كتاب ومقالات

الهلال والفيحاء وقراءة الفنجان

نبض الحروف

حسين الشريف

• في علم المستديرة هناك العديد من المسلمات المتعارف عليها في أي دوري بالعالم، وبالتالي لا بد أن نتفق عليها ولا نحاول المزايدة حتى نكون منطقيين وواعيين في طرحنا.

• من بين تلك المسلمات أن بطولة الدوري لا تأتي بالحظ، ولا بمحض الصدفة ولا تأتي بالتصريحات الإعلامية.

• فالدوري ذو خصوصية تختلف عن بطولات النفس القصير، مما يعني أن مهرها غالٍ ببذل الجهد والتخطيط والعمل الدؤوب ويظهر ذلك في فترات الإعداد التي تكشف مدى الاستعدادات الفنية والذهنية والبدنية، وبالتالي من الممكن أن تعرف بطل الدوري دون أن تقرأ الفنجان.

• عدا ذلك فإنها أمور هامشية لا علاقة لها ببطل الدوري، ومن يبحث في جعبة التحكيم أو لجان اتحاد الكرة خلافه فإنما يخادع جمهوره.. فمتى ما حققت معادلة الدوري فحتما ستكون بطلا بتوفيق الله لا محالة.

• لذا أنصح القائمين على الأندية أن يركزوا في إعداد أنديتهم قبيل بطولة الدوري حتى لا نسمع نفس الأسطوانات السابقة بأن التحكيم سلب البطولة أو اتحاد الكرة حابى فريقا معينا.. فمن يعمل ويجتهد فلا شك سينال مراده.

• وعندما نقيس كل ذلك على الأندية المحلية ومدى استعدادها للدوري فإنني ألمس تفاوتا كبيرا بين نادٍ وآخر.

• فالهلال -مثلا- يعد أكثر الأندية حرصا ورغبة كحامل للقب، إذ أظهر إصرارا كبيرا على استمرارية العمل باستقطابات مميزة لتضيف مزيدا من التوهج للفريق، وهذا هو «سر الهلال» دائما يستعد للموسم بشكل جيد.

• لذا أرشحه للمحافظة على الدوري مع تقديري واحترامي لكل المنافسين، فللأسف لم استشعر الاهتمام والرغبة بالتغيير باستثناء فريق الفيحاء الذي ربما يغير مفهوم القادمين من الخلف، فالعمل لديه ليس عمل فريق صاعد، وإنما فريق يريد أن يقول كلمته بالدوري، وأتوقع أن تكون على حساب أندية كبيرة.

• نأتي لوصيف العام الماضي الأهلي فرغم الهدوء الذي يسكن أروقة النادي إلا أن هناك ضبابية مقلقة تحيط بالفريق وإعداده وغموضا حول هويته التي سيظهر بها على اعتبار أنه لا يزال يعاني من مشكلة أزلية تتكرر معه في كل موسم وهو التأخير في التعاقدات، وهذا لا شك يعود لكثرة السماسرة الذين يجدون في الملكي أرضا خصبة للنمو والتكاثر فلا نعلم بأي صورة سيظهر أبناء القلعة الخضراء.

• أما ثالث الترتيب النصر الذي ظهر في البطولة العربية لم يكن أحسن حالا عن النصر في الموسمين الماضيين، فحضوره الباهت كشف عن سوء الإعداد وغياب الروح وضعف الانسجام وربما التكتيك؛ لذا لا أعتقد أن السيد قوميز سيعمر طويلا مع العالمي.

• فحال النصر المائل لا يوحي بظهور بطل، بينما يبقى الحال في الاتحاد كما هو عليه فأدواته لا تساعده على المنافسه في ظل الغياب القسري للاستفادة الكاملة من العنصر الأجنبي رغم امتلاكه لورقتي الجمهور والاستقرار إلا أن ذلك ليس كافيا لنيل ما يتمناه جمهوره.

• أما بقية الأندية لا جديد، طموح محدود في الوسط، وأحلام تراوح بين بقاء ورحيل باستثناء التعاون الذي أتوقعه أن يكون أحد أبطال الموسم في النفس القصير.