نصف الأحلام
الاثنين / 24 / رمضان / 1438 هـ الاثنين 19 يونيو 2017 02:05
محمد أحمد الحساني
القائد الكشفي والرائد التربوي عبدالله أحمد الناصر، صدر له كتاب يحمل عنوانا هو: «نصف الأحلام»، سجل فيه ذكريات وصوراً عن نصف قرن ماضٍ عاشه وجيله بِحلوه ومُرِّه، فكان بذلك شاهداً على عصره في مجاله، وكان الناصر يعيش في الدمام مع والده التاجر القادم من قرى الباحة، ولكن والده انكسر تجارياً فعاد مكتئباً إلى الباحة، وكانت عودته وترك ابنه وحيداً لإكمال دراسته نقطة تحول أساسية في حياة الابن الذي كان يحصد أعلى الدرجات بين أقرانه في دراسته المتوسطة ما يؤهله للدراسة الثانوية والجامعية والحصول على أعلى الشهادات، ولكنه اضطر للاكتفاء بالمرحلة المتوسطة والالتحاق بمعهد المعلمين لمدة ثلاث سنوات ليتخرج منه معلماً فاعتبر ما تحقق له نصف
أحلامه أو أقل!
و(نصف الأحلام) يقدم لقارئه صوراً لطيفة لحياة الناس البسطاء، ومن ذلك أن طلاب القرى وهم من الفقراء المعدمين كانوا إذا نزلوا المدن كالطائف وغيرها سكنوا في بداية الأمر في المقاهي ثم استأجروا منزلاً شعبياً بإيجار قد لا يصل إلى مائتي ريال في العام الواحد، ولكنه مبلغ لا يطيقونه مجتمعين لفقرهم واعتمادهم على أنفسهم، فكانوا يجمعونه عن طريق قيامهم بنشاط بسيط مثل بيع البليلة أو البرشومي على المارة بقروش معدنية، وإذا حان موعد سداد الإيجار جاؤوا بكيس قماش به عملة معدنية تعادل المبلغ المطلوب وقدموه للمالك الذي يصيح فيهم قائلاً: ما هذا أنتم شحاذين أم مستأجرين؟ وذلك ما خطر بباله عندما رأى كومة النقود المعدنية، ويعلّق المؤلف على هذه الصورة بقوله «في هذه الأيام نجد رجالاً مقتدرين يماطلون ويتهربون من دفع إيجار المساكن.. وأولئك الصغار في أجسامهم الكبار بعقولهم يكدون قبل نصف قرن ليؤدوا ما عليهم من حقوق للآخرين فأين هؤلاءالمماطلون من أولئك الصغار الأمناء الصادقين!».
ويجد قارئ نصف الأحلام رصداً للحياة الاجتماعية والتعليمية والإدارية والفنية والثقافية في كل من المنطقة الشرقية والطائف والباحة وما حولها، وما حصل فيها من تطورات وتغيرات عبر عقود خمسة مرت كالبرق الخاطف.
وبالنسبة لحياته الكشفية فقد سمحت له بزيارة العديد من الدول العربية والآسيوية والغربية مثل إسبانيا والبرتغال وجورجيا وسيرلانكا وتركيا إضافة لدول مجلس التعاون ومصر وتونس والمغرب واليمن، ولديه ذكريات ومواقف عن رحلاته تلك سجلها ويأمل أن ترى النور في كتاب مطبوع قبل الرحلة الأخيرة!.
أحلامه أو أقل!
و(نصف الأحلام) يقدم لقارئه صوراً لطيفة لحياة الناس البسطاء، ومن ذلك أن طلاب القرى وهم من الفقراء المعدمين كانوا إذا نزلوا المدن كالطائف وغيرها سكنوا في بداية الأمر في المقاهي ثم استأجروا منزلاً شعبياً بإيجار قد لا يصل إلى مائتي ريال في العام الواحد، ولكنه مبلغ لا يطيقونه مجتمعين لفقرهم واعتمادهم على أنفسهم، فكانوا يجمعونه عن طريق قيامهم بنشاط بسيط مثل بيع البليلة أو البرشومي على المارة بقروش معدنية، وإذا حان موعد سداد الإيجار جاؤوا بكيس قماش به عملة معدنية تعادل المبلغ المطلوب وقدموه للمالك الذي يصيح فيهم قائلاً: ما هذا أنتم شحاذين أم مستأجرين؟ وذلك ما خطر بباله عندما رأى كومة النقود المعدنية، ويعلّق المؤلف على هذه الصورة بقوله «في هذه الأيام نجد رجالاً مقتدرين يماطلون ويتهربون من دفع إيجار المساكن.. وأولئك الصغار في أجسامهم الكبار بعقولهم يكدون قبل نصف قرن ليؤدوا ما عليهم من حقوق للآخرين فأين هؤلاءالمماطلون من أولئك الصغار الأمناء الصادقين!».
ويجد قارئ نصف الأحلام رصداً للحياة الاجتماعية والتعليمية والإدارية والفنية والثقافية في كل من المنطقة الشرقية والطائف والباحة وما حولها، وما حصل فيها من تطورات وتغيرات عبر عقود خمسة مرت كالبرق الخاطف.
وبالنسبة لحياته الكشفية فقد سمحت له بزيارة العديد من الدول العربية والآسيوية والغربية مثل إسبانيا والبرتغال وجورجيا وسيرلانكا وتركيا إضافة لدول مجلس التعاون ومصر وتونس والمغرب واليمن، ولديه ذكريات ومواقف عن رحلاته تلك سجلها ويأمل أن ترى النور في كتاب مطبوع قبل الرحلة الأخيرة!.