ثقافة وفن

البدر يضيء سنا الوحدة الوطنية ملتحفاً سماء الشرف والدين والعروبة

بنصه المرجعي 'أنا السعودي'

بدر بن عبدالمحسن

علي الرباعي (جدة) al_robai@

قلة من الشعراء يملكون ناصية البيان، وعذوبة الشعر، ونقاء اللغة عند التغني بالوطن، وبما أن لكل من اسمه نصيب فإن الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن أضاء سنا الوحدة الوطنية بإلياذة جمعت حكاية الخلق مع كوكب الأرض، ورسمت بالسرد التاريخي و الفخر سيرة ومسيرة وطن له في السلام نكهة الرخاء والأمن والعدل، وفيه عند الأزمات ما يصم آذان الأدعياء بالحقائق والشواهد:

حنا هل التوحيد للمجد عنوان

أصل الشرف والدين واليعربية

في كفنا تطرب وتلعب بالأرسان

خيل لها العلياء حياه ومنيّه

وكعادة ينابيع بدر التي يفجّرها حس الانتماء لتهطل من أعالي مروج الكواكب المأهولة بجديد اللغة وفاتن المجاز وصفاء المناهل وجسارة التأويل والتعبير بالمحكي عن أعمق الدلالات، وضع في صورة بانورامية الوطن بين جفنيه ولم يغمضهما عليه كونه أوسع وأرحب من كل المساحات:

يا سائلاً عمّا تمثّله الأوطان

وليه الوطن حقّه كبير عليّه

ترى الوطن ما هو بربع وجيران

ولا هو عناوينك ولا هو هوية

هذا الوطن له موضع بين الأجفان

والقلب له مشكاة والصبح ضيّه

رسم معنى متجددا للمفاخر وجعل من القصيدة قُبلة تتدافع لطبع بصمتها على جبين وطن يفخر فيه كل سعودي بانتمائه إليه:

أنا السعودي (صحْ) ترى الناس فقهان

عن كل لفظ فيه فخر وحمية

أنا لهيب المجد والناس دخان

شربي سحاب وشرب غيري البقيّة

رص البيارق من طريف لنجران

وخل السرية تلتحم بالسرية

ولم تغب عن ذهن شاعر العذوق والمروج أنسنة المكان في لفتة فلسفية غير مسبوقة في الشعر المحكي:

والله مالك غير ها البيد خلان

ومالك سواها اليوم هم وقضية

شعر البدر حكاية يرويها في حالة وجد صوفي أنيق ويضمنها من السياقات الدالة ما يعزز حضور النص في ذهن المتلقي:

لا تستمع لفلان وفلان وفلان

واستفت قلبك تحت رب البرية

ولم يستسلم بدر بن عبدالمحسن للقوالب الجاهزة بل قلب المعادلة لينزل بالشعر من علياء المهابة اللغوية إلى ميدان المنافحة الوطنية الراقية:

لا والذي فضل على الخلق انسان

وفضّل على الإنسان أحمد نبيه

ما قد حوت ها الأرض رحمة وإيمان

كثرك ولا روح ونفس أبيّه

أرض معالمها حديث وقران

ما هي سراب ولا ظمأ مهمهيه

ليأتي الختام ذروة الحماسة الموضوعية، في سلسبيل معرفي يلخص حكاية وطن ثابتة دعائمه في أحضان شرف الأرومة وعز الإسلام وصدر العروبة:

شتان بين العز والذل شتان

العز ما يؤخذ ويعطى هديه

أما كسبها العدل والسيف شامان

ما يكسبه خير ولا طيب نيّه