أخبار

«العزم يجمعنا».. مع«Africa»

قمة سعودية - أفريقية.. بعد نجاح القمم العربية والإسلامية

فهيم الحامد (جدة)

FAhamid@

تنبهت السعودية إلى أهمية العمق الأفريقي وبدأت في نسج علاقاتها الإستراتيجية مع الدول الأفريقية رويدا رويدا، إلى أن وصلت هذه العلاقات إلى مرحلة الشراكة الإستراتيجية مع الدول الأفريقية؛ لأهميتها سياسيا واقتصاديا وأمنيا، فضلا عن منع التدخلات الإيرانية في الشأن الأفريقي بعد أن نجحت الرياض في قطع رأس الأفعى الإيرانية وميليشياتها في اليمن والبحرين.

وتوجت السعودية شراكتها الإستراتيجية مع الدول الأفريقية،عندما دعا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى عقد قمة سعودية أفريقية نهاية العام الحالي أو العام القادم في المملكة، إذ أكد وزير الخارجية عادل الجبير من أديس أبابا، إذ عقدت قمة الاتحاد الأفريقي، أن المملكة تولي اهتماما بالغا بالعلاقات مع الدول الأفريقية التي تمتدّ على مدى قرون، مشيرا إلى أن هناك روابط تجارية واستثمارية وتنموية بين السعودية والدول الأفريقية، لافتا إلى أن السعودية تتطلع لتعزيز هذه العلاقات من خلال قمة سعودية أفريقية دعا الملك سلمان لعقدها.

الدعوة السعودية لانعقاد القمة تأتي بالتزامن مع زيارة قام بها عادل الجبير إلى أديس أبابا، للمشاركة في القمة الأفريقية، إذ أجرى لقاءات ثنائية على هامش القمة الأفريقية، التي اختتمت بالتوافق على إصلاح منظمة الاتحاد الأفريقي، والعمل على إنهاء النزاعات في القارة السمراء التي لم تكن بعيدة عن صياغات ومفاهيم الإستراتيجيات السعودية، وذلك لما تحويه من ميزات متعددة، فرغم استعمارها عسكريا طوال قرون مضت، لا تزال تمتلك نفطا هائلا من شأنه تأمين الاحتياج العالمي المتصاعد من الطاقة، وكما هائلا من المعادن المستخدمة في الصناعات الإستراتيجية، ومجالا حيويا وإستراتيجيا مملوءاً بالمكتسبات في كل من المحيطين الهندي والأطلسي والبحر الأحمر، وكذلك سوقا استهلاكية كبيرة وأضحت في نظر الجميع صمام المستقبل للأمن الغذائي للعالم.

ووسط التمدد الدولي الحاصل نحو أفريقيا، تأتي السعودية لتُسجل شراكة إستراتيجية، ومع أفريقيا ومع انتشار الإرهاب الظلامي يتطلب التقارب أكثر مع الدول الأفريقية للجم الإرهاب واجتثاثه من جذوره، فضلا عن منع نشر الفكر الطائفي الذي تقوده إيران في هذه المنطقة الإستراتيجية المهمة، إذ تحاول إيران تصدير ثورتها الإسلامية ومذهبها الطائفي إلى القارة.

لقد شعرت السعودية بأهمية توسيع دائرة الإستراتيجية مع أفريقيا بعد معرفتها بمحدودية العلاقات الخليجية - الأفريقية، خصوصا أن أفريقيا لديها مساحات شاسعة من الأراضي صالحة للزراعة وتعتبر سلة غذائية عالمية للمنطقة.

وأخيرا، فإن التقارب السعودي - الأفريقي سيساهم في وضع إستراتيجية شاملة يكون هدفها الاستمرارية وعدم الاكتفاء بعقد المنتديات والمؤتمرات والورش المغلقة، بل وضع دول القارة بكامل قضاياها (سياسيا واقتصاديا واجتماعيا) على أجندة أولويات العمل السعودي - الأفريقي واحتضنت المملكة في نهاية مايو الماضي، القمة الأمريكية العربية الإسلامية التي شارك بها الرئيس الأمريكي ترمب وركزت على مكافحة الفكر المتطرف ووقف تمويل الإرهاب.