أين المستثمر القنّاص؟
السبت / 15 / رمضان / 1438 هـ السبت 10 يونيو 2017 02:53
أميمة عزوز *
تمتلئ الصحف ووسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بكلام مثالي ووعود براقة عن دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وتتفاخر عدد من الوزارات والجهات الرسمية والهيئات بوجود أكثر من 26 جهة مانحة وداعمة لشباب وشابات الأعمال «صناع المستقبل».. لدرجة أشعرتنا أن المبدعين وأصحاب الأفكار والمبادرات في هذا الوطن العزيز محظوظون من كثرة الدعم الذي يجدونه، والخدمات التي تعرض عليهم من كل صوب وحدب لإقامة مشاريعهم ومساعدتهم على النجاح! الصورة على أرض الواقع تختلف كثيراً، والتصريحات الرنانة التي تطلق في المنتديات والملتقيات والمؤتمرات وأمام فلاشات الصحف ليست هي نفسها التي تحدث داخل المكاتب، فهناك الكثير من المبادرات التي تحتاج إلى مبالغ صغيرة ويشعر أصحابها بالقهر والإحباط، بعد ضياع الفرصة على الوطن في إقامة مشاريع كانت قادرة أن تحقق نقلة كبيرة، فهناك -للأسف- فارق بين الأفعال والأقوال.
أتحدث عن تجربة واقعية عشتها أنا وزميلاتي في قطاع الأزياء، آثرت أن أشارككم فيها لأنها نموذج مصغر لما يعانيه رواد ورائدات الأعمال في مواقع عديدة، فنحن مجموعة من الشابات جمعتها حرفة تصميم الأزياء، بعضنا لديه مشاريع متناهية الصغر والبعض الآخر مازال يبحث عن فرصة، بدأنا كفريق وطني متجانس يعمل لخدمة قطاع صناعة الأزياء، وساعدتنا غرفة جدة في التحول إلى لجنة تعمل تحت غطائها، نملك الكثير من الأفكار والمبادرات، ونهدف إلى إقامة مجموعة من المشاريع الإبداعية التي ترسخ المنتج الوطني وتعزز مكانته، وتساهم في توظيف وزيادة مشاركة المرأة في العمل.
طرحنا على مدار السنوات الثلاث الماضية 4 مشاريع وطنية يمكن أن تحقق نهضة حقيقية لقطاع الأزياء في السعودية الذي تزيد استثماراته السنوية على 15 مليار ريال، فكرنا في إنشاء أكاديمية سعودية تساهم في تدريب وتأهيل السعوديات، وإقامة بنية تحتية سليمة لتعليم صناعة الأزياء بحرفية عالية تصل إلى الجودة العالمية، وإقامة خطوط إنتاج تدار بأيدي وطنية تساهم في توفير المليارات التي تنفق سنوياً على الملابس المستوردة، وطرحنا أيضاً فكرة إقامة مصنع وطني للأزياء المحلية والتراثية، يضم خطوط إنتاج متعددة تناسب احتياجات المجتمع السعودي، ويوفر فرص عمل كبيرة لكل المهتمات بالعمل في صناعة الأزياء، ويساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
والتقليص من الاستيراد المحلي من الخارج، إضافة إلى مشروع ثالث لإقامة سوق دائم لمصممات الأزياء بجدة.. يساهم في توفير فرص عمل وتوظيف الكوادر النسائية السعودية والمساهمة في تسويق المنتج المحلي.. ويكون نواة لإقامة أسواق مشابهة لمناطق أخرى في المملكة.. تساهم في استدامة عمل المرأة.
ظللنا على مدار عامين نبحث عن مستثمرين وداعمين للمشاريع الثلاثة دون جدوى.. فجاء مشروعنا الرابع والأخير بإقامة 100 معمل صغير لصناعة الأزياء بجدة لمجابهة الملابس المستوردة نوعاً ما.. وهو مشروع لا يحتاج إلى كثير من المال وتندرج تكلفته في خانة الآلاف وليست الملايين، وتساعد فكرته ما يقارب من 500 شابة على تحقيق حلمها، بحيث تتكتل كل 4 أو 5 مبادرات في معمل صغير لإنتاج أحد خطوط الأزياء المتخصصة، بحيث تراوح عدد العاملات في المعمل بين 25 و 50 فتاة، مما يعني توظيف ما يزيد على 2500 مواطنة سعودية، والمساهمة في استثمار الطاقات الوطنية لمصممات الأزياء الواعدات والراغبات في العمل بهذا المجال.. حيث آثرنا أن يتركز الإنتاج على العبايات السعودية المميزة بالدرجة الأولى وباقي احتياجات جميع أفراد الأسرة.
