العواد وعصا التغيير السحرية
الأربعاء / 03 / ذو القعدة / 1438 هـ الأربعاء 26 يوليو 2017 01:13
هاني الظاهري
Hani_Dh@
الأخبار التي تشير إلى تشكيل لجنة عليا برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لتطوير القنوات والإذاعات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية أخبار مبشرة وتعيد الأمل في إمكانية خروج المؤسسة الإعلامية الرسمية من غياهب الركود والعجز عن المنافسة الذي لازمها لسنوات منذ ظهور الفضائيات في تسعينات القرن الماضي.
طوال نحو عقدين من الزمن مر على وزارة الإعلام مسؤولون كثر رفعوا شعار التطوير والتغيير لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا الأهداف المأمولة، ولم يفلحوا في استثمار البنية التحتية الضخمة للمؤسسة الإعلامية الرسمية العريقة بشكل يدفعها للمنافسة على الحصة التي تستحقها من كعكة السوق الإعلامية في المنطقة العربية.. حدث ذلك لأن جميع من رفعوا شعار التطوير انشغلوا بمحاولة تطوير البيئة الإعلامية والكوادر المهنية وتوفير الدعم اللوجستي.. انشغلوا بكل ذلك عن أهم شيء كان ينبغي العمل فورا على تطويره وهو (المحتوى الإعلامي)، اعتقادا بأن المحتوى سيتطور آليا بمعالجة الأدوات والوسائل، وحل إشكاليات الموظفين، وهذا أمر ثبت أنه لا يعطي نتائج سريعة، وبالتالي لا يمكن أن يضع القنوات السعودية في مضمار المنافسة على مراكز متقدمة لأن رتم التطور في هذا المضمار أسرع مما نظن، فماهو اليوم عمل رائع ومطلوب سيصبح في الغد القريب مستهلكا ومتخلفا عن ركب المنافسة ولهذا بقينا طوال العقدين الماضيين نصل متأخرين عن غيرنا بفارق عامين إلى ثلاثة أعوام تقريبا، وهذا هو الفشل بعينه.
معظم الشركات العاملة في القطاع الإعلامي المحلي والإقليمي كانت ومازالت شركات طفيلية متخلفة لاتكاد تشم رائحة كلمة (تطوير) حتى تتسابق على تقديم العروض البائسة للمسؤولين.. عروض تطوير وتجهيز استديوهات.. عروض تدريب موظفين.. عروض إنتاج برامج ومسلسلات.. عروض تغيير الهوية البصرية.. وكل ذلك لا يخدم المؤسسة الإعلامية الرسمية بقدر ما يفرغ خزينتها لصالح تلك الشركات التي هي في الأساس متأخرة فنيا ومهنيا عن مضمار السباق الإعلامي الحقيقي على مستوى العالم.
اليوم تخسر مؤسسات الإعلام التلفزيوني لصالح إعلام الإنترنت، والمتوقع أن تختفي كثير من القنوات التلفزيونية الفضائية من الأقمار الصناعية خلال سنوات قليلة لتتحول إلى منصات بث إنترنتية، فالناس باتوا يشاهدون ما يحبون وفي الوقت الذي يريدون عبر شبكة الإنترنت بعد أن استبدلوا أجهزة التقاط الفضائيات بأجهزة الـ «كروم كاست»، وذلك يعني أن هناك عنصرين أساسيين يفترض أن يصبحا محورين للتطوير المنشود هما (المحتوى، وآلية الوصول إلى المشاهد) وما عداهما يمكن مناقشته خارج مضمار السباق الحقيقي.
معالي الوزير العواد يحمل حاليا عصا سحرية للتغيير والتطوير تتمثل في ثقة ولي الأمر به لتحقيق رؤية 2030، وهذه فرصة ذهبية لم يحظ بها من سبقوه.. بقي فقط أن يضرب بعصاه السحرية في الاتجاه الصحيح، ولا يلتفت لأكوام العروض المستهلكة التي تُرص الآن على مكتبه، والأهم من هذا كله أن يستخدم كلمة السر الاحترافية في عالم الإعلام العصري التي لم يعرف طريقة استخدامها من سبقوه وهي (السرعة).
c@news-sa.com
الأخبار التي تشير إلى تشكيل لجنة عليا برئاسة معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد لتطوير القنوات والإذاعات التابعة لهيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية أخبار مبشرة وتعيد الأمل في إمكانية خروج المؤسسة الإعلامية الرسمية من غياهب الركود والعجز عن المنافسة الذي لازمها لسنوات منذ ظهور الفضائيات في تسعينات القرن الماضي.
