أخبار

مختصون: وثبة حضارية ورحلة في حدائق «الشُعب»

«عكاظ» (جدة) Okaz_online@

البحر الأحمر شريانًا حيويًا مهمًا في العالم، بوصفه حلقة الوصل ما بين المحيط الهندي، والبحر الأبيض المتوسط، وطريق التجارة ما بين قارات الشرق والغرب، وبوابة الحرمين الشريفين عبر موانئ المملكة التي تزخر بتراث حضاري وإنساني سجله التاريخ، من محافظة «حقل» شمالًا إلى منطقة «جازان» جنوبًا، ويتوسطها من الجهة الشمالية الغربية مشروع وطني أطلق عليه «مشروع البحر الأحمر».

وأوضح مدير عام مركز تاريخ البحر الأحمر وغربي المملكة التابع لدارة الملك عبدالعزيز الدكتور هاني العبدلي -بحسب وكالة الأنباء (واس)- أن الكثير من الباحثين اهتموا بدراسة البحر الأحمر عبر التاريخ؛ نظرًا لتميز موقعه الجغرافي الذي يربط بين قارات آسيا، وأفريقيا، وصولاً إلى أوروبا، وما طرأ عليه من تطورات مع اكتشاف النفط جعلته يمتلك مساحة جيوسياسية أكبر من مساحته الجغرافية.

وفي ذلك السياق، أكد عميد كلية الدراسات البحرية في جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور هتان بن عبدالكريم تمراز أن الجزر الواقعة ضمن مشروع البحر الأحمر من أجمل جزر العالم من حيث صفاء وشفافية مياهها، والتنوع الحيوي لكائناته البحرية، ونظافة شواطئها، ونقاء هوائها البعيد عن مصادر التلوث، ومنها جزر: ريخة، غوار، أم روغة، شيبارة، سويحل، جبل حسان، مبيناً أن أهمية المشروع تكمن في حجمه الذي سوف يحفز تطوير صناعات وقطاعات جديدة مثل: تنظيم رياضة الصيد البحري، والغوص، والنزهة، وتطوير قطاع صيانة القوارب والمعدات البحرية.

وأشار المشرف على مركز الدراسات الزلزالية في جامعة الملك سعود رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض البروفيسور عبدالله العمري إلى أن المناطق البركانية في شمال غرب المملكة آمنة، إذ لم يسبق أن تم رصد أي غازات منبعثة منها أو حدث أي مظاهر للنشاط البركاني فيها، داعيا إلى استثمار المشروع في تطوير المناطق البركانية على امتداد البحر الأحمر وفق أسس علمية وتثقيفية وإدارية سليمة من خلال مفهوم صناعة جديدة للسياحة الجيولوجية في المملكة.

وعزز المستشار في الهيئة السعودية للحياة الفطرية البروفيسور محمد شبراق من مكانة المشروع سياحيًا، بالقول: «إن الطيور البحرية المعششة في البحر الأحمر هي طيور مهاجرة صيفية تأتي للجزر في شهر مايو ويونيو لتضع البيض في شهر يوليو من كل عام، وبعد بلوغ فراخها لسن الطيران تغادر في نهاية شهر سبتمبر لتصل لمناطق بعيدة مثل جزيرة بالي في إندونيسيا خلال شهر يناير، ما يعني أن هجرة الطيور البحرية يمكن أن تربط السياح بجزر مشروع البحر الأحمر لمشاهدة الطيور».

يعد