رياضة

هادي بكر لـ عكاظ: حلمي صناعة «بطل» أوليمبي

رئيس اتحاد ألعاب القوى كشف عن تأهيل 15 بطلا للعالمية

هادي بكر

حاوره حسين الشريف (جدة) al_sharef4@

يقال في علم الإدارة إن أفضل المديرين هم الأكثر إلماماً والأوفر تجارب ومعايشة، لذا لن يكون هناك رئيس أي اتحاد رياضي أفضل من ابن اللعبة، ولاشك أن العميد هادي بكر القحطاني رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى هو ابن اللعبة الذي ترعرع ونشأ بين جنباتها وخبر دروبها ومحطاتها، إذ كان بطلا سابقا في اللعبة ثم تدرج في المناصب الإدارية والفنية حتى اعتلى أخيرا سدة رئاسة الاتحاد تتويجا لهذا المشوار الطويل والحافل. هادي القحطاني كان يحلم بأن يكون بطلا أوليمبيا إلا أن الظروف والإمكانات حدت من طموحه كلاعب والآن يحلم كرئيس بأن يصنع بطلا أوليمبيا يعيد من خلاله ذلك الحلم القديم، لذلك فهو حريص على توفير كافة الإمكانات من مدربين وإعداد من أجل تحقيق ذلك له ولوطنه. «عكاظ» استضافته في حوار وقفت فيه على كافة الخطط والاستراتيجيات لاتحاد ألعاب القوى، إذ تحدث القحطاني بشفافية عالية فكشف عن مدى إمكان تحقيق ميدالية أوليمبية فجاء الحوار التالي..

• بداية كيف ترون توليكم رئاسة الاتحاد السعودي لألعاب القوى ؟

•• منذ أن التحقت برياضة ألعاب القوى كلاعب كان لدي طموح كبير بأن أكون مسؤولا أسهم في خدمة رياضة وطني وكنت أحلم بأن أكون رئيسا للاتحاد السعودي لألعاب القوى في يوم من الأيام. وبرغم ارتباطاتي العملية إلا أني استطعت أن أحقق حلم تحمل المسؤولية في الإدارة الرياضية من خلال عملي، والحمد لله الآن تحقق حلمي الأكبر وهو رئاسة اتحاد ألعاب القوى وذلك لأني أحمل رؤية ومنهجية للعبة منذ أن كنت لاعباً وخصوصا أنني ابن اللعبة ولدي تصور خاص وحب دفين لهذه اللعبة.

• وكيف ترشحت لرئاسة الاتحاد ؟

•• لاشك أن اهتمامي باللعبة وحبي لها مد جسور تواصلي مع المجتمع الرياضي، إلى جانب إدارتي لشؤون الرياضة بالقوات المسلحة التي بها أكثر من 90 من اللاعبين في ألعاب القوى، بالتالي كان لدى اللجنة الأوليمبية خلفية بما نقوم به من عمل مع هؤلاء الأبطال وكذلك الإداريين المتواصلين مع اللجنة الأوليمبية السعودية وكذلك لعلاقاتي مع المسؤولين عن الرياضة السعودية، وكذلك للعمل السابق مع الأمير نواف بن محمد الرئيس السابق والذي ساهم مساهمات عدة في تطوير اللعبة، كما كانت هناك تجربة ثرية دعمتني بشكل أكبر، ومن ثم طلبوا مني تقديم رؤيتي ومنهجيتي التي سبق وأن عرضتها على بعض الأصدقاء وشجعوني على الاستمرارية وعندما عرضت الرؤية اعجبت المسؤولين في اللجنة الأوليمبية وعلى رأسهم الأمير عبدالله بن مساعد الرئيس السابق للجنة وتم ترشيحي وانتخابي لرئاسة الاتحاد.

