كتاب ومقالات

بقي علينا تقدير المخلص

بصوت القلم

محمد بن سليمان الأحيدب

وظيفيا نتجه في طريق صحيح نحو الحث على الإنتاج وتحسين الأداء الوظيفي وترسيخ النزاهة ومحاسبة المقصر، ومكافحة الفساد.

التوجه في هذا الصدد واضح للعيان ودلائل التطبيق ظهر بعضها والآخر في الطريق، وعلينا أن نسير في هذا الاتجاه بتسارع أكبر فالمرحلة تتطلب ذلك، وأن تصل متأخرا خير من أن لا تصل.

الأمر الذي يجب أن يسير موازيا لتوجه المحاسبة ومكافحة الفساد هو رصد الإنجازات الحقيقية ومعرفة أصحابها الفعليين ومكافأتهم في دوائرنا الحكومية، فمبدأ العقاب لا بد أن يصاحبه مبدأ الثواب، والتشهير بالفاسد يجب أن يواكبه إشهار الصالح.

أدعي أنني دققت النظر في موضوع الإنجازات والإبداعات في دوائرنا الحكومية وكتبت عنها كثيرا واستقبلت الشكاوى حولها، فوجدت أن جلها يدور حول سرقة المدير لإنجاز الموظف الصغير ونسبه لنفسه، أو عدم تقدير الموظف المخلص ومساواته بالموظف المتقاعس (من يعمل ومن لا يعمل سواء)، وبعض الشكاوى التي تلقيتها واطلعت على الأدلة عليها وأثرتها في حينه في أكثر من وسيلة إعلام بالكتابة في المقروء أو الحديث في المتلفز تتعلق بمشاركة الإداري في مكافأة الفني رغم عدم مشاركته في النجاح! وهذا وربي ظلم كبير فكيف يشارك من لم يعمل في حصة من عمل وتعب، ولعل أحد أو أوضح الأمثلة ما سبق أن تطرقت له في زمن مضى عن مشاركة رؤساء موظفي الجمارك في مكافأتهم نظير ضبط ممنوعات مع أن الجهد والنباهة للموظف ولا علاقة لرئيسه!، وأرجو أن يكون الوضع قد تغير اليوم، ويجب أن يتغير في كل ميدان.

علينا وبسرعة ترسيخ مبدأ الاحتفاء بكل من حقق نجاحا وإنجازا سواء كموظف في عمله أو كمواطن في مجتمعه أو كمقيم في وطنه الثاني، وأن نجزل لهم العطاء ولا نبخسهم الثناء.