شحاذ وقوي عين
عين الصواب
الجمعة / 13 / شوال / 1438 هـ الجمعة 07 يوليو 2017 00:27
أحمد عجب
كان فيه واحد يشوف كل يوم شحاذا جنب بيته ويعطيه 10 ريالات على مدار سنة، وفي أحد الأيام قام وأعطاه 7 ريالات فاستغرب الشحاذ لكنه استدرك قائلاً: المبلغ أقل إلا أنه أحسن من بلاش، وبعد شهر صار يعطيه خمسة ريالات فقط، فعصب الشحاذ وراح يسأل الرجل عن السبب فأجابه: في الأول كان أولادي صغارا والحال ميسورا، والحين بنتي الكبيرة دخلت الجامعة ومصاريفها كثيرة، ثم لحقها ولدي الثاني وقبل في الكلية وهكذا زادت المصاريف، فسأله الشحاذ: وكم عدد أولادك، فأجابه الرجل: أربعة، فقال له الشحاذ: وإن شاء الله ناوي تدرسهم كلهم على حسابي؟! هذه النكتة المعروفة لم تعد حالة شاذة، بل باتت واقعاً ملموساً نعيشه كل يوم؛ إذ أصبح من الطبيعي جداً أن يطل عليك فنان مشهور أو أحد نجوم مواقع التواصل أو رجل لا تدري كيف تسلط على رقم جوالك، فيشبعك بسيل من الرسائل والمناشدات للتبرع لأسرة فقيرة أو شخص مريض أو بناء جامع أو دعم مركز اجتماعي، والأغرب من ذلك أنك لو اعتذرت أو فكرت تتجاهل توسلاته المتلاحقة فإنك ستكون مرمى لسهام نقده وسخطه! قد أعذر على مضض ذلك الفقير الذي اضطر للشحاذة للوفاء باحتياجات عائلته أو سداد ديونه، ولكنني لا يمكن أبداً أن أعذر ذلك الشخص المليء حين يمتهن (الشحاذة) على الهواء وتحت مظلة فعل الخير، ولا أدري حقيقة ما الذي يحوجه لإراقة ماء وجهه وقد وهبه الله الصحة والشهرة، كان بإمكانه (إذا كانت نيته صافية) أن يمنح السائل المقسوم أو يعتذر منه، أما أن يجمع فواتير الكهرباء وصكوك الإعسار وينوب عنه في (الطرارة) على أبواب السوشل ميديا، فإن هذا الأمر يبعث للريبة من الناحيتين المدنية والأمنية ويحتاج إلى وقفة حازمة من قبل النيابة العامة.
كثيراً ما شنف آذاننا مثل هؤلاء الناس بعظم أجر التبرع للفقراء أو الفزعة لعتق رقاب الجناة أو مساعدة أسر السجناء، وهم يذكروننا في كل مرة بأن التقشف وبذل المال في الخير هو الملاذ الآمن لدار القرار، ثم ما نلبث أن نصدم بصورهم الحية وهم يقضون إجازاتهم السنوية بالخارج ويستعرضون بسياراتهم الفارهة أمام المقاهي الشهيرة في باريس ولندن! أحد هؤلاء الشحاذين، تطاول أخيراً على البنوك ورجال الأعمال والجمعيات الخيرية، متهماً إياها بعدم تقديم المساعدة أو عدم إيصالها لمستحقيها، كان يحاسبهم بكل ثقة وقوة عين، لدرجة أنه لم يلتمس العذر لهم حتى مع الأزمة الاقتصادية، وكأنه خسر صفقة كبيرة أو فاته عطاءً لا يفوت، ولم يتبق له سوى أن يطلب ممن يتصدقون عليه تقديم دفاتر الأستاذ أو اليومية لإثبات تعاملاتهم، قبل أن يجيبهم بكل بجاحة: وإن شاء الله ناوين تعوضون خسائركم على حسابي؟!
كثيراً ما شنف آذاننا مثل هؤلاء الناس بعظم أجر التبرع للفقراء أو الفزعة لعتق رقاب الجناة أو مساعدة أسر السجناء، وهم يذكروننا في كل مرة بأن التقشف وبذل المال في الخير هو الملاذ الآمن لدار القرار، ثم ما نلبث أن نصدم بصورهم الحية وهم يقضون إجازاتهم السنوية بالخارج ويستعرضون بسياراتهم الفارهة أمام المقاهي الشهيرة في باريس ولندن! أحد هؤلاء الشحاذين، تطاول أخيراً على البنوك ورجال الأعمال والجمعيات الخيرية، متهماً إياها بعدم تقديم المساعدة أو عدم إيصالها لمستحقيها، كان يحاسبهم بكل ثقة وقوة عين، لدرجة أنه لم يلتمس العذر لهم حتى مع الأزمة الاقتصادية، وكأنه خسر صفقة كبيرة أو فاته عطاءً لا يفوت، ولم يتبق له سوى أن يطلب ممن يتصدقون عليه تقديم دفاتر الأستاذ أو اليومية لإثبات تعاملاتهم، قبل أن يجيبهم بكل بجاحة: وإن شاء الله ناوين تعوضون خسائركم على حسابي؟!