ومازالت المشاريع والمبادرات الأربع ودراساتها الموجودة حبيسة الأدراج.. لأن المستثمر القناص الذي نبحث عنه موجود -للأسف- أمام فلاشات الإعلام فقط.. ومازال البحث جاريا عنه.. دون جدوى.
* رئيسة لجنة تصميم الأزياء بغرفة جدة
fiore@fiore-boutique.com
أتحدث عن تجربة واقعية عشتها أنا وزميلاتي في قطاع الأزياء، آثرت أن أشارككم فيها لأنها نموذج مصغر لما يعانيه رواد ورائدات الأعمال في مواقع عديدة، فنحن مجموعة من الشابات جمعتها حرفة تصميم الأزياء، بعضنا لديه مشاريع متناهية الصغر والبعض الآخر مازال يبحث عن فرصة، بدأنا كفريق وطني متجانس يعمل لخدمة قطاع صناعة الأزياء، وساعدتنا غرفة جدة في التحول إلى لجنة تعمل تحت غطائها، نملك الكثير من الأفكار والمبادرات، ونهدف إلى إقامة مجموعة من المشاريع الإبداعية التي ترسخ المنتج الوطني وتعزز مكانته، وتساهم في توظيف وزيادة مشاركة المرأة في العمل.
طرحنا على مدار السنوات الثلاث الماضية 4 مشاريع وطنية يمكن أن تحقق نهضة حقيقية لقطاع الأزياء في السعودية الذي تزيد استثماراته السنوية على 15 مليار ريال، فكرنا في إنشاء أكاديمية سعودية تساهم في تدريب وتأهيل السعوديات، وإقامة بنية تحتية سليمة لتعليم صناعة الأزياء بحرفية عالية تصل إلى الجودة العالمية، وإقامة خطوط إنتاج تدار بأيدي وطنية تساهم في توفير المليارات التي تنفق سنوياً على الملابس المستوردة، وطرحنا أيضاً فكرة إقامة مصنع وطني للأزياء المحلية والتراثية، يضم خطوط إنتاج متعددة تناسب احتياجات المجتمع السعودي، ويوفر فرص عمل كبيرة لكل المهتمات بالعمل في صناعة الأزياء، ويساهم في تعزيز الاقتصاد الوطني.
والتقليص من الاستيراد المحلي من الخارج، إضافة إلى مشروع ثالث لإقامة سوق دائم لمصممات الأزياء بجدة.. يساهم في توفير فرص عمل وتوظيف الكوادر النسائية السعودية والمساهمة في تسويق المنتج المحلي.. ويكون نواة لإقامة أسواق مشابهة لمناطق أخرى في المملكة.. تساهم في استدامة عمل المرأة.
ظللنا على مدار عامين نبحث عن مستثمرين وداعمين للمشاريع الثلاثة دون جدوى.. فجاء مشروعنا الرابع والأخير بإقامة 100 معمل صغير لصناعة الأزياء بجدة لمجابهة الملابس المستوردة نوعاً ما.. وهو مشروع لا يحتاج إلى كثير من المال وتندرج تكلفته في خانة الآلاف وليست الملايين، وتساعد فكرته ما يقارب من 500 شابة على تحقيق حلمها، بحيث تتكتل كل 4 أو 5 مبادرات في معمل صغير لإنتاج أحد خطوط الأزياء المتخصصة، بحيث تراوح عدد العاملات في المعمل بين 25 و 50 فتاة، مما يعني توظيف ما يزيد على 2500 مواطنة سعودية، والمساهمة في استثمار الطاقات الوطنية لمصممات الأزياء الواعدات والراغبات في العمل بهذا المجال.. حيث آثرنا أن يتركز الإنتاج على العبايات السعودية المميزة بالدرجة الأولى وباقي احتياجات جميع أفراد الأسرة.
ومازالت المشاريع والمبادرات الأربع ودراساتها الموجودة حبيسة الأدراج.. لأن المستثمر القناص الذي نبحث عنه موجود -للأسف- أمام فلاشات الإعلام فقط.. ومازال البحث جاريا عنه.. دون جدوى.
* رئيسة لجنة تصميم الأزياء بغرفة جدة
fiore@fiore-boutique.com