• وما هي هذه الرؤية التي اعتمدت عليها في الترشح ؟

•• حقيقة الرؤية تعد دراسة بها العديد من الأبواب ولكن لعل أبرز مفاصلها هو نشر اللعب في المدارس ولاسيما في الفئات السنية الصغيرة كالناشئين والشباب لمنحهم الفرصة في معرفة توجهاتهم الرياضية، فعندما تستطيع أن تصقل مجموعة من اللاعبين في سن مبكرة يساعدك ذلك على صناعة الأبطال وكذلك البحث في المناطق النائية وهذا ما تم التركيز عليه في الرؤية الجديدة التي أطلقتها اللجنة الأوليمبية السعودية أخيرا بأن هناك تعاونا واتفاقات بين اللجنة ووزارة التعليم بهدف نشر اللعبة، كما من ضمن الرؤية الوصول إلى الإعلام بصورة مباشرة حتى نستطيع أن نصل إلى البيوت لحث الشباب على مزاولة الرياضة، وزراعة الاهتمام لدى الناس وحبهم باللعبة فإذا لم تنجح في جذب الناس فلا يمكن أن تصنع أبطالا لأن الاهتمام ومحبة اللعبة تجعل الأسرة تسهم في اكتشاف المواهب لدى أبنائها بالتالي يساعدوننا في تبنيها وصقلها.

إستراتيجية.. ومرحلية

• وماذا عن أهدافكم في مجلس اتحاد اللعبة الجديد ؟

•• لاشك أن هناك مجموعة أهداف بعضها أهداف مستقبلية تمثل الأهداف الإستراتيجية وهي الأهداف الأهم، وهناك أهداف مرحلية وهي التي نعمل عليها حاليا ولعل من بين الأهداف الأساسية مشاركتنا في دورة الألعاب 2018 بجاكرتا ووضعنا خطة معينة وآلية لتنفيذ تلك الخطة تتمثل في عدة جوانب اعتمدنا على تغير بعض السياسات وفق ما يحدث في العالم من تطورات ولعل من أبرزها هو تغير المدربين، ففي السابق كانت التعاقدات مع المدربين الروس ولكن اتجهنا إلى العالم المتطور في اللعبة وهو التعاقد مع مدربين من كوبا إذ تعاقدنا مع مدربين عالميين لكل لعبة، مثلا تعاقدنا مع ميلان وهو من أكبر المدربين العالميين للوثب الطويل، وحاولنا الاستفادة من أخطاء الماضي في مسألة متابعة المدربين قبل التعاقد معهم ومشاهدتهم على الطبيعة إذ كانت هناك متابعة ميدانية لكل مدرب رغبنا التعاقد معه والوقوف على مدى إمكانه، أيضا عملنا على تغيير معسكرات إعداد اللاعبين وذهبنا إلى المناطق الملائمة والتي عادة ما يعسكر بها أبطال العالم لما تتمتع به من إمكانات.

• ما هو الفرق بين العمل ما بين الاتحاد الحالي برئاستكم والاتحاد السابق برئاسة الأمير نواف بن محمد ؟

•• أولا لابد أن نقدم الشكر والتقدير للأمير نواف بن محمد وكل من عمل معه لما قدموه طوال الفترة الماضية إذعملوا واجتهدوا وساهموا في تحقيق العديد من البطولات ولاشك أننا نكمل مسيرة عملهم ولا أخفي عليك أنا عملت مع الأمير نواف بن محمد وأدرك حجم العمل الذي قدمه وإن شاء الله يكون حضورنا القادم مميزا ونحاول الوصول إلى العالمية، وأعتقد أن كل إدارة تحضر للاتحاد لديها توجه معين تبحث فيه عن تحقيقه لبلوغ النجاح، لذا نحن نعمل على الاهتمام بالقاعدة واكتشاف اللاعبين المميزين.

• كيف ترون الجوانب المالية المسيرة لعمل الاتحاد ؟

•• لاشك أن اللجنة الأوليمبية أسست وطورت عدة برامج للنهوض بكافة الألعاب وأحد أهم المحاور التي عمل عليها هو الأمور المالية التي لاشك ستساعد الاتحادات على القيام بأعمالها، ونحن في اتحاد ألعاب القوى أعددنا ميزانية برامج 2018 وإن شاء الله جاهزون وعندما نقول جهزنا البرامج فهذا ليس بالعمل السهل وإنما هناك العديد من الخطوات والدراسات لمجلس الإدارة وفرق العمل به من أجل التجهيز للموسم القادم، وإن شاء الله خلال هذا الشهر سنبدأ في تقديم برنامج 2018.

• الميزانية المرصودة كم تبلغ ؟

•• لا نستطيع الدخول في أرقام معينة لأن ذلك يعتمد على البرامج المقدمة من المدربين من حيث عدد اللاعبين ومكان الإقامة للمعسكرات وعدد الأيام لكل معسكر، لكن للأمانة اللجنة الأوليمبية أعطت الاتحادات الرياضية دعما كبيرا من أجل إنجاح برامجها.

