تدويل الدوحة
الاثنين / 15 / ذو القعدة / 1438 هـ الاثنين 07 أغسطس 2017 01:06
محمد مفتي
من إيجابيات الأزمة الأخيرة مع قطر أنها أسقطت جميع الأقنعة سواء من نظام قطر نفسه أو من تلك الجهات المتعاطفة معها إعلامية كانت أم سياسية، لقد أخرجت قطر بعضاً مما في جعبتها من الأحقاد والضغائن المختبئة على مدار السنوات الماضية، لا أنكر - وحتى قبل الأزمة الأخيرة- أنه كانت تراودني بعض الهواجس وأشعر بعدم الارتياح تجاه هذه الدويلة الصغيرة التي تعادل مساحتها 0.005% من مساحة المملكة «لم تصل حتى إلى 1%»، ومصدر هذه الهواجس عوامل كثيرة لا يتسع المقام لذكرها هنا الآن.
ربما كانت وحدة الصف والبيت الخليجي مانعاً لي وللكثير من الكتاب من إظهار استيائنا وامتعاضنا تجاه السياسة القطرية المريبة، والتي كنا جميعاً نغض الطرف عنها في الكثير من الأحيان لئلا يتسع الصدع ونحن في أمس الحاجة لرأبه، ولكن شيئاً فشيئاً تمادت قطر في خصومتها الخفية مع أشقائها، وبدأت تتوطد علاقاتها أكثر فأكثر مع أنظمة شديدة العداء لدول الخليج العربي، وأخيراً وليس آخر بدأت في ترديد شعارات أقل ما توصف به بأنها إعلان حرب على المملكة، منها تدويل إدارة الحرمين الشريفين.
خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن المنصرم أرادت طهران من المملكة وقف دعمها للعراق، ولم تجد في جعبتها أفضل من إثارة شعار تدويل الحرمين، أرادت خلط الأوراق في مسعى لعله ينجح في وقف دعم المملكة للعراق، رحم الله الملك فهد حين صرح قائلاً: إن الحرمين الشريفين يقعان في أراض لدولة عضو في الأمم المتحدة وذات سيادة، والمملكة تتشرف بخدمة الحرمين وزوارهما، ولكنها لن تسمح بحال من الأحوال بالتدخل في شؤونها الداخلية، ولن تسمح لأي كائن بأن يعتدي على شبر واحد من أراضيها.
وها هي قطر الآن تردد مؤخراً الشعار الذي سبق وأن صرحت به طهران، تساءلت بيني وبين نفسي عن المغزى من وراء ذلك، ترى من تريده قطر أن يقوم بإدارة الحرمين؟ هل هي قطر الطفل الرضيع الذي لم يبلغ بعد سن الرشد، أم أنها طهران المعروفة بشدة عدائها لصحابة رسول الله رضوان الله عليهم، لقد بدت لنا مطالبة قطر اليوم بتدويل الحرمين بمثابة صفعة مؤلمة غير متوقعة تلقاها جميع المسلمين من مشارق الأرض إلى مغاربها، أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك انسلاخ قطر عن هويتها العربية والخليجية وانضوائها أكثر وأكثر تحت العباءة الإيرانية، كما أوضحت إلى أي مدى هانت المقدسات الإسلامية على قطر وباتت تتاجر بها لخدمة أهداف نظام طهران، فغدت كمن باع دينه بدنياه، وهل لو كان الحرمان الشريفان يقعان ضمن الحدود السيادية لقطر، هل كانت ستطالب بتدويلهما حينئذٍ؟
من السخرية أن تطالب دولة لا تستطيع حتى حماية حدودها بتدويل الأماكن المقدسة، ولربما أرادات قطر تدويل الحرمين مثلما قامت هي بتدويل جيشها، وهى بطبيعة الحال لا تطلق دعوتها حفاظاً على قدسية الحرمين الشريفين أو خوفاً من موقف المملكة ضد حجاجها، وهى تتناسى عن عمد وتتجاهل أن زوار بيت الله الحرام يحق لهم جميعاً دونما تمييز الحج ولكن من خلال بوابة عبور لدولة ذات سيادة، تعي جيداً حقوق الحجاج والمعتمرين، وطالما قامت بواجبها وتحملت مسؤوليتها تجاههم منذ فجر التاريخ، والمتاجرة بقضية تدويل الحرمين هي ادعاء سخيف مكشوف ومستهجن، ولم يجد أي صدى أو دعوة لتأييده سواء من قريب أو من بعيد.
