محطة أخيرة

يا مصطافين.. احذروا شر السكاكين !

هاو معصوب العينين يصوب سكاكين على مصطاف في الطائف.

حسام الشيخ (جدة) hussamalshikh@

أعادت حادثة رمية سكاكين الموت التي وقعت في متنزه الردف في الطائف، أخيرا، إلى الذاكرة حادثة هجوم نمر على طفلة الخمس سنوات، أثناء فعاليات مهرجان سكاكا الصيف الماضي، لتستحضر الواقعتان المثل الشعبي: «يا قاعدين يكفيكوا شر الجايين».

مصطاف تكبد مشقة السفر إلى الطائف، ليشارك في مهرجانها الصيفي، عبر خيمة تسوق، أقامها مستثمرون لبيع المنتجات ولعب الأطفال والملابس النسائية، وعلى حين غرة، ودون أي ذنب اقترفه سوى مشاركته في فقرة استعراضية، وإذا بسكين ترشق رأسه، ولولا لطف الله، لأردته قتيلا. بينما لم تكلف أي جهة خاطرها، لتخرج معلنة مسؤوليتها عن الحادثة، فيما تبرأت هيئة السياحة والتراث الوطني في الطائف على لسان مديرها المكلف خالد القهرة، من الحادثة، بدواعي عدم منحها تراخيص لهذه العروض الخطيرة، ضمن فعاليات مهرجان صيف الطائف، مشيرة إلى أن بعض المراكز التجارية تجتهد لتقديم هذه العروض من باب جذب الزوار، ما تسبب في الحادثة.

ورغم مسارعة هيئة السياحة في الطائف بتبرئة ساحتها، من فعالية رمية السكين العمياء، أو ما يسمى بـ«رمية الموت» التي كادت تودي بحياة المصطاف، بسبب استعراض هاو معصوب العينين، قدرته على تصويب السكاكين إلى الهدف، لتستقر السكين في رأس المصطاف، وسط ذهول الحاضرين. حمّل متداولو المقطع عبر مواقع التواصل الاجتماعي إدارة خيمة التسوق، التي شهدت الواقعة، مسؤولية الحادثة.

وفي وقت علمت فيه مصادر «عكاظ» أن تراخيص خيم التسوق تمنح عن طريق مجلس التنمية التابع للمحافظة، ما يستدعي تدخل الجهات المعنية وعدم السماح بإقامة مثل هذه العروض الخطيرة دون توافر الرقابة والتأمين اللازمين للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث، ألقى ناشطو التواصل عبر هاشتاق (مهرجان الطائف يحتضر)، اللوم على منظمي الفعالية، خصوصا أنها أقيمت في خيمة مكتظة بالجمهور، دون مراعاة أن الفقرة الاستعراضية تحمل من الخطورة ما يستدعي الحذر والحيطة، مطالبين بضرورة وضع أنظمة وإجراءات حاسمة لحفظ أرواح الناس، طارحين في الوقت ذاته سؤالا مازال يبحث عن إجابة: من المسؤول عما حدث ؟.