رياضة

إندونيسيا تسابق الزمن لاستضافة الألعاب الآسيوية

جانب من الأعمال التي تقوم بها إندونيسيا لاستضافة دورة الالعاب الاسيوية الثامنة عشرة

أ. ف. ب (جاكرتا)

تسابق إندونيسيا الزمن للوصول إلى الجهوزية التامة استعدادا لاستضافة دورة الألعاب الآسيوية الثامنة عشرة بعد عام من الآن في مدينتي جاكرتا وبالمبانغ.

وفي موقع للبناء في وسط العاصمة، يحاول مئات من العمال وسط الجرافات وأكياس الأسمنت تحويل الألعاب الآسيوية في إندونيسيا إلى واقع.

وتنطلق الألعاب بعد عام تماما في 18 أغسطس 2018 وتستمر حتى 2 سبتمبر، ويشارك فيها نحو 10 آلاف رياضي ورياضية من 45 دولة آسيوية سيتنافسون في 39 لعبة.

وتعتبر الألعاب الآسيوية ثاني أكبر حدث رياضي متعدد الألعاب في العالم بعد دورة الألعاب الأوليمبية الصيفية.

ويخضع مجمع جيلورا بونغ كارنو الرياضي الذي شيد قبل أكثر من نصف قرن ويحتضن حفلتي الافتتاح والختام ومنافسات كرة القدم وكرة السلة وكرة المضرب والكرة الطائرة والقوس والسهم، لعملية تجديد جذرية.

لكن المسؤول عن الملعب الرئيسي في المجمع، ويكراما واردانا، قال أخيرا لفرانس برس إنه لا يزال هناك الكثير من الوقت لإنهاء العمل.

وقال واردانا من المجمع "سنبذل قصارى جهدنا لإنجاز العمل في الإطار الزمني المحدد. وبمجرد انتهاء مدة العقد، فإن هناك متسع من الوقت للتحضير للألعاب الآسيوية بشكل أكبر".

وواجهت إندونيسيا سباقا مع الزمن لتكون جاهزة للألعاب الآسيوية الثامنة عشرة، بعد أن أسندت إليها الاستضافة على هامش أسياد اينشيون بكوريا الجنوبية في 2014 إثر انسحاب فيتنام من الاستضافة بسبب مشكلات مالية، أي أنها حصلت على 4 سنوات فقط للاستعداد بدلا من ست سنوات كما درجت العادة.

وسبق أن استضافت إندونيسيا الألعاب الآسيوية عام 1962 في جاكرتا، وبالنسبة إلى العديد من الإندونيسيين، فإن الألعاب ستكون فرصة مثالية لإظهار براعة البلاد على الصعيد الرياضي، فضلا عن مكانتها باعتبارها من الاقتصادات الناشئة في العالم.

لكن وفد المجلس الأوليمبي الآسيوي الذي يشرف على الألعاب حذر في زيارة له إلى إاندونيسيا في مارس الماضي من أن البلاد تواجه تحديات ضخمة، وأثار مخاوف من عدم التنسيق بين الهيئات المعنية بالإعداد للألعاب مثل مواقع بناء المنشآت وأجهزة الإنارة والصوت.

كما أثار مراقبون من المجلس الأوليمبي الآسيوي أسئلة حول ملاءمة قرية الرياضيين، وحركة النقل من وإلى الملاعب في مدينة تعاني من الازدحام المروري.

وفي نكسة أخرى، لن يكون نظام قطار (ماس رابيد ترانزيت) الشهير في جاكرتا جاهزا قبل عام 2019، ما يعني أنه سيتعين على المشجعين التنقل في الشوارع المزدحمة عبر سيارات الأجرة أو الدراجات النارية أو الحافلات.

بيد أن وزير الرياضة الإندونيسي إمام نهراوي رد على الانتقادات قائلا إنه يجب الإشادة ببلاده لاستضافة الألعاب في هذه الفترة القصيرة.

وقال نهراوي لفرانس برس "في الواقع، عليهم أن يشكروا إندونيسيا لأنها أنقذت الألعاب الآسيوية"، مشيرا إلى أن وتيرة الإعداد واضحة للعيان".

لكن خلف ضجيج الآلات في أكبر مجمع رياضي في جاكرتا، ليس هناك الكثير من الشواهد على أن المدينة بصدد استضافة أول دورة ألعاب آسيوية منذ 50 عاما، فالتسويق لهذا الحدث غائب بشكل واضح، على الرغم من ميزانية ضخمة تبلغ 300 مليون دولار، والتوعية بين السكان محدودة جدا إن لم تكن غائبة.

وقال لينغار ريسانديكا (25 عاما) لوكالة فرانس برس "لم أكن أعرف أن إندونيسيا ستستضيفها (الألعاب الآسيوية)، نادرا ما أتابع الأخبار أو أقرأ الصحف".

كما تطرق المسؤولون في اللجنة الطبية ومكافحة المنشطات في المجلس الأوليمبي الآسيوي في زيارة إلى إندونيسيا مطلع الشهر الجاري إلى مسألة المجمع السكني الذي سيكون مقر سكن الرياضيين.

وتظهر الخطة الرئيسية للمجمع المؤلف من ثمانية مبانٍ ضخمة لا تزال قيد الإنشاء، إنه على الرياضيين عبور ممر طويل في الحر للوصول إلى محطات النقل.

واعتبر رئيس اللجنة الطبية جيغاثيسان مانيكافاساغام أن الرياضيين سيبذلون جهودا حتى قبل منافساتهم بقوله: إنها مشكلة كبيرة وسيكون هناك العديد من الشكاوى".

وعلى الرغم من كل علامات الاستفهام، سيعلن الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو رسميا مساء الجمعة العد التنازلي قبل عام على الانطلاق، في لحظة فخر كبير لبلد يبلغ عدد سكانه أكثر من 250 مليون شخص.

وأكد غاتوت ديوا بروتو نائب رئيس اللجنة المنظمة للألعاب أن الأمور تسير على الطريق الصحيح: "لا أعتقد أن هناك مشكلات في المنشآت، ولكن لا زلنا بحاجة إلى إبرام صفقات مع الرعاة ولاحقا تحديد بعض الأمور كأسعار التذاكر. إننا نعمل من دون توقف، الأمر مجرد مسألة وقت، وهو قصير جداً".

بالمبانغ أكثر استعداداً

وتبدو الاستعدادات للألعاب أكثر تقدما في بالمبانغ جنوب جزيرة سومطرة والتي استضافت دورة ألعاب جنوب شرق آسيا في 2011، إذ إن القسم الأكبر من البنى التحتية اللازمة لاستقبال الرياضيين والزوار بات جاهزا.

لكن المنظمين يحرصون على تجنب ما حدث لدى استضافة الألعاب الإقليمية من فضائح فساد كبيرة وتأخير في المواصلات وعدم اكتمال البنى التحتية والتدافع المميت في نهائي مسابقة كرة القدم.

واستضافت بالمبانغ بنجاح بطولة آسيا للترياتلون في وقت سابق من العام الحالي، وتبدو منهمكة ببناء سكة حديد من مطار المدينة إلى المدينة الرياضية الرئيسية فيها.