كتاب ومقالات

ماذا أعد التعليم لأطول إجازة في التاريخ؟

ولكم الرأي

سعيد السريحي

كان من المفترض أن يبدأ الطلاب والطالبات اختباراتهم النهائية يوم أمس، وأن يقضوا مساءات ما فات من رمضان وبعض ما تبقى منه في المذاكرة والمراجعة والاستعداد للاختبارات، وأن يقضوا صباحات الأيام القادمة في مدارسهم يجمعون بين صوم يقربهم إلى الله واختبارات تقربهم إلى المستقبل، غير أن قرار تقديم الاختبارات نجاهم مما كانوا يعتقدونه هم وآباؤهم ضربا من المشقة، فتم تقديم الاختبارات ومن ثم تقديم موعد بدء الإجازة مما ترتب عليه أن يتمتع الطلاب هذا العام بأطول إجازة في تاريخ التعليم ما تمتع بها آباؤهم ولا أمهاتهم من قبل، وليس لهم أن يحلموا بطولها في مقبل الإجازات.

غير أن طول الإجازة يطرح سؤالا هاما يتمثل في ما تم إعداده من برامج صيفية تحتوي نشاط الطلاب والطالبات ولا تتركهم فريسة للفراغ الذي يعرف القيمون على شؤون التعليم كما يعرف الآباء والأمهات حجم ضرره ومقدار آثاره السلبية التي تنعكس على بناتهم وأبنائهم.

تمثل هذه الإجازة «التاريخية» بطولها وعرضها اختبارا للأجهزة التربوية والمؤسسات الثقافية وهيئة الترفيه، فإن عجزوا جميعهم عن تقديم ما يملأ فراغ الطلاب والطالبات فإنهم سيكونون هم السبب عما قد يتعرض له هؤلاء الطلاب والطالبات من الوقوع في مخاطر الفراغ القاتل، الإجازات الطويلة لا ينبغي لها أن تكون فرصة يتخلص فيها مسؤولو التعليم من عبء مسؤوليتهم عن الطلاب والطالبات، بل ينبغي لها أن تشعر هؤلاء المسؤولين بمسؤولية مضاعفة تحملهم على التفكير طويلا في ما يمكن أن يملأوا به الفراغ في أطول إجازة تعليمية.