كتاب ومقالات

الشيخ والشيك!

على خفيف

محمد الحساني

على الرغم من تعدد وتواتر تعاميم وزارة الثقافة والإعلام الموجهة للصحف خاصة، ولبقية وسائل الإعلام عامة، بعدم استخدام لقب «شيخ» إلا لمن يحمل علما يجعله جديرا باللقب أو عين شيخ شمل لقبيلة ذات عدة فروع، لأن المعين على فرع منها يسمى رسمياً «مُعرِّفاً» لا شيخاً، إلا أن كلمة «شيخ» لم تزل تطلق على فئة من الناس لا ينطبق عليهم ما جاء في تعليمات وتعاميم الوزارة، وربما يكون الواحد منا في حفل أو مناسبة فيسمع من يهتف قائلاً لقد وصل الشيخ فلان بن علان بن زعطان فيرنو ببصره نحو مدخل المكان فيفاجأ بشاب في العشرين يمشي متبختراً وجمع من المستقبلين يحفون من حوله

وهم يرحبون به قائلين: شرفتنا يا شيخ تفضل يا شيخ فيعجب الواحد منا مما يرى ويسمع ويتساءل في نفسه عن سبب تحويل شاب صغير السن إلى شيخ إلا أن يكون الشيخ هنا يعني «الشيك» فيما لو لفظ اللقب نفسه أعجمي لا يحسن نطق حرف الخاء!

ولو أن المرحب به كان شيخاً من حيث تقدمه في السن لكان اللقب موافقاً لواقع الحال، لأن الشيخوخة مرحلة متأخرة من مراحل عمر الإنسان، وقد جاء في القرآن الكريم على لسان ابنتي نبي الله شعيب عليه السلام في حديثهما للنبي المرسل موسى عليه السلام عن واقع حالهما واضطرارهما لمزاحمة السقاة فإن سبب ذلك أن والدهما مُسن «وأبونا شيخ كبير» وجاء في بعض كتب التفسير أن كلمة كبير تعني أنه كبير القدر في قومه وإلا لكفت كلمة «شيخ» لوصف واقع والد الفتاتين، من حيث الضعف وعدم القدرة على القيام بالسقاية، ولو أطلق اللقب على من يجمع بين الشيخوخة في العمر والسعة في الرزق لكان لذلك الوصف ما يبرره لكون الموصوف شيخاً من حيث تقدمه في السن ولأصبح إطلاق اللقب مباحاً على كل من يصل إلى مرحلة الشيخوخة بغض النظر عن توفرالملاءة المالية من عدمها، ولكن الاعتراض إنما جاء على التوسع في إطلاق لقب «شيخ» على كل من هب ودب وعلى «اللكزس» ركب، حتى لو كان فتى «صغير السن طَيشاني!» ولذلك يعذر من ربط بين الشيخ والشيك لأن الثاني هو سبب حصول الأول على اللقب!.