الأستاذ المطوع
ولكم الرأي
الأحد / 08 / شوال / 1438 هـ الاحد 02 يوليو 2017 01:58
سعيد السريحي
قليل هم أولئك الأساتذة الذين يتمكنون من التأثير في تلاميذهم تأثيرا يصبحون معه هم القادرون على رسم خارطة مستقبلهم وتحديد اتجاهاتهم المستقبلية، ومن أولئك الأساتذة القليلين الأستاذ صالح العبدالله المطوع الذي انتقل إلى رحمة الله خامس أيام العيد بعد حياة تخرجت على يده خلالها أجيال من التلاميذ الذين لا يزالون كلما اجتمعوا تذكروه بالخير وسألوا الله له في حياته الصحة والعافية، وسألوا الله له بعد وفاته الثواب على ما علمه إياهم من علم وما رباهم عليه من خلق.
ومن فضل الله عليّ أن تتلمذت على يد هذا الأستاذ الجليل الذي لم يعلمني اللغة العربية فحسب وإنما حببني فيها كذلك، فاجتمع لي بذلك ما جعل مستقبلي العلمي والعملي مرتبطا بالعربية، ومن حسن إدارة المدرسة التي كنا ندرس فيها، وربما من حب ذلك الأستاذ لتلاميذه، أنه كان ينتقل معنا سنة إثر سنة، وبتعبيره الذي كان يمازحنا به (نجحوني معاكم)، وبذلك تولى تعلمينا اللغة العربية بكافة موادها في السنوات الثلاثة للمرحلة المتوسطة وهي السنوات الأشد تأثيرا والأعمق أثرا في حياة التلاميذ.
وإذا لم يكن المقام والمقال يتسع لسرد كثير من المواقف الجليلة لذلك الأستاذ فإن حسبي منها أن أشير لموقف واحد، وذلك حين قررت إدارة المدرسة تقديم دروس خاصة إضافية لتقوية الطلاب في بعض المواد، وكانت تلك الدروس بمبلغ رمزي لا يتجاوز عشر ريالات في الشهر، امتنع الأستاذ صالح عن إعطاء تلك الدروس مؤكدا أن الحصص الأساسية لكل مادة كفيلة وكافية كي يدرس الطلاب تلك المواد، غير أنه حين علم أن بعض طلابه التحقوا بفصول التقوية عند أساتذة آخرين كانوا يدرسون اللغة العربية لفصول أخرى تراجع عن رفضه ووافق على تقديم دروس التقوية التي كانت تعقد عصرا في المدرسة بشرط واحد وهو أن تكون تلك الدروس التي يقدمها مجانية لا يدفع الطلاب من أجلها أي مبلغ حتى لو كان مبلغا رمزيا لا يتجاوز عشر ريالات في الشهر.
أتذكره حين تفاجأ بحرصي على حضور دروس التقوية مؤكدا لي أنني لست بحاجة إليها، وأتذكرني أقول له متلعثما إنني أحب أن أصغي إليه وهو يتحدث باللغة العربية.
رحم الله الأستاذ صالح المطوع ذلك الرجل الذي عقد بيني وبين العربية وصلا لم تزده الأيام إلا قوة، ولا التجارب إلا إبراما، وتكسرت من دونه كل المغريات التي كانت تغري بتخصصات قد تكون أكثر نفعا أو أقل معاناة ومشقة.
ومن فضل الله عليّ أن تتلمذت على يد هذا الأستاذ الجليل الذي لم يعلمني اللغة العربية فحسب وإنما حببني فيها كذلك، فاجتمع لي بذلك ما جعل مستقبلي العلمي والعملي مرتبطا بالعربية، ومن حسن إدارة المدرسة التي كنا ندرس فيها، وربما من حب ذلك الأستاذ لتلاميذه، أنه كان ينتقل معنا سنة إثر سنة، وبتعبيره الذي كان يمازحنا به (نجحوني معاكم)، وبذلك تولى تعلمينا اللغة العربية بكافة موادها في السنوات الثلاثة للمرحلة المتوسطة وهي السنوات الأشد تأثيرا والأعمق أثرا في حياة التلاميذ.
وإذا لم يكن المقام والمقال يتسع لسرد كثير من المواقف الجليلة لذلك الأستاذ فإن حسبي منها أن أشير لموقف واحد، وذلك حين قررت إدارة المدرسة تقديم دروس خاصة إضافية لتقوية الطلاب في بعض المواد، وكانت تلك الدروس بمبلغ رمزي لا يتجاوز عشر ريالات في الشهر، امتنع الأستاذ صالح عن إعطاء تلك الدروس مؤكدا أن الحصص الأساسية لكل مادة كفيلة وكافية كي يدرس الطلاب تلك المواد، غير أنه حين علم أن بعض طلابه التحقوا بفصول التقوية عند أساتذة آخرين كانوا يدرسون اللغة العربية لفصول أخرى تراجع عن رفضه ووافق على تقديم دروس التقوية التي كانت تعقد عصرا في المدرسة بشرط واحد وهو أن تكون تلك الدروس التي يقدمها مجانية لا يدفع الطلاب من أجلها أي مبلغ حتى لو كان مبلغا رمزيا لا يتجاوز عشر ريالات في الشهر.
أتذكره حين تفاجأ بحرصي على حضور دروس التقوية مؤكدا لي أنني لست بحاجة إليها، وأتذكرني أقول له متلعثما إنني أحب أن أصغي إليه وهو يتحدث باللغة العربية.
رحم الله الأستاذ صالح المطوع ذلك الرجل الذي عقد بيني وبين العربية وصلا لم تزده الأيام إلا قوة، ولا التجارب إلا إبراما، وتكسرت من دونه كل المغريات التي كانت تغري بتخصصات قد تكون أكثر نفعا أو أقل معاناة ومشقة.