الوطن والمواطن والوطنية
عين الشمس
الجمعة / 20 / شوال / 1438 هـ الجمعة 14 يوليو 2017 01:40
عبدالعزيز معتوق حسنين
يمكن للمواطن أن يكون مسؤولا عن وطنه بطموحه وسعيه وجديته، وأن يقدم لبلده قبل أن يطلب منه. ولا بد من تأسيس هذا المبدأ في نفوس الأجيال الشابة، وأن تحدد هذه الأجيال أهدافها مبكرا كي لا تضيع طاقاتها بانتظار الفرص. فعلى كل مواطن في هذه البلاد الطيبة مسؤولية لوطنه. لا يمكن للوطن أن ينهض دون مواطن قوي وصاحب رؤية ومشروع وهدف، تعاونا لتحقيق رؤية 2030. مواطن مدرك لوطنيته ومتمسك بها يشعر بعمق انتمائه لوطنه. مهما بذل الوطن من الجهود لتحسين مستواه المجتمعي فلن ينجح بذلك دون مواطنين يشعرون بانتماء قوي له، ليس عبر التعصب أو الإقليمية أو العشائرية، بل عبر تطوير الذات والقدرات لخدمة الأهداف العليا للمجتمع وللوطن، وهذا مستحيل التحقق دون مواطنين تقوم رؤيتهم في الحياة على النهوض بوطنهم. كما ينبغي أن يكون المسؤولون شديدي الحرص على المقومات الفكرية والثقافية للمواطن، تماما كحرصهم على ما يأكل وما يلبس المواطن؛ لأن الثقافة والأفكار يتحولان إلى نهج حياة. قبل ثلاثة عقود من الزمن عندما بدأت السكن في بيتي كان الحي خاليا من الإضاءة في الشوارع التي كانت جميعها غير مسفلتة والمنازل كلها تعتمد على البيارات التي تمتلئ وتنشر في الحي رائحة كريهة عند تفريغها مما يضر الصحة بين السكان. كمواطن ليس لي منصب ولا مال ولا جاه أخذت على عاتقي ألا أرضى بوضع الحي الذي أسكنه أنا وعائلتي وجيراني فبدأت بموضوع الصرف الصحي وخاطبت رسميا رئيس مصلحة الصرف الصحي آنذاك بطلب إيصال بيتي بالصرف الصحي. واستمررت في السعي والعمل بمفردي حتى تم ولله الحمد ومن ثم السفلتة ثم إنارة الحي. واليوم الحي كله مضاء والشوارع مسفلتة والمنازل في الحي معظمها موصولة بالصرف الصحي بسبب تعاون وتجاوب المسؤولين على تلبية متطلبات وراحة المواطن بتوجيه من أولي الأمر الذين لم يضنوا على هذا الوطن بالغالي وكل نفيس من خيرات وتوجيهات نبراسا يهدينا في دروب هذه الحياة إلى طريق النور والمعرفة. ويبدو أن هذا العصر هو عصر الشباب ليتوافق مع مستوى التحديات مما يجعلنا في حالة تسابق مع ما يستطيع الشباب أن يقدموا كراحلة فقد ورد لفظ الرواحل في قوله صلى الله عليه وسلم: «الناس كإبل مئة لا تجد فيها راحلة» والراحلة هو المواطن النشط الحي القوي الذي يأخذ على عاتقه المسؤولية ويعمل وفق طاقاته وإمكاناته في سبيل إحياء وطنه، ذلك المواطن الشاب الذي يجعل الفكرة همه وينطلق في سبيلها، الذي إن لم تكن لديه الوسائل الفعالة سعى في إيجادها تحديا حتى ولو كان أمرا مستحيلا، لذا تقع على المواطن مسؤولية كبيرة، تتمثل في أن يتوقف عن مطالبته وفق قول جون كيندي كلمة اليوم يرددها الكثير عن أهمية المواطن تجاه وطنه قال: لكل فعل نقوم به مخاطر وتكلفة يجب أن نواجهها، لكنها لا تقارن بالمخاطر أو التكلفة التي قد تواجهنا مستقبلا نتيجة للكسل والخمول وعدم العمل من المواطن. وقال: لا تسألوا ماذا تفعل لكم أمريكا بل اسألوا ماذا أنتم تفعلون لأمريكا. وقـال الـمؤسس (طيب الله ثراه): الحزم أبو العزم أبو اللزم أبو الظفرات. فخير خلف في خير سلف في خير حفيد.
للتواصل (فاكس 0126721108)
للتواصل (فاكس 0126721108)