طبطبة
الخميس / 19 / شوال / 1438 هـ الخميس 13 يوليو 2017 00:47
طارق فدعق
معاني هذه الكلمة متعددة، وأكثرها تحوم حول الاسترضاء وأخذ الخاطر.. ولكنني سأبدأ بأحد جوانبها غير المتوقعة. وتحديدا فهي أساسية في عالم الحبحب: معظمنا لا يقدر الروائع الكبيرة والكثيرة في نعمة البطيخ. وهناك عشرات الأنواع من البطيخ بأحجام، وأشكال، وألوان لا تخطر على البال. ويستهلك العالم أكثر من مئة مليون طن سنويا تنتج الصين نحو 70% منها. وهي حقا من النعم الرائعة التي لا نعطيها حقها الكامل من التقدير. ولنبدأ بحجمها الضخم الفريد، وشكلها الجميل وبالذات عندما يظهر لونها الأحمر المليء بالحياة بداخل غلافها الأخضر المميز، وبرائحتها الجميلة، وحتى الصوت الذي تصدره عندما نسعد بأكلها، وكأنها تستعرض قدراتها لاستيعاب نسبة هائلة من الطيبات في بيئة مائية نظيفة.
وهذه النعمة غنية جدا بالفيتامينات والمعادن الضرورية للعديد من الأجهزة المختلفة بداخلنا، من الدورة الدموية، والجهاز الهضمي، والكلى، والخلايا العصبية، والعضلات المختلفة، وغيرها. ونظرا لكونها غنية بالألياف، ولكونها تتكون من أكثر من 90% من الماء، فهي من أفضل وسائل حفظ السوائل بداخل أجسامنا، وخصوصا خلال مراحل فقدان المياه منها مثل ساعات الصيام، وخلال فترات الحر الشديد، أو الرياضة. ومن روائع تلك النعمة أيضا أنها تنتج في بلادنا فتشعر بخيرات الوطن وأنت تحملها بتراب مصدرها الغالية علينا.. من وادي فاطمة، أو وادي الدواسر، أو حائل، أو الخرج، والأحساء.. كلها تأتي بترابها الغني حتى ولو كانت رشة صغيرة على سطح البطيخة. وعلاقة كل هذا بالطبطبة؟ إن من أساسيات وأصول اختيار الحبحب هو الدق بكف اليد على سطحها للبحث عن «رنّة» مميزة تعلن عن روعة ما بداخل البطيخة. وهي تنتج عن الموجات التي تحملها المياه بداخلها والتي ترفع كثافتها ويعكسها الرنين الرائع الذي يعلن عن حلاوتها.
والآن ننتقل إلى عالم آخر بعيدا عن البطيخ، وهو عالم الاسترضاء السياسي. وربما أفضل الأمثلة التاريخية كانت في أوروبا في عشية الحرب العالمية الثانية.. طبطبة من نوع آخر: في عام 1938 قام رئيس وزراء بريطانيا «نيفيل تشامبرلين» بزيارة رسمية للقائد النازي «أدولف هتلر» في المدينة الألمانية «ميونيخ». وكان هدف الزيارة هو ضمان السلام للقارة الأوروبية. وحرص البريطاني على استرضاء هتلر بكل ما عنده من أساليب: هل تود أن نوقع معاهدة سلام بين بريطانيا وألمانيا؟ عادي.. تريد «مرمشة» تشيكوسلوفاكيا؟ عادي.. تريد «لهط» النمسا وجعلها من أجزاء الإمبراطورية النازية؟ براحتك... تريد أن لا تتدخل بريطانيا في الحرب الأهلية الشعواء بين اليمين المتطرف واليسار في إسبانيا؟ ماشي.. تريد مخالفة ما جاء في اتفاقية فرساي في ما يتعلق بالحد من التسلح؟ عادي جدا.. تأمر أمر.. كل هذا كان لأجل استرضاء هتلر لضمان «السلام».. يا سلام.. وبعد كل هذه الطبطبة.. وكل هذا الاسترضاء، احتل هتلر بولندا، ثم فرنسا واستمر في إشعال الحرب العالمية التي ذهب ضحيتها نحو 80 مليون إنسان ومعظمهم من المدنيين.
