خيارات قطر وجزراتها
الاثنين / 15 / ذو القعدة / 1438 هـ الاثنين 07 أغسطس 2017 01:06
عبدالرحمن الطريري
تدخل الأزمة مع قطر شهرها الثالث، وأبرز حدثين في قطر هما مشاركة وزير الاقتصاد والتجارة أحمد بن جاسم آل ثاني، ممثلاً لقطر في مراسم أداء الرئيس الإيراني حسن روحاني اليمين الدستورية لفترة رئاسية ثانية، والحدث الآخر هو صفقة شراء لاعب نادي برشلونة الإسباني البرازيلي نيمار، وانتقاله إلى فريق باريس سان جيرمان المملوك من جهاز قطر للاستثمار.
المشاركة القطرية في مراسم تنصيب الرئيس روحاني، تذكرنا بتغطية الجزيرة خلال زيارة ترمب للرياض، حيث كانت الانتخابات الإيرانية حدثا متقدما في كثافة التغطية على قمة الرياض التي ضمت خمسا وخمسين دولة بالإضافة للولايات المتحدة، لكن قطر قررت أن دولة الاتفاق النووي مع دول (5+1)، أهم من قمة (55+1).
أما لماذا قررت ذلك فجزء منه إستراتيجي مرتبط بتغير بوصلة قطر تجاه نظام الأسد وحزب الله، بعد أن فشلت في إسقاط الأسد كما حدث في حالة القذافي، حيث تشكل حينها تحالف من الناتو بقيادة قطر، وبالطبع فالأسد والقذافي كلاهما من رفاق نظام الحمدين في قطر قبل الربيع العربي، وغدرت بكليهما حين رأت الفرصة مناسبة، وفي ليبيا فشلت قطر في إيصال الجماعات التابعة لها إلى السلطة، وسقطت أو وهنت تلك الكيانات توالياً.
وفي سوريا تحولت هذه البوصلة منذ نهاية 2013، لإعادة فتح القنوات مع حزب الله ونظام الأسد، وإن كان منطلق ذلك الوساطات بين جماعات إرهابية كالنصرة من جهة والإرهاب الآخر المتمثل في حزب الله من جهة أخرى.
وجزء من التغطية السالفة الذكر من الإعلام القطري، فيه قراءة لشكل المنطقة بعد فترتين من رئاسة أوباما، والصدمة من عدم تحقق فترة ثالثة لأوباما بتصرف عبر وصول هيلاري كلينتون، والسبب في ذلك أن إيران وقطر كانتا عبر ما يملكانه من علاقات مهمة للغرب عموما مع جماعات الإسلام السياسي بشقيه، قنوات مهمة لإدارة المنطقة خصوصا مع ظهور الربيع العربي ثم انتشار التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا، وصولا إلى الخطر المتمثل في عدم السيطرة على عودة المقاتلين خصوصا الأوروبيين بعد القضاء على داعش.
وبالتالي بالعودة إلى خطاب الشيخ تميم الذي قيل أنه غير صحيح ثم أكد كل حرف فيه الممارسات التالية لقطر، وقبل ذلك الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، وما يتبع ذلك بالضرورة من تغيير لغة التغطية الإعلامية حول اليمن وسوريا، يدرك أن النظام القطري رأى في مصلحته الاصطفاف مع إيران، التي تقف على خط النقيض من الموقف العربي والسعودي مما يحدث في اليمن وسوريا والعراق، هذا الرهان مثل في جزء منه فكرة العودة لخطاب 2006 وحرب تموز، مع أن المنطقة كلها مختلفة بما فيها السعودية.
كانت خيارات قطر محصورة إقليميا في توثيق التعاون مع تركيا وإيران، مع بروبغندا إعلامية عبر القاعدة التركية، كما قدمت جزرات عدة عبر الصرف الكبير في مختلف العواصم الغربية، من إعلانات الصحف مرورا بإعلانات تكاسي لندن وصولا إلى شراء نيمار، الذي يبلغ شرطه الجزائي فقط 222 مليون يورو، ناهيك عن حقوق اللاعب والوكيل وما قد يثبت من حق لنادي سانتوس نادي اللاعب الأسبق.
