الرياضة والبنات و«سفاهة» الأطفال!
في قلب الهدف
الخميس / 19 / شوال / 1438 هـ الخميس 13 يوليو 2017 00:46
علي مكي
منذ شهرين، تنقص أو تزيد قليلاً، لم أكتب شيئاً هنا. ليس بفعل انتهاء الموسم الرياضي، وليس بسبب رمضان على أية حال. هكذا وجدتُ نفسي لا أريد الكتابة خاصة في شؤون الرياضة وكرة القدم والمنتخب الوطني والمسابقات المحلية وملاسنات الزملاء الفارغة في الفضاء وعلى الورق. يمدحون الصحافة الرياضية ويحسدونها على ارتفاع سقف الحرية عند الخوض في شؤونها إعلامياً، ويتمنون - طبعاً كُتاب الشأن العام - لو أنّ لديهم نصف هذا الارتفاع من السقف الكروي، لكنهم لو تمعنوا قليلاً لوجدوا أن معظم من يسكنون تحت هذه السماء المفتوحة هبطوا بسقفهم هذا إلى الأرض، عبر موجات من الضغينة والتعصب والأحادية والإقصاء والتهميش والتخوين، وصولاً إلى الاتهام باللاوطنية والوقوف مع الآخر ضد الوطن، تماماً كما فعل أحد (الأطفال) قبل أسبوعين ولا يزال مصراً على سفهه بالتعرض لملك كرة القدم السعودية والاستعلاء على رموز هذا النادي بكلام ظاهره التفخيم وباطنه الاستعلاء والإساءة، وضرب رجالات الملكي ببعضهم البعض كمن يحاول دقّ (إسفين) بينهم، ونسي أن الكبار يعرضون عن اللغو ويمرون به كراماً، أما التهم المتعجرفة التي تمس أمن الوطن وأمانه فهذه موكولة بها جهات، لا تفرق بين مواطن وأمير، أو بين طالب وأستاذ، وهي قادرة على الفصل والعقاب، لأن الوطن ورجاله ومواطنيه ومؤسساته النزيهة والشريفة فوق الجميع وستظلّ بيضاء لا سوءة فيها.
لهذا قررت أن يكون هذا المقال آخر عهد لي بالكتابة في الشأن الرياضي بصورة منتظمة، وأن أعود إلى الشأن العام، فعلى الرغم من عدم اتساع سقفه كما يدّعون، إلا أنه أكثر وقاراً وخلقاً وقيمة، فحتى لو اختلفت من خلال طرحك مع أحد المسؤولين، ولو كان وزيراً أو حتى أميراً، فإنه سيبقى اختلافاً حضارياً يتجاوز سقط الكلام وبذاءة اللفظ ودناءة الإسقاطات الرخيصة.
***
إذا كان هذا القرار قد أتى متأخراً فإنه يبقى قراراً مهماً عندما أقرت وزارة التعليم أخيراً تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات اعتباراً من العام الدراسي القادم. وأرجو، بهذه المناسبة، أن تقتدي الهيئة العامة للرياضة بوزارة التعليم، وتقرر هي الأخرى تخصيص جزء من مدرجات ملاعبنا للنساء أو العائلات، في كرة القدم وفي بعض الألعاب والمنافسات المهمة، وخاصة التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية. أليس مخجلاً أن نرى نساءنا وفتياتنا يساندن فرقنا الوطنية في الخارج بكل ذوق واحترام فيما نحن نحرمهن من هذا الحق في بلدهن؟
Alimakki209@hotmail.com
لهذا قررت أن يكون هذا المقال آخر عهد لي بالكتابة في الشأن الرياضي بصورة منتظمة، وأن أعود إلى الشأن العام، فعلى الرغم من عدم اتساع سقفه كما يدّعون، إلا أنه أكثر وقاراً وخلقاً وقيمة، فحتى لو اختلفت من خلال طرحك مع أحد المسؤولين، ولو كان وزيراً أو حتى أميراً، فإنه سيبقى اختلافاً حضارياً يتجاوز سقط الكلام وبذاءة اللفظ ودناءة الإسقاطات الرخيصة.
***
إذا كان هذا القرار قد أتى متأخراً فإنه يبقى قراراً مهماً عندما أقرت وزارة التعليم أخيراً تطبيق برنامج التربية البدنية في مدارس البنات اعتباراً من العام الدراسي القادم. وأرجو، بهذه المناسبة، أن تقتدي الهيئة العامة للرياضة بوزارة التعليم، وتقرر هي الأخرى تخصيص جزء من مدرجات ملاعبنا للنساء أو العائلات، في كرة القدم وفي بعض الألعاب والمنافسات المهمة، وخاصة التي تشارك فيها منتخباتنا الوطنية. أليس مخجلاً أن نرى نساءنا وفتياتنا يساندن فرقنا الوطنية في الخارج بكل ذوق واحترام فيما نحن نحرمهن من هذا الحق في بلدهن؟
Alimakki209@hotmail.com