عمل احترافي

• بصفتك عضو مجلس إدارة اللجنة الأوليمبية.. كيف ترى العمل المستقبلي ؟

•• لاشك أن الرؤية في اللجنة الأوليمبية وفق العمل المقدم والبرامج التي وضعت للمستقبل وأنا ألمس أن هناك رغبة جادة في تحقيق نجاحات للرياضة السعودية، كما أن الإمكانات التي تسعى اللجنة الأوليمبية لتوفيرها للاتحادات وقدمت بعض الأفكار الإدارية المساعدة للعمل بالاتحاد مما انعكس ذلك في تعاون الاتحادات واحترافية العمل، وأتصور لو استمرت هذه الآلية في العمل أن تكون هناك طفرة رياضية لكافة الألعاب.

• قبل توليكم رئاسة الاتحاد السعودي لألعاب القوى.. هل تحدثتم مع الأمير نواف بن محمد ؟

•• كما ذكرت لك أنا عملت مع الأمير نواف بن محمد في اتحاد ألعاب القوى لأكثر من تسع سنوات ولاشك أن الأمير نواف عمل باتحاد ألعاب القوى 24 سنة قدم خلالها كل شيء وحقق إنجازات وبطولات ولاشك أني استفدت منه في كثير من الجوانب، ومن الطبيعي أن يكون لكل عمل إيجابيات وسلبيات ولكن هناك العديد من النقاط التي خرجت بها، كما أني تحدثت مع الأمير نواف حول اتحاد الألعاب وكان شفافاً في إيضاح كل شيء وذلك بهدف تلافي الأخطاء في المرحلة القادمة.

الإعلام شريك

• ما هي أهم البرامج التي تقومون بها حاليا ؟

•• قمنا بزيارات للأندية لدعم ألعاب القوى بها من أجل تطويرها والبحث عن مواهب، كما أننا نسعى ومن خلال تعاون مشترك مع الأندية بأن نوجد فرق عمل تقوم على استكشاف المواهب، لذا تجدنا موجودين في مناطق مختلفة وليس بالضروري أن ينحصر وجودنا بالأندية الكبيرة حتى يشعر بها الإعلام.

ومن أهم البرامج التي نعمل عليها أننا نسعى إلى تأهيل 15 من الناشئين في منطقة رنيا تحت إشراف فني على مستوى عال، كما أننا نحاول مع الهيئة العامة على إنشاء مضامير في تهامة عسير إلى جانب العمل على إعداد البطل الجديد حسين الحزام من خلال ثلاثة أشهر في كوبا من أجل تطوير قدراته.

• كيف ترى تفاعل الإعلام مع ألعاب القوى ؟

•• للأسف الشديد الإعلام بعيد عن الألعاب المختلفة تماماً ولا نشاهده إلا وقت الإخفاق، لذا أتمنى من كل وسائل الإعلام أن تكون شريك نجاح بالفعل لكافة الألعاب الأوليمبية التي تستهدف استقطاب الشباب، ونحن نؤمن بأن ألعاب القوى لن تنجح دون إعلام والإعلام لن يأتي دون نتائج، لذا نحن نسعى إلى التوازن بحيث نوجد إعلاما في البدايات لدعم الاتحاد.

متفائلون بالقادم

• هل التغيرات التي حدثت باللجنة الأوليمبية ورحيل الأمير عبدالله بن مساعد أثرا عليكم ؟

أولا نشكر الأمير عبدالله بن مساعد على الدور الكبير الذي قام به كرئيس للجنة الأوليمبية فقد خطط لعمل مؤسسي ذي أهداف طموحة ورؤية متميزة لاسيما بعد أن تم إطلاق الهوية الجديدة للجنة والأهداف الإستراتيجية لها وكذلك الاتفاقات التي أبرمها مع أكثر من قطاع كالتعليم وغيره من أجل صناعة الأبطال والمحفزات التي وضعت لها وهذا يحسب للأمير عبدالله بن مساعد، كما أن محمد بن عبدالملك آل الشيخ رئيس اللجنة الحالية يقوم بجهود كبيرة في دعم كافة الألعاب، وهو مشهود له بالنجاح في كافة المهام التي تولاها ونحن متفائلون بالمرحلة القادمة وإن شاء الله الأمور تسير كما هو خطط لها.