كتاب ومقالات

القمة العربية الإسلامية الأمريكية

شرفات

مي خالد

Mayk_O_O@

من يظنون أن أمريكا لها قدرات الآلهة تعطي وتمنح وتسمح، وتمنع وتغضب وتحجب. وهم بذلك يكادون أن يشركوا بالله العلي العظيم في بعض مبالغاتهم. وبالمناسبة أكثرهم من الإسلاميين المرتابين أو هم أصحاب نظرية المؤامرة وحكومة النظام العالم الجديد وسلسلة أفلام «القادمون». وأنا بالمناسبة لا أنكر المؤامرة تماما. فمن الطبيعي أن تسعى الدول لمصالحها.

لكن ليس من الطبيعي أو المعقول أن نشرك بأمريكا ونخاف من قانون جاستا ونترقب ما يُفعل بنا ونحن نظن أننا لا محالة مغدورٌ بنا. ثم حين يتولى ترمب زمام الرئاسة تبدأ الشماتة بنا وتهديدنا بالغرامات والمحاكمات والحصار الاقتصادي من قِبل بعض أبناء جلدتنا السعوديين أو من قِبل بعض الأشقاء العرب والأعداء الإيرانيين.

حتى إذا أراد الله أمرا؛ كان مفعولا. انقلبت قوى العالم بعد مفاوضات سعودية ناجحة على نحو مذهل في انتصار سياسي جديد يحسب لحكومة المملكة.

وتأتي الحكومة الأمريكية التي كانت تتهمنا بالإرهاب قبل أشهر إلى العاصمة الرياض تحمل معها حقيبة من المشاريع والشراكات التي تدفع بالحلول باتجاه محاربة الإرهاب كشركاء في هذه الحرب وليس كمستهدفين كما صورنا الإعلام قبل مدة بسيطة.

إنها قمم تثير الدهشة، تلك التي عُقدت في الرياض مطلع الأسبوع. وقد تشرفت بحضور الجلسة الافتتاحية للقمة في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.

كنت أتحرك في مركز الملك عبدالعزيز لأجمع في ذاكرتي أكبر قدر من المشاهد وأتابع القنوات الأمريكية في المراكز الإعلامية التابعة للقاعة وأستمع لتحليلاتهم وتصريحاتهم والحوارات التي دارت بينهم.

وعدا أني شاهدت إيفانكا تمشي مثل غيمة متوجهة لقاعة الطعام ببدلتها الزرقاء كسماء صافية «اعتبروا هذه مزحة» كان أجمل أمر رأيته أثناء انعقاد القمة أنه في وقت صلاة المغرب حيثما عبرت في أي ممر داخل مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات رأيت جماعة تقيم الصلاة. كان يقف السعودي المدني والسعودي العسكري بجانب جماعة من ضيوف القمة المنتمين للدول العربية والإسلامية أو المسلمين الأجانب من صحفيين وإعلاميين يرافقون الوفود. كان منظرا مهيبا وعفويا يرمز للحدث الجميل.

May_khaled@hotmail.com