل قوتنا معها لمجابهة أي فساد.
فيما أوضح الدكتور سعد البازعي أن الإنسان موضوع الأدب والثقافة بكل تشكلاتها وتنوعها وقضاياها. مشيراً إلى أن هناك أعمالاً مميزة من المنتج الثقافي والإبداعي تناولت الإنسان من زاويا عدة. ويرى البازعي أن أبرز الأعمال وأميزها هي التي ركزت على زاوية الإنسان الفاعل والمتجاوز والواعي بما يحيطه من إشكالات ما يدفعه إلى عدم الانسجام تماماً مع المعطيات فيلجأ إلى طرح أسئلة لنفض الغبار وتحريك الراكد ومناوءة الجمود والاستقرار البعيدين عن المساءلة والنقاش. ويؤكد أن الإنسان الذي استوعب الرؤية قارئاً ومتلقياً يتوقع منه أن يكون ذا شخصية أكثر قدرة على تغيير ذاته والمحيط والبيئة على نحو يجعل من الذات والآخر أقدر على مسايرة الحياة والعطاء. لافتاً إلى أنه لا ينبغي للأدب والثقافة في أي مرحلة أن تخلق إنساناً منسجماً مع واقعه ومسلماً به بل متساءلاً. وباحثاً عن المسكوت عنه. وخلق إشكالات وحالات من القلق والمعاناة كون الشخصية السوية كما يرى ليست قانعة ولا مسالمة ولا مستسلمة للركود.
ويرى الشاعر أحمد الملا أنه بعد أكثر من عقدين تم فيهما تجريف مختلف أشكال الفنون وتجفيف منابع الجمال في الفضاء الاجتماعي العام ومحاربة الثقافة بإرهاب كل تمظهراتها والقائمين على إنتاجها وتم بمباركة وتأييد من أجهزة مارست الإجحاف الشديد للحركة الثقافية والفنية مقابل تسهيلات كبيرة لدعم الأفكار المتشددة والمعادية للفنون والحياة. موضحاً أن الرؤية تأتي بخطاب يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما يمكن معه إعادة صياغة وتأهيل الشخصية السعودية كون الخطاب الذي سيطر لأكثر من 30 سنة لن يستطيع الصمود بصلابة أمام رهافة وحقيقة الفنون والإبداع وسرعان ما ستنهار تلك القلاع الوهمية شرط أن تمنح الفنون والثقافة (سينما ومسرح وموسيقى) ما يعادل ويوازي ما لقي الرأي المخالف من حيث قوة الدعم والفرصة الزمنية لوضع بنية جديدة وخطط إستراتيجية لمشروع نهضة شاملة وليس ردود أفعال انفعالية وقتية. ويرى الملا أن المستقبل الثقافي والفني وعر دون أدوات معرفية قادرة على استيعاب مدى التعطيل والتشويه الذي خلقته الصحوة في أعماق الناس. مشيراً إلى أن الحاجة ماسة إلى توافر القرار السياسي والقدرة الإدارية والتنظيمية والبرمجة المعرفية للفعل الثقافي والفني.
أجمع مثقفون على أن رؤية المملكة ثقافية معنية بتعزيز الهوية الثقافية الإنسانية من خلال إتاحة الفرصة للتعبير عن الذات والتطلعات وتحقيق الشراكة مع الدولة في تبنيها للرؤية وتنفيذها.
من جهته، يرى الدكتور الغذامي أن الرؤية في سياقها الثقافي تمتد إلى 30 عاماً ماضية، إذ أنتجت قلقاً متصلاً بسبب تعلق أذهان السعوديين «بسعر برميل النفط الذي إذا ارتفع ارتفعت معه معنوياتنا ودرجة السعادة الاجتماعية عندنا. وإذا انخفض وقع العكس»، ما دفع السيكولوجية «ترتبط بهذا المؤشر».
ويؤكد الغذامي أن «ثقافة الادخار تكاد تكون انعدمت مع وفرة مردود النفط وارتبط الإنفاق الشعبي بالتذبذب صعوداً وهبوطاً فيما كان الخطاب الثقافي يريد ويطمح لمعالجة هذه الإشكالات»، لافتاً إلى أن الدولة غدت «أسبق من الناس في طموحها تجاه المستقبل»، إذ يتأمل أن «ترتقي آمال وتطلعات الناس إلى مستوى آمال وتطلعات الدولة».
ويرى الغذامي أن الرؤية وسيلة إلى تحويل الشخصية السعودية إلى «فاعلة ومنتجة وقادرة على التخطيط والطموح مواكبة لطموح الدولة كونه أعلى بكثير من طموح الناس بعامة ما يحدث فجوة، يمكن أن تشتغل فيها وعليها الثقافة لكي تجعل الرؤية مشروعاً ثقافياً فكما ينظر إليها الاقتصاديون على أنها مشروع اقتصاد وأرقام».
