أخبار

كلّما مر عقد.. زادت ألَقاً

* مساعد رئيس التحرير

فهيم الحامد

60 عاما مرت على انطلاقة صحيفة «عكاظ»، عايشت نصفها، لذا اعتبرت هذا الكيان الإعلامي الشامخ بضعا منّي. وخلال هذه العقود الستة مرت على «عكاظ» مدارس إعلامية عتيدة ومتعددة، قادها رؤساء تحرير من أولي العزم من الإعلاميين والراسخين في علم الصحافة، ما جعلها الصحيفة الأكثر مقروئية وانتشارا وتوزيعا في السوق السعودية، بسبب مهنيتها العالية وعراقتها، ووجود قيادات وكوادر صحفية لم تساهم في إيصالها إلى هذا المستوى المميز في الطرح والرؤية على الساحة المحلية والخليجية والعربية فقط، بل أصبحت تدفع بمواهبها إلى الصفوف الأولى في إنشاء مطبوعات جديدة وتقلد رئاسة تحرير العديد من الصحف المحلية..

طوال ستة عقود ماضية التزمت «عكاظ» بالمصداقية والموضوعية ومبادئ وقيم المجتمع السعودي وأخلاقياته، وتحملت المسؤولية من أجل الارتقاء بمهمة الصحافة، وعليه فإن جهود رؤساء تحرير الصحف الذين تعاقبوا عليها ساهمت في ترسيخ الممارسة الصحفية التي يحكمها الحس الوطني واستشعار المسؤولية، باعتبار أن الصحافة إحدى ركائز البناء الوطني خصوصا في هذه المرحلة الدقيقة محليا وإقليميا.

ولن نتجاوز إذا قلنا إن رؤساء التحرير هم سدنة المهنية العالية في عالم الصحافة المحلية، وهكذا أصبحت «عكاظ» الآن تتصدر قائمة الصحف الورقية والإلكترونية في هذه الحقبة التي نعيشها، ومن دون شك فإن هذه المكانة المتميزة في تحقيق «عكاظ» المركز الأول على مستوى الصحف الأكثر مقروئية في السعودية عام 2016، لم تأت أبدا من فراغ، بل كانت نتيجة جهود تكاملية من فريق عمل وضع نصب عينيه التميز والطرح القوي الموثق بإدارة قيادة شابة تخطط وتضع آليات عمل مبنية على عمل مؤسسي يعتمد التخطيط والمهنية والتوثيق، عبر التأكيد المستمر على المصداقية أولا والمصداقية أخيرا، إضافة إلى تناولها المعمق للقضايا الكبرى وتصديها بكل قوة وجرأة للهجوم الشرس والظالم الذي تعرضت له السعودية من الخارج وأصبحت بمثابة الذراع الإعلامية الضاربة والمدافعة عن الثوابت السعودية، لتكون بحق «ضمير الوطن.. وصوت المواطن»، فضلا عن إعادة تموضعها في الإعلام الجديد في الموقع الإلكتروني ومواقع التواصل، إلى جانب أسلوب إخراجها الجذاب والذي تميز بالعصرية في الطرح والدقة في المضمون واضطلاعها بدور إعلامي مسؤول كونها تسير بمنهجية ثابتة وشفافية تمكنت من استقطاب الشباب.

ولعل من أبرز الاستحقاقات التي تمت في هذه المرحلة، تكريس مجموعة من المبادئ تعاهد عليها الجميع تحت اسم (ميثاق الشرف الصحفي)، الذي يعتبر بمثابة خريطة طريق للصحيفة إلى جانب وضعها لـ Style book للكتابة الصحفية لرفع مستوى رصانة المحتوى ومصداقية المضمون، لتحقيق مزيد من الطموحات والتطلعات، ومواكبة وتيرة الإعلام الجديد بمنتهى الدقة والمهنية والموضوعية ضمن منظومة متكاملة من العمل على مستويات عدة ورقيا ورقميا وإلكترونيا. يقال إن الصحافة الورقية ستموت. وأقول إن «عكاظ» حية لن تموت، لأنها ضمير الوطن وصوت المواطن وهذان سيظلان حيين ما دامت السماوات والأرض.