طوال نحو عقدين من الزمن مر على وزارة الإعلام مسؤولون كثر رفعوا شعار التطوير والتغيير لكنهم لم يستطيعوا أن يحققوا الأهداف المأمولة، ولم يفلحوا في استثمار البنية التحتية الضخمة للمؤسسة الإعلامية الرسمية العريقة بشكل يدفعها للمنافسة على الحصة التي تستحقها من كعكة السوق الإعلامية في المنطقة العربية.. حدث ذلك لأن جميع من رفعوا شعار التطوير انشغلوا بمحاولة تطوير البيئة الإعلامية والكوادر المهنية وتوفير الدعم اللوجستي.. انشغلوا بكل ذلك عن أهم شيء كان ينبغي العمل فورا على تطويره وهو (المحتوى الإعلامي)، اعتقادا بأن المحتوى سيتطور آليا بمعالجة الأدوات والوسائل، وحل إشكاليات الموظفين، وهذا أمر ثبت أنه لا يعطي نتائج سريعة، وبالتالي لا يمكن أن يضع القنوات السعودية في مضمار المنافسة على مراكز متقدمة لأن رتم التطور في هذا المضمار أسرع مما نظن، فماهو اليوم عمل رائع ومطلوب سيصبح في الغد القريب مستهلكا ومتخلفا عن ركب المنافسة ولهذا بقينا طوال العقدين الماضيين نصل متأخرين عن غيرنا بفارق عامين إلى ثلاثة أعوام تقريبا، وهذا هو الفشل بعينه.
معظم الشركات العاملة في القطاع الإعلامي المحلي والإقليمي كانت ومازالت شركات طفيلية متخلفة لاتكاد تشم رائحة كلمة (تطوير) حتى تتسابق على تقديم العروض البائسة للمسؤولين.. عروض تطوير وتجهيز استديوهات.. عروض تدريب موظفين.. عروض إنتاج برامج ومسلسلات.. عروض تغيير الهوية البصرية.. وكل ذلك لا يخدم المؤسسة الإعلامية الرسمية بقدر ما يفرغ خزينتها لصالح تلك الشركات التي هي في الأساس متأخرة فنيا ومهنيا عن مضمار السباق الإعلامي الحقيقي على مستوى العالم.
اليوم تخسر مؤسسات الإعلام التلفزيوني لصالح إعلام الإنترنت، والمتوقع أن تختفي كثير من القنوات التلفزيونية الفضائية من الأقمار الصناعية خلال سنوات قليلة لتتحول إلى منصات بث إنترنتية، فالناس باتوا يشاهدون ما يحبون وفي الوقت الذي يريدون عبر شبكة الإنترنت بعد أن استبدلوا أجهزة التقاط الفضائيات بأجهزة الـ «كروم كاست»، وذلك يعني أن هناك عنصرين أساسيين يفترض أن يصبحا محورين للتطوير المنشود هما (المحتوى، وآلية الوصول إلى المشاهد) وما عداهما يمكن مناقشته خارج مضمار السباق الحقيقي.
معالي الوزير العواد يحمل حاليا عصا سحرية للتغيير والتطوير تتمثل في ثقة ولي الأمر به لتحقيق رؤية 2030، وهذه فرصة ذهبية لم يحظ بها من سبقوه.. بقي فقط أن يضرب بعصاه السحرية في الاتجاه الصحيح، ولا يلتفت لأكوام العروض المستهلكة التي تُرص الآن على مكتبه، والأهم من هذا كله أن يستخدم كلمة السر الاحترافية في عالم الإعلام العصري التي لم يعرف طريقة استخدامها من سبقوه وهي (السرعة).
c@news-sa.com