كتاب ومقالات

سحر الرئاسة

جرة قلم

إبراهيم عقيلي

iageely@

يبدو أن إدارة الأهلي اختارت لنفسها نهاية تشبه نهاية بعض رؤساء العرب في ثورات الربيع العربي، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من يحتضر.

وجدي الطويل فضلها سلمية على شاكلة الرئيس التونسي السابق زين العابدين، وخرج طوعا حقنا للدماء. وكأنه قرأ المشهد جيدا، وعرف النتائج المترتبة على البقاء واختار الوقت المناسب لخروجه.

أما أحمد المرزوقي ظل صامدا أمام هتافات الجمهور.. «ارحل.. ارحل».

تلك اللافتة التي رددها الكثير عبر المدرجات ووصلوا بها إلى باب النادي، ورغم ذلك ظل يصارع البقاء.

حتى اعتبر الرئيس المبتسم البشوش بأن صموده أمام الجمهور وتحمل تجاوزاتهم إنجاز بحد ذاته يجب أن يقابل بالبقاء، فكيف بعد أن تحمل كل تلك المواجهات والصدام، يخرج طوعا.

ذلك هو منطق المرزوقي في التعامل مع الأزمة، فضل البقاء إلى آخر لحظة وكأنه يقول «أنا لها»، فلن يجدوا أقوى منه في مواجهة شتائم الجماهير الغاضبة والتي خرجت من مولد البطولات «بلا حمص». معتبرا أن تلك المواجهة بحد ذاتها إنجاز كان يجب أن يكافأ عليه.

لم يتحدث عن فرصة أخرى لترتيب الإدارة الأهلاوية، ولم يكشف عن خطط جديدة تأخذ باللاعبين المحبطين إلى بر التفاؤل والأمل، ولم يقل هذه هي قائمة المشكلات وهذه هي الحلول، بل رأى أنه ضحى بأغلى ما عنده وواجه النقد بمفرده.

عموما لست أنت الوحيد المتشبث بكرسي الرئاسة، فالساحة تشهد معارك طاحنة، والبيت الأهلاوي قد يكون أقلها، ففي بيوت الجيران نسمع دوي المعارك حتى بين الأشقاء، وتصل تلك المعارك إلى أبواب المحاكم، والضرب تحت الأحزمة، حتى بات أحدهم في كابوس يومي ينام على حلم الرئيس ويصحو على حلم الرئيس.

فيبدو أن للكرسي سحره، وللرئاسة بريقها، حتى بت أكثر شوقا لأن أكون رئيسا ولو ليوم واحد، علي أفك طلاسم هذا الفتون، فحتما رئاسة الأندية السعودية أجمل من كرسي وزارة الاقتصاد الفرنسية والذي سلمه «إيمانويل ماكرون» بدون معارك، وأهم بكثير من سلطة وزارة الداخلية الفرنسية والذي تنازل به الوزير «برونو لورو» لمجرد أن وظف ابنتيه مساعدتين له.