من المؤكد أنه لو استمر النظام في قطر في التصرف على هذا النحو الصبياني المستهجن والمعادي للمجتمع الدولي، ولو أصر على الاستمرار في الانخراط في الأنشطة الإرهابية التي يدعمونها ويمولونها مادياً ومالياً، فإن هناك العديد من الآليات والأساليب التي من شأنها إرجاعهم إلى رشدهم وإلى جادة الصواب في ذات الوقت، ولعل إحدى تلك الآليات هو تدويل النظام في قطر ذاتها، إلى أن يشب النظام القطري عن الطوق ويعي ما يفعله ويبلغ سن الرشد! وحتى تنصاع قطر وتتوقف عن ارتكاب سلوكياتها العدوانية.
ربما كانت وحدة الصف والبيت الخليجي مانعاً لي وللكثير من الكتاب من إظهار استيائنا وامتعاضنا تجاه السياسة القطرية المريبة، والتي كنا جميعاً نغض الطرف عنها في الكثير من الأحيان لئلا يتسع الصدع ونحن في أمس الحاجة لرأبه، ولكن شيئاً فشيئاً تمادت قطر في خصومتها الخفية مع أشقائها، وبدأت تتوطد علاقاتها أكثر فأكثر مع أنظمة شديدة العداء لدول الخليج العربي، وأخيراً وليس آخر بدأت في ترديد شعارات أقل ما توصف به بأنها إعلان حرب على المملكة، منها تدويل إدارة الحرمين الشريفين.
خلال الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن المنصرم أرادت طهران من المملكة وقف دعمها للعراق، ولم تجد في جعبتها أفضل من إثارة شعار تدويل الحرمين، أرادت خلط الأوراق في مسعى لعله ينجح في وقف دعم المملكة للعراق، رحم الله الملك فهد حين صرح قائلاً: إن الحرمين الشريفين يقعان في أراض لدولة عضو في الأمم المتحدة وذات سيادة، والمملكة تتشرف بخدمة الحرمين وزوارهما، ولكنها لن تسمح بحال من الأحوال بالتدخل في شؤونها الداخلية، ولن تسمح لأي كائن بأن يعتدي على شبر واحد من أراضيها.
وها هي قطر الآن تردد مؤخراً الشعار الذي سبق وأن صرحت به طهران، تساءلت بيني وبين نفسي عن المغزى من وراء ذلك، ترى من تريده قطر أن يقوم بإدارة الحرمين؟ هل هي قطر الطفل الرضيع الذي لم يبلغ بعد سن الرشد، أم أنها طهران المعروفة بشدة عدائها لصحابة رسول الله رضوان الله عليهم، لقد بدت لنا مطالبة قطر اليوم بتدويل الحرمين بمثابة صفعة مؤلمة غير متوقعة تلقاها جميع المسلمين من مشارق الأرض إلى مغاربها، أظهرت بما لا يدع مجالاً للشك انسلاخ قطر عن هويتها العربية والخليجية وانضوائها أكثر وأكثر تحت العباءة الإيرانية، كما أوضحت إلى أي مدى هانت المقدسات الإسلامية على قطر وباتت تتاجر بها لخدمة أهداف نظام طهران، فغدت كمن باع دينه بدنياه، وهل لو كان الحرمان الشريفان يقعان ضمن الحدود السيادية لقطر، هل كانت ستطالب بتدويلهما حينئذٍ؟
من السخرية أن تطالب دولة لا تستطيع حتى حماية حدودها بتدويل الأماكن المقدسة، ولربما أرادات قطر تدويل الحرمين مثلما قامت هي بتدويل جيشها، وهى بطبيعة الحال لا تطلق دعوتها حفاظاً على قدسية الحرمين الشريفين أو خوفاً من موقف المملكة ضد حجاجها، وهى تتناسى عن عمد وتتجاهل أن زوار بيت الله الحرام يحق لهم جميعاً دونما تمييز الحج ولكن من خلال بوابة عبور لدولة ذات سيادة، تعي جيداً حقوق الحجاج والمعتمرين، وطالما قامت بواجبها وتحملت مسؤوليتها تجاههم منذ فجر التاريخ، والمتاجرة بقضية تدويل الحرمين هي ادعاء سخيف مكشوف ومستهجن، ولم يجد أي صدى أو دعوة لتأييده سواء من قريب أو من بعيد.
من المؤكد أنه لو استمر النظام في قطر في التصرف على هذا النحو الصبياني المستهجن والمعادي للمجتمع الدولي، ولو أصر على الاستمرار في الانخراط في الأنشطة الإرهابية التي يدعمونها ويمولونها مادياً ومالياً، فإن هناك العديد من الآليات والأساليب التي من شأنها إرجاعهم إلى رشدهم وإلى جادة الصواب في ذات الوقت، ولعل إحدى تلك الآليات هو تدويل النظام في قطر ذاتها، إلى أن يشب النظام القطري عن الطوق ويعي ما يفعله ويبلغ سن الرشد! وحتى تنصاع قطر وتتوقف عن ارتكاب سلوكياتها العدوانية.