محطة أخيرة

«ديجافو».. هل شعرت بهذا الموقف من قبل ؟

حسام الشيخ (جدة)

hussamalshikh@

تمر أحيانا بموقف، يساورك شك بأن هذا المشهد بتفاصيله يتكرر، لدرجة تصبح فيها متأكدا أنه قد مر بك من قبل، ما يضعك في حيرة، تتساءل: هل ما أراه الآن حقيقي، أم أنه تداعيات حكاية قديمة استدعتها الذاكرة، فتجسدت موقفا، مجرد خيال لا أكثر؟ فيما يشعر عقلك أن الموقف ذاته مألوف له. لا تقلق.. فعدد كبير من الناس يشاطرك هذه الظاهرة، التي يطلق عليها العلماء ظاهرة «ديجافو»، وهي كلمة فرنسية الأصل تعني استباق الرؤية.

ورغم انتشار «ديجافو»، إلا أن الدراسات لم توضح نسبتها بين الناس حتى الآن. فإذا شككت بأن لديك «ديجافو» يعني أنك بحاجة إلى ملاحظتها من أسبوعين إلى أشهر عدة، وإذا حدثت بشكل متكرر، فعليك الخضوع لفحص إكلينيكي لقياس النشاط الكهربائي الزائد في الفص الصدغي في المخ، وفي حال زيادتها بشكل كبير، يوصف للمريض نوع من العلاج لمدة ستة أشهر.

ويعد الشباب أكثر الفئات تعرضا لهذه الظاهرة، إذ إنها تحدث لأول مرة في عمر ست سنوات، وصولا إلى عمر الـ10، وتزداد في عمر 20 إلى 25 عاما. ورغم ذلك لم يتوصل العلماء للأسباب الحقيقية لحدوث هذه الظاهرة، ولا توجد دراسات توضح صحة ذلك من عدمه. إلا أن أطباء علم النفس لم يستسلموا لهذه الظاهرة، فتوصلوا إلى أسباب عدة ونتائج تتلخص في: مرور الشخص بموقف مشابه، ما ينشط الذاكرة لاستعادة الموقف ذاته، فيشعر معه أنه مر به من قبل، خصوصا أن المخ لا يمسح أيا من الذكريات المخزنة بداخله، وبالتالي يتم انتقال الأحداث من العقل الواعي إلى العقل الباطن الذي يستدعي الموقف، مهما مرت السنين. فيما يعود السبب الثاني إلى المؤثرات والمشاعر التي تحتفظ ببعض التفاصيل، وتساعد على استدعائها من الماضي، بسبب القشرة المخية البصرية السريعة جدا في إرسال الإشارات إلى مركز الذاكرة، ما يؤدي إلى الشعور بأن هذا الموقف حقيقي، ويحدث الآن. فيما أرجع الاستنتاج الثالث حدوث «ديجافو» إلى زيادة حساسية إحدى الناقلات العصبية الموجودة في خلايا الفص الصدغي للمخ (الدوبامين). ما يحدث خللا في تفريغ الشحنات الكهربائية في المخ، ويربط النفسيون ذلك بنوع من الصرع يعرف بخلل في الناقلات العصبية والجهاز العصبي.