أخبار

العيسى: «الإسلاموفوبيا» مزايدات لا تحقق غير مزيد من المتطرفين

شدد في البرلمان الياباني على تضافر الجهود لمواجهة الأفكار المتطرفة

وزيرة شؤون العدالة الأمنية تبحث مع أمين عام الرابطة ملف التطرف وحماية نموذج التعايش الياباني.

«عكاظ» (طوكيو) okaz_online@

أكد الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد العيسى أن ظاهرة «الإسلاموفوبيا» ليست سوى مزايدات سياسية وإعلامية بعيدة عن حقيقة الإسلام.

جاء ذلك خلال استضافته في البرلمان الياباني بحضور عدد من البرلمانيين والمسؤولين الحكوميين والإعلاميين ورؤساء الفعاليات الإسلامية - اليابانية، إذ رحب البرلماني كوا مورا في بداية الجلسة بالأمين العام والوفد المرافق، مشيرا إلى أن البرلمان يستضيف الرابطة تقديراً لدورها الجديد والملموس في دعم العلاقات اليابانية - الإسلامية، وليتمكن عبر هذا الحوار من فهم بعض التطورات المرتبطة بصورة الإسلام وسبل مواجهتها والتعاون لوضع برامج تقوم على ما لدى الرابطة من إمكانات وقدرات.

وألقى الأمين العام كلمة خلال اللقاء أشاد فيها بنموذج التعايش الذي يتميز به المجتمع الياباني، لافتاً النظر إلى أن هذا النموذج يستحق أن تتكاتف جميع أطياف المجتمع الياباني للمحافظة عليه وتعزيزه وحمايته من الدعوات المتطرفة والمنحرفة، وكذلك رسائل الكراهية المتطرفة كما في ظاهرة الإسلاموفوبيا التي تعتبر اليابان بوجه عام وإلى حد جيد على وعي كامل بتطرفها المحسوب على مزايدات سياسية وإعلامية بعيداً عن حقيقة الإسلام، فالمسلمون حسب آخر إحصاء تقديري يبلغون نحو 1.8 مليار مسلم جميعهم ضد الفكر الإرهابي المتطرف، وأن هذا الفكر لا يتجاوز على أكثر التقديرات سوى واحدٍ من كل 200 ألف نسمة، وأن تلك الظاهرة الكارهة والمتطرفة «الإسلاموفوبيا» لن تحقق سوى المزيد من المتطرفين من خلال التطرف المضاد من قبل المتسرعين وقليلي الوعي.

وأشار إلى أن العالم يواجه اليوم تحدياً لمواجهة الأفكار المتطرفة وحماية الفئات المستهدفة من تسلل سمومها، وهو الأمر الذي يتطلب تبادل التجارب والأفكار والعمل سوياً بين الدول والمنظمات الدولية ورابطة العالم الإسلامي في مقدمتها.

وثمن العيسى ثقة البرلمان الياباني بالرؤية المتجددة للرابطة وتفاعله معها، مؤكدا أن رابطة العالم الإسلامي بوصفها منظمة دولية تمثل الشعوب الإسلامية يهمها العمل مع المؤسسات الدولية الحكومية والأهلية ذات العلاقة بإطار التباحث المنوه عنه لتفويت الفرصة على المنظمات الإرهابية وكشف أفكارها المنحرفة وهزيمتها.

بعد ذلك فتح المجال للمناقشة إذ تركزت التساؤلات على استطلاع رؤية الرابطة الجديدة ومجالات العمل معها، كما تناول اللقاء طرح بعض هموم الجالية المسلمة في اليابان ووسائل دعم تمثيلهم في البرلمان وفي المؤسسات الرسمية والأهلية اليابانية.

وأقامت لجنة العلاقات السعودية - اليابانية على هامش اللقاء حفلة غداء وسط حضور عدد كبير من البرلمانيين والإعلاميين وممثلي الجالية المسلمة في اليابان تكريماً للأمين العام، كما التقى العيسى بعدد من المفكرين اليابانيين الذين أشادوا بتواصل الرابطة، منوهين برؤيتها الجديدة التي درات غالب المحاور عليها وعلى نظريات وجدليات دينية وفكرية وفلسفية، وقدروا عالياً حسن طرح الرابطة حيالها.

ميا كو شي: نرحب بالعمل مع «الرابطة» لمواجهة دعوات التطرف

التقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى خلال زيارته الحالية لليابان نائب رئيس مجلس الوزراء الياباني ميا كو شي، الذي رحب بوفد الرابطة، مؤكداً أهمية الزيارة في دعم الشراكة الفاعلة بين بلاده والرابطة بوصفها ممثلة للشعوب الإسلامية، ولديها رؤية جديدة تتفق وأهداف الحكومة اليابانية الرامية لدعم التعايش والاندماج بين الجالية المسلمة وبقية أطياف المجتمع الياباني.

كما التقى أمين عام رابطة العالم الإسلامي بوزيرة شؤون العدالة الأمنية اليابانية المسؤولة عن ملف الأمن ومواجهة التطرف في الحكومة اليابانية كامي كاوا، وجرى خلال اللقاء بحث أوجه التعاون بين الأجهزة ذات العلاقة ورابطة العالم الإسلامي، كما جرى تأكيد أهمية التعاون بين الطرفين لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز اندماج الجالية المسلمة في محيطها الاجتماعي وحمايتها من الاختراق الفكري والتأثير على مكتسباتها مع إحاطة الجانب الياباني بمعالم مهمة في الثقافة الإسلامية وتنوعها وارتكازها على قيم التسامح والتعايش والعمل الإنساني.

وفي السياق ذاته، التقى العيسى وزير الدولة للشؤون الخارجية الياباني ماساهيا ساتو، وبحثا العديد من الموضوعات المتعلقة بالجالية المسلمة في اليابان والتعاون في مجال مواجهة أفكار التطرف ورسائله التي تهدد السلم الدولي، إذ أكد المسؤول الياباني أهمية الشراكة مع الرابطة لكلا الطرفين في ظل تصاعد دعوات التطرف والتطرف المضاد. من جانبها، استقبلت عمدة طوكيو كويكو يوريكو أمين عام رابطة العالم الإسلامي، إذ رحبت بوفد الرابطة مؤكدة أن هذه الزيارة تأتي في ظل التهديدات التي يواجهها العالم اليوم، وتنامي تيارات التطرف واستهداف السلم الاجتماعي. وأشارت إلى أن العاصمة اليابانية تستعد لاستضافة أوليمبياد طوكيو العام 2020 الذي يتطلب التنسيق مع كافة الفعاليات المسلمة وعلى رأسها رابطة العالم الإسلامي للاستعداد لاستقبال الرياضيين المسلمين المشاركين في الأوليمبياد، وضمان توفير كافة متطلباتهم التي تراعي خصوصيتهم.

وفي السياق ذاته، زار العيسى اللجنة التنظيمة لأوليمبياد طوكيو 2020، إذ استمع إلى شرح موجز عن الاستعدادات لاستقبال الحدث الرياضي الكبير قدمه رئيس اللجنة التنفيذية يوكيهيكو مورا، مشيرا إلى أن اللجنة تتطلع للتعاون مع الرابطة في مجال تثقيف العاملين في الأوليمبياد عن بعض الخصوصية الدينية الإسلامية، وبحث مساهمتها في ضبط سوق الأكل الحلال نظرا لموثوقيتها العالية بين الشعوب الإسلامية.