أخبار

المملكة والإمارات.. معاً ضد الاختراق.. والمطالب بلا سقف

خادم الحرمين مستقبلا ولي عهد أبوظبي والوفد المرافق له مساء أمس في جدة. (تصوير: بندر الجلعود)

نادر العنزي (تبوك)

nade5522@

تأتي زيارة ولي عهد أبوظبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الشيخ محمد بن زايد، تأكيداً على أن دولة الإمارات هي الحليف الصادق، الذي دائماً ما يقف مع المملكة في مواجهة المخاطر التي تستهدف المنطقة، وهو أساس قوي قامت عليه الإمارات منذ عهد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي كان يؤمن بالدور المحوري للمملكة صمام أمان في المنطقة وركنا أساسيا من أركان منظومة الأمن الخليجي والعربي، وهو النهج الذي تعزز وتعمق في عهد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، ويتجسد بوضوح في ما وصلت إليه علاقات البلدين الشقيقين من تطور وتقدم على المستويات كافة بحيث أصبحت نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقات بين الأشقاء خاصة في المنعطفات التاريخية التي تمر بها منطقة الخليج العربي والمنطقة العربية والعالم..

جهود واضحة ولقاءات مستمرة بين القيادتين، فالسعودية والإمارات سجلتا نجاحات كبرى، فهما من أوائل الدول التي تصدت للإرهاب، ووقفت مع مصر من المحاولات الإخوانية وإعادتها للصف العربي والتعاون معها، وكذلك المحاولات التي كانت ضد البحرين وأيضاً التحالف المشترك في عاصفة الحزم لإعادة الشرعية لدولة اليمن الشقيقة، ولم تأل الدولتان جهداً في الدعم المادي لأشقائهما من الدول العربية.

كان التنسيق واضحا بين الدولتين وآتى ثماره في عمليات التحرير باليمن، وهذا بلا شك نتاج عظيم للإستراتيجية السياسية والدفاعية عن مصالح المنطقة.

التحالف الإماراتي - السعودي يأتي ليملأ الفراغ خصوصاً في ظل ضعف القوى الإقليمية والإستراتيجية ذات الأحجام الكبيرة، وأيضا هذا التحالف يأتي في وجه الأطماع الإيرانية في المنطقة ويشكل تحالفا قويا.

بالتأكيد أن السعودية أصبحت قائدة الأمة العربية والأمل كبير عليها لنقل الأمة إلى مستقبل أفضل وإلى معالجة كل ما تمر بها من أزمات وأخطرها الإرهاب وبلا شك كانت جهود المملكة في التحالف الإسلامي واضحة وعظيمة وأصبحت نوايا الأعداء مهما حاولت أن تبتز أو تقول أو تفرد عضلاتها تصطدم بتحالف قوي وأصبحت ترهب وتخشى القوى العربية التي نظمتها المملكة. وعلمت «عكاظ» أن التنسيق الخليجي بشأن موقف حاسم وحازم ونهائي ضد تجاوزات واختراقات حكومة قطر، ومحاولاتها المستمرة بث الفوضى في دول الخليج والمنطقة العربية، وصل إلى مرحلة متقدمة جداً من التفاهم، وأن الوساطة الكويتية لن تنجح في الوصول إلى نقطة التقاء قبل أن تنفذ الدوحة كل الشروط المطلوبة منها سلفاً في اجتماع الرياض عام ٢٠١٤، والتي التزمت بها.

وصلت دول الخليج، خصوصاً الرياض وأبوظبي، إلى قناعة أكيدة بأن نقض العهود أصبح ديدن حكومة قطر، واعتذاراتها المتوالية بعد الأخطاء الفادحة أصبحت مسلسلا متواصلا، وأدوارها المزدوجة صارت تسبب إرباكا للعمل العربي المشترك، ولا بد من الوقوف بشدة ضد هذا الخرق الخبيث في الجدار العربي والتوقف عن اللعب بالنار نحو تمتين علاقات الأخوة وأواصر القربى بين الأشقاء ورفض محاولات اللعب بالنار في مصائر الشعوب.

وبحسب ما علمت «عكاظ» تضع دول الخليج قائمة واضحة من المطالب والشروط التي يجب أن تلتزم بتنفيذها حكومة قطر قبل الحديث عن أي مشروع صلح جديد، وأهمها وقف تمويل الإرهاب وطرد أعضاء الجماعات الإرهابية التي تؤويهم قطر، وإيقاف منابر التحريض التي تتولى قطر تمويلها وغيرها من الشروط التي لها انعكاسات مهمة على أمن واستقرار الإقليم.

وبحسب مصدر خليجي لـ«عكاظ» فإن زيارة ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى جدة على رأس وفد إماراتي كبير، للقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، لبحث تطورات الأوضاع في المنطقة والتفاهم بشأن الموقف من الممارسات القطرية.

ولفت المصدر إلى أن «محادثات محمد بن زايد مع الملك سلمان تتركز على تحديد الموقف الصريح من العبث القطري بالأوضاع في المنطقة وتحالفاتها المشبوهة مع دولة الملالي وجماعة الإخوان وميليشيات حزب الله التي تستهدف أمن المنطقة والدول العربية، إضافة إلى الوضع في اليمن، بعد التقدم الملحوظ على محاور عدة، وتراجع الانقلابيين خلال الأيام الماضية، خصوصاً في صعدة».