أخبار

الريامي لـ«عكاظ»: العودة للمعادلة الصفرية التي تسعى إليها الدوحة لن تقنع المنظومة الخليجية

رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» سامي الريامي.

جمال الدوبحي (كوالالمبور) dobahi@

قال رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» الكاتب الصحافي سامي الريامي لـ«عكاظ»: إن قطر برفضها قبول مطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب إنما أعادتنا إلى المربع الأول الذي فجر الأزمة وهي بالتالي أسهمت في إدخال منطقة الخليج والوطن العربي في نفق مظلم، دون حساب للعواقب، إذ إن دعم الدوحة للإرهاب والتطرف لا يحرق أصابعها فقط بل يؤجج النيران في المنطقة كلها، ويصرف حكوماتها عن الالتفات للتنمية ورفاهية شعوبها، علما بأن مكافحة التطرّف والإرهاب باتت من التحديات التي تواجه المنطقة والعالم، ولابد من الحسم في مكافحته وقطع سبل تمويله ودعمه.

وأضاف: إذا كانت الدوحة تسعى من خلال تبديد أموالها إلى البحث عن لعب دور مفقود يفوق بأضعاف كثيرة حجمها على الساحتين الإقليمية والدولية، فهي حسب قوانين الطبيعة والأعراف الدولية لن تشغل حيزا إلا بقدر حجمها، مهما عظمت ثروتها؛ لأن شروط ممارسة الدور تتعدى بكثير الغنى والفقر، كما أن سياسة التخريب ودعم المنظمات والأفراد الذين يعيثون في الأرض فسادا لن يجلب عليها إلا النقمة الدولية والدمار في النهاية.

وأكد رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» أن ما تقوم به قطر من سلوك طائش ومتهور بحجة ممارسة السيادة أمر يجانبه الصواب، لأن ممارسة السيادة لا تعني الإضرار بمصالح الآخرين.

وقال: "يعظم الأمر عندما يكون الآخرون، أهل وأنساب، أصحاب دين واحد ومصير واحد. وإن جميع دول الاتحاد الاوروبي، على سبيل المثال، تتفق مع ألمانيا داخل المنظومة الأوروبية، فكثير من الأعضاء يشعرون بأن برلين تتجاهل مصالحهم وتمارس عليهم دورا مهيمنا، فهل ذهبوا نتيجة لذلك نحو تخريب الاتحاد أو الاستعانة بالأعداء من أجل الحفاظ على مصالحهم؟ ليس هكذا تتصرف الدول العاقلة والحكومات الرشيدة، إذ إن مصالح المنظومة والتقيد بالسياسات المشتركة لدول الإقليم أهم من المصالح الضيقة للدول مهما كان شأنها".

وتابع الريامي حديثه قائلا: إن أفضل ما تكون عليه الاستعانة بالمنصات الإعلامية هو تسخيرها لخدمة أغراض التنمية ودعم قيم المحبة والتسامح بين الشعوب، ولكن عندما تسخر قطر قناة الجزيرة لخدمة أغراض الاٍرهاب ودعم أفكار التطرّف وإتاحة الفرصة لرواد هذا الفكر لاحتلال مساحة لشرح خططهم ومشاريعهم،على اعتبار أنهم نماذج مشرفة يمكنها قيادة الأمة نحو المستقبل، فهذا الأمر يحتاج إلى وقفة، وإلى مواجهة، إذ إن المنطقة غارقة في مشكلاتها ومثخنة بالجراح ولا تتحمل المزيد، من معاول الهدم التي يمثلها فكر هؤلاء الأقزام ضيقي الأفق".

وقال رئيس تحرير صحيفة «الإمارات اليوم» إن كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر تعي جيدا الأخطار التي يمثلها هذا النهج وهي لن تسمح بالمزيد من المغامرات القطرية، لكنها لن تُمارس ضد الدوحة نفس سياسة التهور، فهي دول ناضجة ووازنة وتعرف معنى أن تكون عضوا في الأسرة الدولية، والحكمة والالتزام هنا لا تعنيان الضعف، بل على العكس هي تملك الكثير من الخيارات أولها خيار المقاطعة الاقتصادية الشاملة وهو مجرب مع دول أعظم بكثير من قطر، وأجبرها على تغيير سياساتها والالتزام بما تتفق عليه المنظومة الدولية.

وأضاف الريامي: "إن العودة للمعادلة الصفرية وصيغة لا غالب ولا مغلوب التي تسعى إليها الدوحة لن تقنع المنظومة الخليجية، وهي بالتالي تسعى لدى المجموعة الدولية التي تعارض المسلك القطري إلى وضع نهاية للعبث والمهاترات التي تكاد تعصف بنا جميعا".