«التيسير».. حياة عنوانها «التعسير»
سكان الحي وصفوا وعود أمانة جدة بـ«الوهم»
الأحد / 02 / رمضان / 1438 هـ الاحد 28 مايو 2017 03:10
أحمد علي الغامدي (جدة) alsarwi_a@
ليس لحي التيسير الواقع شرق طريق الحرمين في جدة على امتداد شارع فلسطين، من اسمه نصيب، بعد أن أصبح سكانه يعيشون فيه حياة عنوانها التعسير، يفتقدون فيه لغالبية الخدمات الأساسية.
وأنحى الأهالي باللائمة فيما يحدث لهم من نقص في الخدمات التنموية، على أمانة جدة، مؤكدين أن وفدا منهم توجه إلى الأمين قبل شهرين حاملين معهم ما يزيد على 50 صورة فوتوغرافية لمواقع متعددة من الحي توثق حجم تقصير وتقاعس بلدية أم السلم عن القيام بمهماتها، مرفق معه برنت من موقع الأمانة يبين أرقام طلباتهم، مشيرين إلى أن الأمين استقبلهم ووعدهم خيرا، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب.
ورغم أن «التيسير» من أحدث المخططات النظامية والمعتمدة؛ إلا أنه طالته يد الإهمال والتقصير من جهات عدة، ولم تجد مطالبات الأهالي المتكررة في رفده بالخدمات التنموية الأساسية أي تجاوب.
ويعاني السكان في الحي من عدم وجود المدارس الحكومية، ومركز الرعاية الصحية، فضلا عن قلة الوجود الأمني، ما حول التيسير إلى منطقة ملائمة لمخالفي أنظمة العمل والإقامة.
ويصطدم المتجول في الحي من تدفق مياه الصرف الصحي والجوفية، في ظل افتقاده لشبكة المجاري، إضافة إلى تكدس النفايات التي تحولت إلى مصدر للنفايات والروائح الكريهة والحشرات.
واستغرب نايف فروان حرمان حيهم من شبكة الصرف الصحي رغم جميع التمديدات جاهزة من قبل المطور المعتمد، لافتا إلى أن المستنقعات تنتشر في الحي، وتصدر لهم الأوبئة والحشرات.
وتذمر فروان من الظلام الذي يخيم على التيسير بغروب الشمس، رغم انتشار الأعمدة والتمديدات التي لا ينقصها سوى إطلاق التيار، مبينا أنهم يعانون من ضعف شبكة الاتصال وخدمات الإنترنت، إضافة إلى تهالك الشوارع المليئة بالحفر والنتوءات وكذلك تكسر الأرصفة مما ينجم عنه الكثير من الحوادث اليومية التي تعود أسبابها إلى عدم تنظيم الطرق وإعادة سفلتتها ورصفها وإنارتها.
وانتقد فروان انتشار اللوحات الدعائية في شوارع الحي بشكل عشوائي فتحجب الرؤية الكاملة والسليمة عن قائدي المركبات ومرتادي طرق الحي، معتبرا مخلفات البناء مشكلة أزلية في التيسير، إذ لا يكاد يوجد مبنى إلا وبجواره الكثير من المخلفات.
وأكد فروان أنه توجه مع عدد من سكان الحي لمقابلة أمين مدينة جدة، حاملين معهم 50 صورة فوتوغرافية لمواقع متعددة من الحي تكشف تقاعس بلدية أم السلم عن القيام بمهماتها، مشيرا إلى أنهم قدموا مطالبهم في خطاب للأمين الذي استقبلهم وأبدى تجاوباً ووعد بتحقيق مطلب النظافة بشكل فوري، لاسيما بعد أن اطلع على مجموعة الصور التي تبين حجم الكارثة البيئية التي تنتظر الحي جراء تكدس النفايات ومخلفات المباني، مبينا أنه رغم مرور فترة طويلة على اللقاء ووعود الأمين، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب، فظل الوضع يزداد يوما بعد آخر، وتبين لهم أن وعود الأمانة «وهم».
واستاء العميد متقاعد يوسف الحربي من التجاهل الذي يعانيه حي التيسير، رغم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة للمشاريع الخدمية في المدن والأحياء.
وقال إمام جامع السلام في الحي الشيخ عبدالله عثمان العمودي:«أنا من أوائل الذين سكنوا حي التيسير، حين كانت الطبيعة بكراً، وكان مستوى النظافة مقبولاً إلى حد كبير، لكن الوضع اختلف وانحدر للأسوأ في الحي، بعد أن امتدت أيادي المطورين والعمالة وأصحاب المباني وبدأ السكان بالتوافد»، مشيرا إلى أن التلوث بلغ مداه، والخدمات لم تصل إلى هذه الساعة، والتجاوزات مستمرة، وتقصير البلدية واضح وجلي.