أمنيــــــة
لا نحتاج أن نبحث عن نتائج الطبطبة لأنها أمامنا في العديد من الأماكن بأشكالها وألوانها المختلفة. ومن المحزن أن نتائجها السلبية تطل علينا من زوايا ومحاور مختلفة.. وبالذات في السياسة الخارجية للعديد من الدول التي تحسب نفسها قوية وداعمة للسلام.. يا سلام. أتمنى أن نتذكر أن الطبطبة مضمونة في الحبحب فقط.. وأما عند البشر فالله أعلم، وهو من وراء القصد.
وهذه النعمة غنية جدا بالفيتامينات والمعادن الضرورية للعديد من الأجهزة المختلفة بداخلنا، من الدورة الدموية، والجهاز الهضمي، والكلى، والخلايا العصبية، والعضلات المختلفة، وغيرها. ونظرا لكونها غنية بالألياف، ولكونها تتكون من أكثر من 90% من الماء، فهي من أفضل وسائل حفظ السوائل بداخل أجسامنا، وخصوصا خلال مراحل فقدان المياه منها مثل ساعات الصيام، وخلال فترات الحر الشديد، أو الرياضة. ومن روائع تلك النعمة أيضا أنها تنتج في بلادنا فتشعر بخيرات الوطن وأنت تحملها بتراب مصدرها الغالية علينا.. من وادي فاطمة، أو وادي الدواسر، أو حائل، أو الخرج، والأحساء.. كلها تأتي بترابها الغني حتى ولو كانت رشة صغيرة على سطح البطيخة. وعلاقة كل هذا بالطبطبة؟ إن من أساسيات وأصول اختيار الحبحب هو الدق بكف اليد على سطحها للبحث عن «رنّة» مميزة تعلن عن روعة ما بداخل البطيخة. وهي تنتج عن الموجات التي تحملها المياه بداخلها والتي ترفع كثافتها ويعكسها الرنين الرائع الذي يعلن عن حلاوتها.
والآن ننتقل إلى عالم آخر بعيدا عن البطيخ، وهو عالم الاسترضاء السياسي. وربما أفضل الأمثلة التاريخية كانت في أوروبا في عشية الحرب العالمية الثانية.. طبطبة من نوع آخر: في عام 1938 قام رئيس وزراء بريطانيا «نيفيل تشامبرلين» بزيارة رسمية للقائد النازي «أدولف هتلر» في المدينة الألمانية «ميونيخ». وكان هدف الزيارة هو ضمان السلام للقارة الأوروبية. وحرص البريطاني على استرضاء هتلر بكل ما عنده من أساليب: هل تود أن نوقع معاهدة سلام بين بريطانيا وألمانيا؟ عادي.. تريد «مرمشة» تشيكوسلوفاكيا؟ عادي.. تريد «لهط» النمسا وجعلها من أجزاء الإمبراطورية النازية؟ براحتك... تريد أن لا تتدخل بريطانيا في الحرب الأهلية الشعواء بين اليمين المتطرف واليسار في إسبانيا؟ ماشي.. تريد مخالفة ما جاء في اتفاقية فرساي في ما يتعلق بالحد من التسلح؟ عادي جدا.. تأمر أمر.. كل هذا كان لأجل استرضاء هتلر لضمان «السلام».. يا سلام.. وبعد كل هذه الطبطبة.. وكل هذا الاسترضاء، احتل هتلر بولندا، ثم فرنسا واستمر في إشعال الحرب العالمية التي ذهب ضحيتها نحو 80 مليون إنسان ومعظمهم من المدنيين.
أمنيــــــة
لا نحتاج أن نبحث عن نتائج الطبطبة لأنها أمامنا في العديد من الأماكن بأشكالها وألوانها المختلفة. ومن المحزن أن نتائجها السلبية تطل علينا من زوايا ومحاور مختلفة.. وبالذات في السياسة الخارجية للعديد من الدول التي تحسب نفسها قوية وداعمة للسلام.. يا سلام. أتمنى أن نتذكر أن الطبطبة مضمونة في الحبحب فقط.. وأما عند البشر فالله أعلم، وهو من وراء القصد.