فيما لا تألو هيئة الرياضة جهداً في محاولة كبح جماح التعصب، يتكرر مشهد لا يمت للرياضة بصلة إلا في حلبات المصارعة والملاكمة تحت مسمى «الفزعة»، فلم يقتصر التعصب على الجماهير الرياضية بل بات المستطيل الأخضر مُصدراً لها.

تُعرّف معاجم اللغة «الفزعة» بأنها إغاثة الملهوف والمحتاج، ولكن يدور في خلجات البعض أنها «انصر أخاك مخطأ أو مصيبا»، ضاربين بالقانون والنظام عرض الحائط.

الأمر الذي لم يقتصر على الشوارع أو الميادين العامة فحسب، بل تمدد إلى داخل المستطيلات الخضراء، محاصرا الروح الرياضية، ومتراقصاً على حبال القانون، وأحداث مباراة الفيصلي والنصر كانت شاهداً على نظرية الفزعة المغلوطة، فوثقها حارس النصر وليد عبدالله على حسابه في تطبيق «السناب شات» عندما تفاخر«ما طقيته إلا على شانك»، ليرد عليه السهلاوي «والله فزعت لي فزعة قوية»، ليؤكد المحلل الأسري نايف الحارثي لـ«عكاظ» أن النشء يتأثرون بالمشاهير، ويقتدون بهم أكثر من أي مؤثر آخر، ويكون التأثير بالسلب أو بالإيجاب، لذا لا بد أن يدرك المشهور أن هناك من يقتدي به في أفعاله وأقواله من الأطفال والمراهقين، ولتكون علامة الاستفهام الأكبر هل ستوقف لجنة الانضباط مد الفزعة المغلوطة الذي بدأ يجتاح ملاعب الكرة السعودية بقرارات صارمة تعيد الأمور إلى نصابها؟.