ويقر الغذامي أن النخب الثقافية لم تكن تحلم أن تقدم الدولة هذه الرؤية التي كانت مخزونة في أذهان البعض لعقود. ولم تكن تتصور كيف ستكون آلية الدولة في الرؤية حتى تم الإعلان عن التوازن في 2020. وعد الرؤية مساراً للانضباط الرقمي ما يحتم على النخب تعزيز الوعي الذهني والارتقاء لذات المستوى الانضباطي للغة الأرقام لنخلق توازناً وانضباطاً على مستوى السلوك وترشيد الإنفاق والخروج من دائرة الإسراف وإطار الاعتماد على الدولة كلياً في التفكير والعمل وتسيير كل أمر من أمورنا.
وأشار الغذامي إلى أن الكل ينبغي أن يندرج في الرؤية على أن نشتغل ثقافياً في هذا الاتجاه، مستعيداً (تويتر) كمضرب مثل على موقف المغردين من الفساد فالجميع مهتم وحركة التغريدات أعطت نتائج إيجابية وحقق الموقع مفهوم الشراكة وبأن الجميع جنود للرؤية، مؤملاً اشتغال الثقافة على محاربة الفساد وصياغة ردود أفعال على شكل أسئلة هل نحن بمنأى عن الفساد. ودعا الغذامي المتفاعلين مع الرؤية من النخب لعدم الاقتصار على النقد بل مع النقد لابد من تقديم شيء. وشدد على أن المرحلة تقتضي أن يدخل الجميع حلبة الميدان وسماع وجهات نظر الناس. والإسهام عبر تقنية توصل الصوت سريعاً. مجدداً دعوة الأسر على خلق موازنة ترشيد في البيوت وفي التفكير والذهنية ونكون عيوناً للرؤية ونضع كل قوتنا معها لمجابهة أي فساد.
فيما أوضح الدكتور سعد البازعي أن الإنسان موضوع الأدب والثقافة بكل تشكلاتها وتنوعها وقضاياها. مشيراً إلى أن هناك أعمالاً مميزة من المنتج الثقافي والإبداعي تناولت الإنسان من زاويا عدة. ويرى البازعي أن أبرز الأعمال وأميزها هي التي ركزت على زاوية الإنسان الفاعل والمتجاوز والواعي بما يحيطه من إشكالات ما يدفعه إلى عدم الانسجام تماماً مع المعطيات فيلجأ إلى طرح أسئلة لنفض الغبار وتحريك الراكد ومناوءة الجمود والاستقرار البعيدين عن المساءلة والنقاش. ويؤكد أن الإنسان الذي استوعب الرؤية قارئاً ومتلقياً يتوقع منه أن يكون ذا شخصية أكثر قدرة على تغيير ذاته والمحيط والبيئة على نحو يجعل من الذات والآخر أقدر على مسايرة الحياة والعطاء. لافتاً إلى أنه لا ينبغي للأدب والثقافة في أي مرحلة أن تخلق إنساناً منسجماً مع واقعه ومسلماً به بل متساءلاً. وباحثاً عن المسكوت عنه. وخلق إشكالات وحالات من القلق والمعاناة كون الشخصية السوية كما يرى ليست قانعة ولا مسالمة ولا مستسلمة للركود.
ويرى الشاعر أحمد الملا أنه بعد أكثر من عقدين تم فيهما تجريف مختلف أشكال الفنون وتجفيف منابع الجمال في الفضاء الاجتماعي العام ومحاربة الثقافة بإرهاب كل تمظهراتها والقائمين على إنتاجها وتم بمباركة وتأييد من أجهزة مارست الإجحاف الشديد للحركة الثقافية والفنية مقابل تسهيلات كبيرة لدعم الأفكار المتشددة والمعادية للفنون والحياة. موضحاً أن الرؤية تأتي بخطاب يحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما يمكن معه إعادة صياغة وتأهيل الشخصية السعودية كون الخطاب الذي سيطر لأكثر من 30 سنة لن يستطيع الصمود بصلابة أمام رهافة وحقيقة الفنون والإبداع وسرعان ما ستنهار تلك القلاع الوهمية شرط أن تمنح الفنون والثقافة (سينما ومسرح وموسيقى) ما يعادل ويوازي ما لقي الرأي المخالف من حيث قوة الدعم والفرصة الزمنية لوضع بنية جديدة وخطط إستراتيجية لمشروع نهضة شاملة وليس ردود أفعال انفعالية وقتية. ويرى الملا أن المستقبل الثقافي والفني وعر دون أدوات معرفية قادرة على استيعاب مدى التعطيل والتشويه الذي خلقته الصحوة في أعماق الناس. مشيراً إلى أن الحاجة ماسة إلى توافر القرار السياسي والقدرة الإدارية والتنظيمية والبرمجة المعرفية للفعل الثقافي والفني.