كتاب ومقالات

لِمَ تحللون ما حرم الله؟

مع الفجر

عبدالله عمر خياط

.. مؤلم ومؤلم جداً أن يفتي شبه العلماء في مسائل دينية بما لا يرضى به الله ولا رسوله إما ابتغاء الشهرة أو لإرضاء سائل لئيم.

سماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ قال فيما نشرته «عكاظ» بتاريخ الجمعة 7/ 9/ 1438هـ:

«إن الأصل في المسلم أن يسأل عن حكم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في جميع المسائل التي يحتاج، سواء في العبادات أو المعاملات، مع تحري موافقة أدلة الشريعة، لا أن يبحث عن الفتاوى اليسيرة والسهلة وينتقيها انتقاء».

وأوضح أنه في حال أشكل على المسلم أمر، أو أراد أن يعرف حكم مسألة من المسائل «فعليه أن يسأل من يثق في علمه ودينه من العلماء المعروفين الموثوقين، وأن يأخذ بما يفتيه ذلك العالم».

هذا هو الطريق الصحيح للإفتاء لكن ما يزعج، بل ويحزن أن يفتي شيخ أزهري بما لم يأذن به الله، إذ نشرت صحيفة (المرصد) الإلكترونية بتاريخ 6/ 9/ 1438هـ ما نصه: «قال الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، إنه يجوز شرعا الزواج من ابنة الزوجة بعد موتها أو طلاقها».

والحقيقة أن ذلك غير جائز وله من تربت على بعد ألف ميل فقد حرم الله زواج ربائب الزوجات بقوله عز وجل بسورة النساء: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ}.

ولعل ما هو أسوأ أن يفتي أزهري آخر من أن الصيام فرض على الأغنياء فقط ولا على الفقراء صيام، إذ تقول صحيفة (المرصد) بعدد الأحد 2/ 9/ 1438هـ: «أفتى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام من أجل السلام، الشيخ الأزهري مصطفى راشد بأن الصيام فرض على الأغنياء فقط أما بالنسبة للفقراء فهو تطوع».

ونقل موقع (الحرة) عن راشد المعروف عنه فتاواه المثيرة للجدل قوله إنه أجرى حسابات بالنسبة للمواطن المصري ووصل إلى نتيجة مفادها أن الصيام ليس فرضا على كل مصري يقل راتبه عن 500 دولار شهريا.

.. إنه لأمر عجيب فالحق يقول بسورة البقرة: {كتب عليكم الصيام} هكذا بدون استثناء ثم من هو الذي يبلغ راتبه خمسمئة دولار إلا من رحم ربك في الشقيقة الكبرى مصر، وبالتالي لو طبقت الفتوى لكان لثمانين في المئة من الشعب المصري غير مكلف بالصيام وهو أمر باطل، ولذا فإن ما تحدث به الشيخان الأزهريان هو منكر من القول وزور.. ولا أملك إلا أن أقول: «حسبي الله ونعم الوكيل».

السطر الأخير:

«من أفتى وأضل فقد أصبح من الضالين»

aokhayat@yahoo.com