أخبار

سيناريو 'تنظيم الحمدين' يضع المنطقة لقمة سائغة في فم السلطان التركي والإمام الصفوي

من اليمين الإعلامي الإماراتي عبدالله رشيد مدير مكتب صحيفة جلف نيوز Gulf News في أبوظبي .. ومن اليسار الكاتب والإعلامي الإماراتي حمد بن سالمين السويدي ■ الكاتب والإعلامي الإماراتي حمد بن سالمين السويدي (غترة بيضاء)

جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@

هكذا تثبت قطر تورطها في دعم الإرهاب ونشر الفوضى في منطقة الشرق الأوسط، وتمويل الجماعات الإرهابية، واحتضان الإرهابيين من الإخوان وغيرهم، إلى توفير منصات ووسائل إعلامية قطرية تطل منها قادة "القاعدة" و"داعش".

وتبين مدى خطورة "تنظيم الحمدين"، والذي جعل الإرهاب والتدخل في الشأن الداخلي من الحقوق والحريات، إلى غير ذلك من الشعارات الزائفة التي أشعلت المنطقة وأطالت أمد الحروب والصراعات، كل ذلك كان لمخطط الهيمنة والتقسيم بنكهة الإسلام السياسي بنسختيه التركية والفارسية.

في هذا الصدد، يقول الإعلامي الإماراتي عبدالله رشيد مدير مكتب صحيفة غلف نيوز Gulf News في أبوظبي، لـ"عكاظ": ربما اعتقدت قطر في بداية الأزمة أنها "سحابة صيف" سوف تنقشع مع الابتسامات الخبيثة و"حب الخشوم"! كما حدث في المرات السابقة، ولكنها تناست أن هذه الأمور هي خطوط حمراء لا يمكن التلاعب بها.

وفي البداية أيضا لا بد من القول إن جميع المطالب التي تقدمت بها الدول الأربع هي مطالب دولية وإقليمية ملزمة لجميع دول العالم ولا دخل لها بسيادة تلك الدول.

إن المستفيد الأكبر من السياسة القطرية الحمقاء هي إيران وإسرائيل بالدرجة الأولى، وكذلك تركيا التي يراودها حلم إعادة إحياء الإمبراطورية العثمانية.

إيران وإسرائيل تعملان معا وبتنسيق كامل لإيجاد موطىئ قدم لهما بالمنطقة أولاً، وتفتيتها ثانيا، والوصول إلى منابع ثرواتها ثالثا.. ولو استمرت قطر في سياستها الحمقاء فإنها ستحقق لأعداء هذه الأمة ما عجزت هي عن تحقيقه لعقود طويلة من الزمن.

لقد كشفت كل الأدلة والبراهين أن قطر تلاعبت بالتحالف العربي الذي يقاتل إرهاب الحوثيين في اليمن، ففي الوقت الذي كان فيه التحالف يقاتل ويقدم الشهداء لإعادة الشرعية لهذا الجزء العزيز على قلوبنا من شبه الجزيرة العربية، كانت قطر تقيم قنوات اتصال مع الحوثيين، بل وتغض الطرف عن تهريب الأسلحة لهم!

ولم تستطع قطر أن تنكر هذا الأمر المريب والموقف الغريب الذي ضرب التحالف في مقتل!

المشكلة التي وجدت قطر نفسها فيها اليوم تكمن في التناقض الكبير في مواقف وتصريحات المسؤولين القطريين، فما صرح به وزير الخارجية القطري في إحدى العواصم الأوروبية يتعارض ويتناقض تماما مع ما يصرح به في الدوحة أو مع أي وسيلة إعلامية عربية، حتى بات قادة دول العالم في حيرة من أمرهم من حقيقة الموقف القطري الرسمي!

من جهته، قال الكاتب والإعلامي الإماراتي حمد بن سالمين السويدي لـ"عكاظ": إنه من المؤسف والمؤلم جدا أن تكون دولة خليجية شقيقة تلعب دور المخرب في الوطن العربي، وتكون عاملا لزعزعة الاستقرار في المنطقة، فالأموال التي أهدرتها قطر في تمويل الجماعات الإرهابية كان الأولى أن تصب في صالح المواطن القطري والحفاظ على هذه الثروة للأجيال القطرية المقبلة، فهي أمانة لدى الحكومة وليست أموالاً شخصية.

وأضاف: لا شك أن النظام القطري حاك الدسائس ضد الأمة العربية، وخصوصا ضد اكبر بلديين عربيين هما مصر والسعودية، وإن التسجيلات التي فضحت حكام قطر مع ديكتاتور ليبيا معمر القذافي والتآمر ضد بلاد الحرمين أكبر عار على رموز النظام القطري المريض.

وأكد أن النظامين الإيراني والتركي وجدا في النظام القطري سبيلهما لضرب مصالح الوطن العربي وإثارة الفوضى لمد نفوذهما في المنطقة.

وقال إن استمرار العبث القطري في الوطن العربي سيكون المستفيد الأول منه النظام الايراني ليتغلغل في البلاد العربية ويمزق النسيج الاجتماعي، ويخلق جماعات موالية لنظام الملالي، وكذلك الأمر بالنسبة لتركيا التي تسعى أيضا للهيمنة على المصير المصري والمنطقة من خلال جماعة الإخوان المسلمين.

وتطرق إلى التناقض الواضح في دور قطر في التحالف العربي وتسببها بتأخير النصر على الانقلابيين في اليمن. وقال إن النظام القطري لم يكن صادقا مع الأشقاء في دول الخليج، فهو أقرب للنظام الإيراني والانقلابيين الحوثيين فكريا؛ لتدمير بلد عربي مثل اليمن فهذا التناقض يكشف خيانة النظام القطري لإخواننا القطريين في المقام الأول ومن ثم للأشقاء الخليجيين، هذا الغدر يظهر استخفاف النظام القطري بالدم العربي من أجل أجندات شخصية ودول إقليمية مناوئة للعرب.

وقال إن النظام القطري يبدو أنه أساء تقدير الأمور ورد فعل كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ولهذا نرى التخبط في النظام القطري، واعترافهم بتمويل الإرهاب جاء ليؤكد لكل مواطن قطري أن يد نظامه ملوثة بالدماء العربية، كما يثبت لكل متابع بضرورة أن يكف النظام القطري عن السوء عن الوطن العربي أو أن يرحل من غير رجعة وتكون في الدوحة قيادة جديدة تخدم مصالح القطريين والخليجيين والعرب وتصلح ما أفسده النظام الحالي.