كتاب ومقالات

الإسلام والكعبة المشرفة

مع الفجر

عبدالله عمر خياط

.. في مجلد أنيق أصدر الأستاذ فاروق بن السيد محمد الحسيني كتابه «الإسلام والكعبة المشرفة»، الذي جاء مترجماً من الإنجليزية التي كان قد أصدره بها من قبل.

وقد اشتمل الكتاب على 20 فصلا عن الإسلام وتعاليمه وعن الحرمين الشريفين وكل ما يتعلق بالرسالة المحمدية على نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام.

وفي مستهل الكتاب بعنوان «هل الله موجود هنا؟» يقول المؤلف: «كان لي صديق آسيوي وكان يعمل هنا في السعودية حيث أقام عدة سنوات، وكان محظوظاً حيث سنحت له الفرصة كثيراً لزيارة مكة المكرمة، والصلاة في المسجد الحرام والطواف حول الكعبة المشرفة. أخبرني ذات مرة بأنه عندما كان جالساً أمام الكعبة المشرفة في إحدى زياراته متأملاً، جاء وجلس معه بعض من أهل بلاده، وسأله واحد منهم مفاجئاً: هل ربنا يقيم هنا داخل البيت، وهو يشير إلى الكعبة المشرفة بيت الله؟ هذا مثال لسذاجة بعض الناس وبخاصة المسلمين منهم الذين يعرفون قليلاً عن دينهم، وعن رموز هذا الدين، وعن واجباتهم فيه، وسبب سذاجة هذا السائل أنه لا يدري أن الخالق الأكبر الذي خلق الكون ومن فيه هل يمكن أن يحتويه هذا المكان المحدود، ولا يعرف أن الكون كله لا يمكنه أن يكفيه ويحتويه.

وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «تتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الأكلة على قصعتها، قالوا: أمِن قلة يومئذ يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: بل أنتم كثير، ولكن كثرتكم كغثاء السيل». أو كما قال صلى الله عليه وسلم، ولا يعرفون عن دينهم إلا القليل وهذا يكون سبباً في ضعفهم.

هذه القصة التي تنبئ عن الجهل أو قلة المعرفة بأعظم رمز في الإسلام الدافع لما كنت أنوي كتابته لشرح الإسلام وتعاليمه، وبخاصة لمثل هؤلاء المسلمين الذين لا يفقهون في دينهم إلا القليل، وكذلك لإيصال هذا الدين وتعاليمه لغير المسلمين لكي يتعرفوا على هذا الدين وتعاليمه وأحكامه. وإنني واثق من أن الملايين من البشر يتوقون لمعرفة ما هي الكعبة؟ وما سبب تعريفها بأنها بيت الله؟ ومتى بنيت؟ ومن بناها؟ وماذا داخلها؟ ولماذ بُنيت؟ وأسئلة أخرى كثيرة تدور في أذهان أولئك الملايين.

وقبل أن نتعرف على كيفية بناء الكعبة المشرفة أو بيت الله علينا أن نعرف ونؤمن بأن الله سبحانه وتعالى هو الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وليس كمثله شيء في الأرض ولا في السماء ولا يجب أن نقارنه بأي شيء، وهو الذي خلق الكون وما فيه، ولم يحده السمع والأبصار، ولكنه هو السميع البصير، ويعرف ما في نفوس عباده وأفكارهم وهو العليم الخبير، هو موجود في قلوبنا وأفكارنا ونفوسنا، هو موجود في كل مكان، هو موجود في ملكوته وفوق عرشه ولا تدركه الأبصار، ولكن تدركه القلوب التي في الصدور وتتناجى إليه».

.. كتاب متميز بما اشتمل عليه من العلم الذي قد لا يعلمه الكثير فجزى الله المؤلف خيراً وأحسن إليه بإهدائه لي الكتاب.

السطر الأخير:

أنا يا إلهي حائر فتولني ** ولأنت تهدي حيرة الحيران