وأضاف:«كما أن مياه الصرف والمياه الجوفية بدأتا تلتقيان مما ينذر بتشكل بحيرات داخل الأحياء ستهدد صحة وحياة سكان الحي، ونناشد الجهات المعنية بالتدخل السريع لإيصال شبكة الصرف الصحي، وشبكة المياه، وإنارة الشوارع، وتنظيف الحي».
وحذر سليمان شكوري من كارثة بيئية خطيرة تتمحور في ارتفاع منسوب المياه الجوفية، لافتا إلى أن الحي أصبح عائما على سطح بحيرة بعد التقاء تلك المياه الجوفية مع مياه الصرف الصحي، وهذا فيه تهديد مباشر لصحة السكان وحياتهم، ففي مثل هذه البيئة تنشأ أخطر أنواع البعوض المسببة للملاريا، والكوليرا، وحمى الضنك.
وألمح شكوري إلى أنهم راجعوا بلدية أم السلم وقابلوا رئيسها مرات عدة، إلا أنه لم يبد أي اهتمام حول مشكلات الحي، بل يرى أن المستوى العام في الحي مرضٍ جداً -على حد زعمه- وأن السكان يطمحون لمستويات أعلى.
ورأى المحامي عبد العزيز الربيعان أنه ليس من المنطقي تهميش حي يقطنه آلاف المواطنين، مضيفا:«وعندما نجد المسؤول قد أشاح بوجهه بعيداً عن الحي الذي يقع ضمن دائرة مسؤولياته؛ فإن ذلك يولد لدى سكان الحي شعوراً بالأسى والتذمر والإحباط»، خصوصا أن الدولة لم تقصر في تخصيص ميزانيات للارتقاء بالخدمات المقدمة للأهالي.
الحي يعاني من غياب المدارس ومركز صحي
أجمع عبدالله المطيري، علي القحطاني، فواز العتيبي، سالم الثبيتي، حيدر النهدي، محمد الزهراني، خالد السلمي، ومهدي عقيلي على معاناتهم في التيسير من نقص الخدمات التي يجب توفرها بشكل سريع، مشددين على أهمية إنشاء مدارس بمختلف مراحلها بنين وبنات، وإيصال شبكة المياه، والارتقاء بالإصحاح البيئي، وتعبيد الطرق، مع ضرورة إنشاء مركز للرعاية الصحية الأولية.
وأنحى الأهالي باللائمة فيما يحدث لهم من نقص في الخدمات التنموية، على أمانة جدة، مؤكدين أن وفدا منهم توجه إلى الأمين قبل شهرين حاملين معهم ما يزيد على 50 صورة فوتوغرافية لمواقع متعددة من الحي توثق حجم تقصير وتقاعس بلدية أم السلم عن القيام بمهماتها، مرفق معه برنت من موقع الأمانة يبين أرقام طلباتهم، مشيرين إلى أن الأمين استقبلهم ووعدهم خيرا، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب.
ورغم أن «التيسير» من أحدث المخططات النظامية والمعتمدة؛ إلا أنه طالته يد الإهمال والتقصير من جهات عدة، ولم تجد مطالبات الأهالي المتكررة في رفده بالخدمات التنموية الأساسية أي تجاوب.
ويعاني السكان في الحي من عدم وجود المدارس الحكومية، ومركز الرعاية الصحية، فضلا عن قلة الوجود الأمني، ما حول التيسير إلى منطقة ملائمة لمخالفي أنظمة العمل والإقامة.
ويصطدم المتجول في الحي من تدفق مياه الصرف الصحي والجوفية، في ظل افتقاده لشبكة المجاري، إضافة إلى تكدس النفايات التي تحولت إلى مصدر للنفايات والروائح الكريهة والحشرات.
واستغرب نايف فروان حرمان حيهم من شبكة الصرف الصحي رغم جميع التمديدات جاهزة من قبل المطور المعتمد، لافتا إلى أن المستنقعات تنتشر في الحي، وتصدر لهم الأوبئة والحشرات.
وتذمر فروان من الظلام الذي يخيم على التيسير بغروب الشمس، رغم انتشار الأعمدة والتمديدات التي لا ينقصها سوى إطلاق التيار، مبينا أنهم يعانون من ضعف شبكة الاتصال وخدمات الإنترنت، إضافة إلى تهالك الشوارع المليئة بالحفر والنتوءات وكذلك تكسر الأرصفة مما ينجم عنه الكثير من الحوادث اليومية التي تعود أسبابها إلى عدم تنظيم الطرق وإعادة سفلتتها ورصفها وإنارتها.