قطر لديها خيار واضح للحل، عبر الالتزام بمبادئ اتفاق الرياض والبحث عن عمقها الخليجي والعربي الطبيعي، والقبول بالشروط التي تقدمت بها الدول الأربع، لكنها لن تصل لهذا الحل قبل أن تفني كثيرا من الجزر، الذي يفشل على ما يبدو مع النظام القطري في تقوية النظر.
المشاركة القطرية في مراسم تنصيب الرئيس روحاني، تذكرنا بتغطية الجزيرة خلال زيارة ترمب للرياض، حيث كانت الانتخابات الإيرانية حدثا متقدما في كثافة التغطية على قمة الرياض التي ضمت خمسا وخمسين دولة بالإضافة للولايات المتحدة، لكن قطر قررت أن دولة الاتفاق النووي مع دول (5+1)، أهم من قمة (55+1).
أما لماذا قررت ذلك فجزء منه إستراتيجي مرتبط بتغير بوصلة قطر تجاه نظام الأسد وحزب الله، بعد أن فشلت في إسقاط الأسد كما حدث في حالة القذافي، حيث تشكل حينها تحالف من الناتو بقيادة قطر، وبالطبع فالأسد والقذافي كلاهما من رفاق نظام الحمدين في قطر قبل الربيع العربي، وغدرت بكليهما حين رأت الفرصة مناسبة، وفي ليبيا فشلت قطر في إيصال الجماعات التابعة لها إلى السلطة، وسقطت أو وهنت تلك الكيانات توالياً.
وفي سوريا تحولت هذه البوصلة منذ نهاية 2013، لإعادة فتح القنوات مع حزب الله ونظام الأسد، وإن كان منطلق ذلك الوساطات بين جماعات إرهابية كالنصرة من جهة والإرهاب الآخر المتمثل في حزب الله من جهة أخرى.
وجزء من التغطية السالفة الذكر من الإعلام القطري، فيه قراءة لشكل المنطقة بعد فترتين من رئاسة أوباما، والصدمة من عدم تحقق فترة ثالثة لأوباما بتصرف عبر وصول هيلاري كلينتون، والسبب في ذلك أن إيران وقطر كانتا عبر ما يملكانه من علاقات مهمة للغرب عموما مع جماعات الإسلام السياسي بشقيه، قنوات مهمة لإدارة المنطقة خصوصا مع ظهور الربيع العربي ثم انتشار التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا، وصولا إلى الخطر المتمثل في عدم السيطرة على عودة المقاتلين خصوصا الأوروبيين بعد القضاء على داعش.
وبالتالي بالعودة إلى خطاب الشيخ تميم الذي قيل أنه غير صحيح ثم أكد كل حرف فيه الممارسات التالية لقطر، وقبل ذلك الاهتمام المبالغ فيه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية، وما يتبع ذلك بالضرورة من تغيير لغة التغطية الإعلامية حول اليمن وسوريا، يدرك أن النظام القطري رأى في مصلحته الاصطفاف مع إيران، التي تقف على خط النقيض من الموقف العربي والسعودي مما يحدث في اليمن وسوريا والعراق، هذا الرهان مثل في جزء منه فكرة العودة لخطاب 2006 وحرب تموز، مع أن المنطقة كلها مختلفة بما فيها السعودية.
كانت خيارات قطر محصورة إقليميا في توثيق التعاون مع تركيا وإيران، مع بروبغندا إعلامية عبر القاعدة التركية، كما قدمت جزرات عدة عبر الصرف الكبير في مختلف العواصم الغربية، من إعلانات الصحف مرورا بإعلانات تكاسي لندن وصولا إلى شراء نيمار، الذي يبلغ شرطه الجزائي فقط 222 مليون يورو، ناهيك عن حقوق اللاعب والوكيل وما قد يثبت من حق لنادي سانتوس نادي اللاعب الأسبق.
قطر لديها خيار واضح للحل، عبر الالتزام بمبادئ اتفاق الرياض والبحث عن عمقها الخليجي والعربي الطبيعي، والقبول بالشروط التي تقدمت بها الدول الأربع، لكنها لن تصل لهذا الحل قبل أن تفني كثيرا من الجزر، الذي يفشل على ما يبدو مع النظام القطري في تقوية النظر.