خريطة رقمية للصيام
هديل
الجمعة / 14 / رمضان / 1438 هـ الجمعة 09 يونيو 2017 03:22
عبدالمحسن هلال
بعنوان لافت نشرت «عكاظ» الإثنين الماضي خبر قيام شركات رقمية بمحاولة رسم خريطة لصيام العالم بطريقة الغروب والشروق، رغم وجود دور الإفتاء والبحوث الإسلامية والمجمعات الفقهية التي جاوزت 40 مجمعا حول العالم. في ظل هذا الغياب تولت المهمة الشركات غير المسلمة مثل «قوقل»، رغم أن العلم لا دين له، لإنتاج «خريطة ساعات الصيام المعتمدة شرعا» بمساعدة مهندسين في البرمجة البحثية من الهند، وتقوم بتسويق الخريطة الرقمية على فنادق العالم لمساعدة نزلائها في أداء صيامهم بدقة أكبر.
يحدث ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه المسلمون خريطة صوم معتمدة من أطهر بقاع الأرض، من مكة المكرمة، وكان أجدر بجامعتها أن تسخر إمكانات ما سمته «وادي مكة التقني» لهكذا أبحاث رقمية خدمة لمسلمي العالم، بدل أن يكون الوادي، ذو الإمكانات التقنية الكبيرة، مجرد شركة استثمارية، أو أن تنشئ مركزا بحثيا متخصصا، كمركز أبحاث الحج، يساهم في حل إشكالات إسلامية مثل متى يولد الهلال رقميا باستخدام البرمجة البحثية، وهي الجامعة التي تضم علماء شريعة وعلماء بحث علمي، أو أن توكل المهمة للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء باعتماد خرائط شرعية تضبط ساعات الصيام. وسواء كانت مكة المكرمة مركز الكرة الأرضية أم لا، فإنها مركز الكون بالنسبة للمسلمين، وكما يتبعها العالم في تحديد هلال شهر ذي الحجة التزاما بقدسية المكان، يلزمنا إقناع العالم بقدراتنا العلمية الشرعية في تحديد أهلة باقي شهور السنة، لتصبح ساعة مكة هي المعيار والمرجع وليس ساعة جرينتش.
أعرف أن عدم توافق الدول الإسلامية على رؤية هلال رمضان يعيق هذا التوجه، ولأن الدين الإسلامي ليس ضد العلم، فقد تعامل علماء دين كثيرون على تذليل مثل هذه المعوقات، فمثلا أجابت هيئة كبار العلماء قبل 40 عاما على سؤال للمجمع الإسلامي الفنلندي حول صيام وصلاة مسلمي الدول الإسكندنافية التي لا تغيب عنها الشمس إطلاقا في الصيف وعكسه في الشتاء، بالاعتماد على أقرب بلاد لهم يتمايز فيها الليل عن النهار، كان من الممكن تطوير هذه الفتوى وتطبيقها على خرائط شرعية لباقي مسلمي العالم. لا أريد الانجرار لجدل الرؤية لكني أرنو لتفهم أعمق لمعناها يقول به علماء ثقات مثل عالمنا الجليل عبدالله المنيع الذي يفرق بين الآلية الشرعية في تحديد الرؤية وبين تطبيق تلك الآلية، مما فصله الأستاذ عدنان قاضي في كتابه القيم «الأهلة» الصادر عن مؤسسة علوم القرآن العام 1430، الذي أثبت فيه علميا خطأ الرؤية في صيامنا للأعوام من 1380 حتى 1429هـ بنسبة 88%، وانتهى فيه إلى القول «إن المسألة ليست إما الرؤية أو الحساب، فالرؤية فهم لشرع الله والحساب علم لخلق الله ولا يتم الوصول إلى معرفة مراد الله بفهم أحدهما وإقصاء الآخر». ومن قبل ومن بعد، كنا أمة أمية لا تقرأ ولا تحسب قبل نزول القرآن، فلما نزل علمنا عدد السنين والحساب.
يحدث ذلك في الوقت الذي ينتظر فيه المسلمون خريطة صوم معتمدة من أطهر بقاع الأرض، من مكة المكرمة، وكان أجدر بجامعتها أن تسخر إمكانات ما سمته «وادي مكة التقني» لهكذا أبحاث رقمية خدمة لمسلمي العالم، بدل أن يكون الوادي، ذو الإمكانات التقنية الكبيرة، مجرد شركة استثمارية، أو أن تنشئ مركزا بحثيا متخصصا، كمركز أبحاث الحج، يساهم في حل إشكالات إسلامية مثل متى يولد الهلال رقميا باستخدام البرمجة البحثية، وهي الجامعة التي تضم علماء شريعة وعلماء بحث علمي، أو أن توكل المهمة للرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء باعتماد خرائط شرعية تضبط ساعات الصيام. وسواء كانت مكة المكرمة مركز الكرة الأرضية أم لا، فإنها مركز الكون بالنسبة للمسلمين، وكما يتبعها العالم في تحديد هلال شهر ذي الحجة التزاما بقدسية المكان، يلزمنا إقناع العالم بقدراتنا العلمية الشرعية في تحديد أهلة باقي شهور السنة، لتصبح ساعة مكة هي المعيار والمرجع وليس ساعة جرينتش.
أعرف أن عدم توافق الدول الإسلامية على رؤية هلال رمضان يعيق هذا التوجه، ولأن الدين الإسلامي ليس ضد العلم، فقد تعامل علماء دين كثيرون على تذليل مثل هذه المعوقات، فمثلا أجابت هيئة كبار العلماء قبل 40 عاما على سؤال للمجمع الإسلامي الفنلندي حول صيام وصلاة مسلمي الدول الإسكندنافية التي لا تغيب عنها الشمس إطلاقا في الصيف وعكسه في الشتاء، بالاعتماد على أقرب بلاد لهم يتمايز فيها الليل عن النهار، كان من الممكن تطوير هذه الفتوى وتطبيقها على خرائط شرعية لباقي مسلمي العالم. لا أريد الانجرار لجدل الرؤية لكني أرنو لتفهم أعمق لمعناها يقول به علماء ثقات مثل عالمنا الجليل عبدالله المنيع الذي يفرق بين الآلية الشرعية في تحديد الرؤية وبين تطبيق تلك الآلية، مما فصله الأستاذ عدنان قاضي في كتابه القيم «الأهلة» الصادر عن مؤسسة علوم القرآن العام 1430، الذي أثبت فيه علميا خطأ الرؤية في صيامنا للأعوام من 1380 حتى 1429هـ بنسبة 88%، وانتهى فيه إلى القول «إن المسألة ليست إما الرؤية أو الحساب، فالرؤية فهم لشرع الله والحساب علم لخلق الله ولا يتم الوصول إلى معرفة مراد الله بفهم أحدهما وإقصاء الآخر». ومن قبل ومن بعد، كنا أمة أمية لا تقرأ ولا تحسب قبل نزول القرآن، فلما نزل علمنا عدد السنين والحساب.