أخبار

تغيرت الوجوه والإرهاب قطر-اني

16 عاماً على هجمات سبتمبر

فهيم الحامد (جدة) FAhamid@

16 عاماً مرت على ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. تغيرت الوجوه والإرهاب واحد.. من تنظيم القاعدة إلى داعش، مرورا بالباسيج الإيراني، وصولا إلى الحوثي ونظام الحمدين. انقلبت الأوضاع رأسا على عقب في أمريكا عقب سقوط البرجين.. إنه اليوم الذي غير وجه أمريكا.. لم تأخذ قضية في تاريخ الولايات المتحدة جدلا كأحداث 11 سبتمبر 2001 التي شكلت تحولا تاريخيا في المسار العالمي.

أمريكا تضررت ضررا ونحن نشعر تماما بجحم مأساة الشعب الأمريكي الذي فقد نحو ثلاثة آلاف شخص في هذا الحدث المأساوي. تغييرات كبيرة في السياسة الأمريكية عقب هذه الأحداث، والتي بدأت مع إعلان الحرب على الإرهاب، وأدت هذه التغييرات إلى حرب على أفغانستان وسقوط نظام طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام صدام حسين.

ومع مرور هذه السنوات، تكشفت أسرار جديدة عن تورط الدوحة في أحداث سبتمبر خصوصا أن لها تاريخا طويلا فى جمع التبرعات المالية لتنظيم القاعدة وتفرعاته بحسب تقارير أمريكية نشرت عام 2009، كما كشفت العديد من التقارير الإعلامية والحكومية الأمريكية المسربة، أن زعيم التنظيم السابق أسامة بن لادن، زار الدوحة مرتين خلال هذه الفترة منتصف التسعينات، وحل ضيفا على عبدالله بن خالد، أثناء زيارة قام بها إلى الدوحة في يناير من عام 1996، وشغل ابن خالد منصب وزير الدولة للأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، ثم في وقت لاحق وزير الداخلية.

وفي السياق نفسه، حدد مركز أبحاث أمني أمريكي عام 2014، نحو 20 مواطنا قطريا كممولين إرهابيين كبار، وتم بالفعل تصنيف 10 من هؤلاء على أنهم إرهابيون في القوائم الرسمية للولايات المتحدة والأمم المتحدة، وصنف أيضا عدد منهم في قوائم الإرهاب التي أصدرتها الدول الداعية لمكافة الإرهاب، ومن بين هؤلاء القطريين الممولين للإرهاب، خليفة محمد تركي السبيعي (52 عاما)، وهو مدير في بنك قطر المركزي، وكان مدرجا في القائمة السوداء كممول إرهابى منذ عام 2008 ولا يزال متورطا بشكل كبير في دعم الشبكات الإرهابية.

ويعلم الجميع طبيعة علاقة النظام الإيراني بتنظيم «القاعدة» من ناحية توفير الملاذ الآمن لعناصره، ثم تجهيزه لتنفيذ اعتداءات 11 سبتمبر، ومن ثم، فإن التمازج الإيراني القطري يقف خلف هندسة التطرف والإرهاب ليس في المنطقة فحسب، بل في العالم، ولعل ما يتكشف يوميا عن علاقتهما بهجمات 11 سبتمبر، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن العالم لا يمكن أن يعيش في أمن وأمان قبل اجتثات إرهابهما من جذوره.