وانتقد فروان انتشار اللوحات الدعائية في شوارع الحي بشكل عشوائي فتحجب الرؤية الكاملة والسليمة عن قائدي المركبات ومرتادي طرق الحي، معتبرا مخلفات البناء مشكلة أزلية في التيسير، إذ لا يكاد يوجد مبنى إلا وبجواره الكثير من المخلفات.
وأكد فروان أنه توجه مع عدد من سكان الحي لمقابلة أمين مدينة جدة، حاملين معهم 50 صورة فوتوغرافية لمواقع متعددة من الحي تكشف تقاعس بلدية أم السلم عن القيام بمهماتها، مشيرا إلى أنهم قدموا مطالبهم في خطاب للأمين الذي استقبلهم وأبدى تجاوباً ووعد بتحقيق مطلب النظافة بشكل فوري، لاسيما بعد أن اطلع على مجموعة الصور التي تبين حجم الكارثة البيئية التي تنتظر الحي جراء تكدس النفايات ومخلفات المباني، مبينا أنه رغم مرور فترة طويلة على اللقاء ووعود الأمين، إلا أنهم لم يجدوا أي تجاوب، فظل الوضع يزداد يوما بعد آخر، وتبين لهم أن وعود الأمانة «وهم».
واستاء العميد متقاعد يوسف الحربي من التجاهل الذي يعانيه حي التيسير، رغم الميزانيات الضخمة التي ترصدها الدولة للمشاريع الخدمية في المدن والأحياء.
وقال إمام جامع السلام في الحي الشيخ عبدالله عثمان العمودي:«أنا من أوائل الذين سكنوا حي التيسير، حين كانت الطبيعة بكراً، وكان مستوى النظافة مقبولاً إلى حد كبير، لكن الوضع اختلف وانحدر للأسوأ في الحي، بعد أن امتدت أيادي المطورين والعمالة وأصحاب المباني وبدأ السكان بالتوافد»، مشيرا إلى أن التلوث بلغ مداه، والخدمات لم تصل إلى هذه الساعة، والتجاوزات مستمرة، وتقصير البلدية واضح وجلي.
وأضاف:«كما أن مياه الصرف والمياه الجوفية بدأتا تلتقيان مما ينذر بتشكل بحيرات داخل الأحياء ستهدد صحة وحياة سكان الحي، ونناشد الجهات المعنية بالتدخل السريع لإيصال شبكة الصرف الصحي، وشبكة المياه، وإنارة الشوارع، وتنظيف الحي».
وحذر سليمان شكوري من كارثة بيئية خطيرة تتمحور في ارتفاع منسوب المياه الجوفية، لافتا إلى أن الحي أصبح عائما على سطح بحيرة بعد التقاء تلك المياه الجوفية مع مياه الصرف الصحي، وهذا فيه تهديد مباشر لصحة السكان وحياتهم، ففي مثل هذه البيئة تنشأ أخطر أنواع البعوض المسببة للملاريا، والكوليرا، وحمى الضنك.
وألمح شكوري إلى أنهم راجعوا بلدية أم السلم وقابلوا رئيسها مرات عدة، إلا أنه لم يبد أي اهتمام حول مشكلات الحي، بل يرى أن المستوى العام في الحي مرضٍ جداً -على حد زعمه- وأن السكان يطمحون لمستويات أعلى.
ورأى المحامي عبد العزيز الربيعان أنه ليس من المنطقي تهميش حي يقطنه آلاف المواطنين، مضيفا:«وعندما نجد المسؤول قد أشاح بوجهه بعيداً عن الحي الذي يقع ضمن دائرة مسؤولياته؛ فإن ذلك يولد لدى سكان الحي شعوراً بالأسى والتذمر والإحباط»، خصوصا أن الدولة لم تقصر في تخصيص ميزانيات للارتقاء بالخدمات المقدمة للأهالي.
الحي يعاني من غياب المدارس ومركز صحي
أجمع عبدالله المطيري، علي القحطاني، فواز العتيبي، سالم الثبيتي، حيدر النهدي، محمد الزهراني، خالد السلمي، ومهدي عقيلي على معاناتهم في التيسير من نقص الخدمات التي يجب توفرها بشكل سريع، مشددين على أهمية إنشاء مدارس بمختلف مراحلها بنين وبنات، وإيصال شبكة المياه، والارتقاء بالإصحاح البيئي، وتعبيد الطرق، مع ضرورة إنشاء مركز للرعاية الصحية الأولية.