منذ فجر الخامس من يونيو الماضي، عاودت «الجزيرة» هجومها على كل شيء ما عدا قطر وحلفائها من الإخوان، في وقت كثفت هجومها على الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب عقب إجراءاتها الدبلوماسية ضد الدوحة. وطغى على لغة «الجزيرة» تغيرات في المسميات والمصطلحات لكثير من الملفات، فالديكتاتور المجرم بشار الأسد أضحى «الرئيس السوري» بحسب توصيف «الجزيرة»، بعد أعوام من تسميته «رئيس النظام السوري» أسوة بوسائل إعلام عالمية متعاطفة مع الشعب الأعزل الذي يواجه صواريخ بشار. ونقلت القناة التلفزيونية خطاب بشار الأسد بمناسبة افتتاح مؤتمر وزارة الخارجية والمغتربين، ووصفت الأسد بـ«الرئيس السوري»، ما اعتبرته وكالة «سبوتنيك» الروسية «تغييراً في سياسة القناة في التعاطي مع الأزمة السورية». وفتح تغير خطاب القناة تجاه الأسد موجة تكهنات بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بيد أن السخرية لازمت كثيرا من التعليقات، فالقناة تعد ناطقاً شبه رسمي للحكومة القطرية، كما أن «الديوان الأميري» راسم سياساتها التحريرية باعترافات عدة من صحفيين عملوا في القناة. ولم يعلق صحفيو «الجزيرة» عن نقل ما يراه مراقبون بـ«التحول في التعاطي مع الثورة السورية». وتعيش «الجزيرة» منذ تأسيسها على أنقاض «بي بي سي عربي» عام 1996، في دوامة التناقضات، إذ عمدت على اللعب على التسميات لاستمالة عاطفة المشاهد العربي، فالإرهابي أسامة بن لادن كانت تطلق عليه الشيخ، وتروج لتنظيم القاعدة على أنه مجاميع تحررية، كما سمت ميليشيا حزب الله بـ«حركة مقاومة»، رغم أنها حركة راديكالية مسلحة خارج إطار السلطة.