كتاب ومقالات

حين يغضب «الأمريكي» على صديقته

ولكم الرأي

سعيد السريحي

الخبر الذي نشرته صحيفة المدينة يوم أمس يتحدث عن مقتل مبتعث سعودي وزميل له حرقا بسبب خلاف نشأ بين شاب أمريكي وصديقته (صديقة ذلك الشاب الأمريكي وليس صديقة الشاب المبتعث)، وفي التفاصيل أن خلافا نشب بين ذلك الشاب الأمريكي وصديقته التي تقطن شقة تقع أسفل شقة الشاب السعودي المبتعث، فعمد الشاب الأمريكي إلى إشعال النار في شقة صديقته والتي لم تكن موجودة أثناء ذلك، نجت تلك الصديقة من الحريق وراح ضحيته السعودي المبتعث وزميله اللذان يقطنان في الشقة التي تقع فوق شقة تلك الصديقة.

القصة حقيقية واقعية، والشاب المبتعث، رحمه الله، من أسرة معروفة تنتظر جثمانه كي تواريه الثرى، غير أن بإمكان هذه القصة أن تأخذ طابعا رمزيا يفسر أكثر الأحداث والحروب المأساوية التي شهدها العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية وبدء الحرب الباردة التي لا يعلم إلا الله متى سوف تنتهي.

القصة باختصار يمكن أن تفسر، على سبيل المثال، لنا كيف أن الخلاف بين أمريكا والصين حين اشتد أشعل حريقا راح ضحيته الفيتناميون، كما يمكن لها أن تفسر لنا كيف أن الخلاف بين أمريكا وصديقتها «اللدودة» روسيا أبقى الحريق مشتعلا في سورية ينضج على ناره آلاف السوريين يوميا، وكيف أن الخلاف نفسه كسر زجاجة يوغسلافيا فأصابت ضحاياها الأهالي هناك إصابات قاتلة وانتهت بيوغسلافيا التي قادت ذات حقبة سياسة عدم الانحياز إلى أن تصبح دويلات لا ثقل لها على الخارطة.

القصة الواقعية الحقيقية يمكن لها أن تكون قصة تكشف لنا عن وقائع وحقائق لحرائق استعرت في أرجاء العالم راحت ضحاياها شعوب بينما بقيت أمريكا وصديقاتها يتبادلون الأنخاب والاجتماعات لتعزيز المصالح المشتركة والاتفاق على حرائق وضحايا جدد.